عندما تخرج من خسارة البداية إلى تعادل الانطلاقة إلى تأكيد الحضور فهذا يعني أن ثمة عملاً صحيحاً يُنجز ولم يعد معه قلب الصفحة رجوعاً إلى الوراء.
فوز منتخبنا على الصين يوم الخميس الفائت رفع سقف التفاؤل لأن ذلك الفوز لم يكن ضربة حظّ ونرجو ألا يُسمى طفرة لأن ما تابعناه أمام الصين افتقدناه منذ زمن بعيد وأعني ثنائية الأداء والنتيجة دون أن نغمض أعيننا عن أخطاء فردية بأوقات متقطعة من المباراة لكن ضمن إطار المقدور على إصلاحه.
ولستُ مع التركيز على هذه الأخطاء التي مرّت بسلام كهفوة خروج العالمة أو فقدان الخريبين تركيزه في فرصة الذهب لتسجيل الهدف الثاني أو بعض الشرود الدفاعي في حالات قليلة.
ما يجب التركيز عليه هو مباراتنا القادمة مع قطر بعد غد الثلاثاء ونأخذ بيد المنتخب تشجيعاً وتحفيزاً لعبور المحطة الأصعب على الإطلاق في ذهاب هذه التصفيات لاعتبارات كثيرة بعضها غير رياضي بكل أسف.
ومن وجهة نظري الشخصية ومن خلال متابعتي للمنتخب القطري أراه هو الأصعب في هذه المجموعة على الرغم من تلقيه الخسارة الثالثة توالياً أمام كوريا الجنوبية لكن ما يبقينا تحت خيمة التفاؤل خيوط الثقة التي بدأت تقوى لدى لاعبينا.
مسألة أخرى أتمنى لحظها بالحسبان ونحن نتعاطى إعلامياً مع المنتخب وهي الوفاء، الوفاء مطلوب والموضوعية مصدر القبول لدى الآخرين، وكل من قدّم ولو إضافة صغيرة يستحق الشكر والتقدير والعرفان بالجميل للمدربين واللاعبين الذين مرّوا على المنتخب منذ بداية الرحلة وإن كانوا حالياً خارج المنتخب، وحلم الوصول إلى روسيا مشروع وطني ليس حكراً على أحد وبحاجة لصدق وتفاني الجميع وبحاجة لمن يبحث لأخيه عن ألف عذر قبل أن يقسو عليه أو يتهمه.
المسألة الثالثة نتوجه من خلالها إلى جمهورنا الرائع جداً في قطر: لقد عشنا نبضكم عن قرب وأنتم تتحفون المنتخب بعصارة محبتكم ودعمكم في نهائيات كأس أمم آسيا 2011 وكنتم نجم البطولة من دون منافس.
ونريد لتلك اللوحة الجميلة أن تحضر بكل قوتها في مباراة الثلاثاء فهذه المباراة هي الشوط الثاني لفوزنا على الصين..
غانم محمد
(صحيفة الوطن 9-10-2016)