تتجه أنظار الجمهور السوري يوم الثلاثاء إلى ملعب تاونكو عبدالرحمن في مدينة سيرمبان الماليزية الذي سيكون مسرحاً للقاء المنتخب السوري مع ضيفه الإيراني في ختام مباريات مرحلة الذهاب من الدور النهائي للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018.
المواجهة المرتقبة لمنتخب سوريا الذي يحتل المركز الرابع في المجموعة الأولى من التصفيات برصيد 4 نقاط ضد منتخب إيران الذي يتصدر المجموعة برصيد 10 نقاط ستكون المباراة الرسمية الثامنة عشرة التي تجمع بين المنتخبين والحادية عشرة على صعيد تصفيات كأس العالم.
ويطلق الكثير من المشجعين السوريين على المنتخب الإيراني لقب "منتخب العقدة" للمنتخب السوري, فمن أصل 17 مباراة رسمية جمعت بين المنتخبين في عدة استحقاقات, لم يتمكن منتخب سورية من الفوز على نظيره الإيراني سوى مرة واحدة في حين انتصرت إيران في 8 مواجهات و مثلها سيطر عليها التعادل, عقدة المنتخب الإيراني لازمت المنتخب لما يقارب الثلاثين عاماً, حيث أوقعت القرعة المنتخب السوري في مواجهة المنتخب الإيراني في 10 مسابقات وحرم الأخير منتخب سوريا من التأهل للأدوار التالية في مناسبات عديدة, خاصة في تصفيات مونديال 1994 حيث تعادل المنتخبان برصيد النقاط ذاته "13" لكن أفضلية الأهداف منحت المنتخب الإيراني العبور إلى المرحلة النهائية للتصفيات, و الحالة نفسها تكررت في تصفيات كأس آسيا 2000 في لبنان بعد أن حرم المنتخب الإيراني نظيره السوري من التأهل بعد أن بلغ النهائيات الآسيوية بفارق المواجهات المباشرة التي جمعته بالمنتخب السوري خلال التصفيات, مرّة وحيدة استطاع فيها المنتخب السوري تصدر المجموعة التي أوقعت المنتخب الإيراني إلى جانبه في تصفيات كأس آسيا 1988 حيث تأهلا معاً إلى النهائيات, لكنه تصدر بعد تعادلهما بهدف لمثله وتعثر إيران في مباراة أخرى بالتعادل مع كوريا الشمالية.
فوز سوريا الوحيد على إيران يعود إلى أكثر من أربعين عاماً, إلى تصفيات مونديال 1974 تحديداً, حين قاد اللاعب عبدالغني طاطيش منتخب نسور قاسيون للفوز بهدف وحيد سجله في الدقيقة 12 عام 1973 في التصفيات الآسيوية التي احتضنتها العاصمة الإيرانية طهران, وتعود آخر مواجهة جمعت المنتخبين إلى تصفيات مونديال 2010 في مباراة الجولة الخامسة وما قبل الأخيرة من منافسات الدور الثالث و فيها فاز المنتخب الإيراني بهدفين نظيفين في ملعب العباسيين بدمشق, و المرة الأخيرة التي استطاع فيها المنتخب السوري من هز الشباك الإيرانية في التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا 2007 عندما سجل اللاعب زياد شعبو هدفاً أنقذ فيها منتخب سوريا من الخسارة أمام إيران في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله عام 2006.
ورغم صعوبة المواجهة, الجمهور السوري يبدي تفاؤله بمنتخبه ويؤمن بقدرته على العودة بنتيجة إيجابية من ملعب توانكو عبدالرحمن في ماليزيا, و يعوّل الجمهور على خطط المدرب أيمن الحكيم الذي أجبر منتخب كوريا الجنوبية على التعادل وكان قريباً من خطف الفوز, بالإضافة إلى ثقتهم بقدرة المنتخب على الحفاظ على نظافة الشباك في المباراة المقبلة فهو يمتلك خط دفاع صلب ومنظم و حارس مرمى أبدع في المباريات السابقة حيث لم تهتز شباك الحارس ابراهيم عالمة سوى مرتين الأولى بهدف من أوزبكستان الذي أجمع المراقبين على عدم شرعيته وبهدف من ركلة جزاء لمنتخب قطر في الجولة الماضية, وعلى الرغم من قوة الخطوط الخلفية للمنتخب الإيراني الذي لم تهتز شباكه بأي هدف إلا أن الجمهور يضع ثقل آماله على الخط الأمامي للمنتخب الذي يضم لاعبين شبان أثبتوا جدارتهم منذ بداية التصفيات مطلع حزيران في العام الماضي.
أشد المتفائلين بالمنتخب السوري لم يتوقع أن يحتل المركز الرابع بعد مرور أربع جولات على التصفيات النهائية بفارق 3 نقاط عن المركز الثالث المؤهل إلى الملحق و5 نقاط عن المركز الثاني المؤهل بشكل مباشر إلى المونديال الروسي نظراً لتواضع التحضيرات والإمكانيات قياساً لتحضيرات بقية المنتخبات في المجموعة, فهل سيتمكن الجيل الحالي للمنتخب السوري أخيراً وبالروح و العزيمة التي تمتع فيها طيلة التصفيات من كسر العقدة التي لازمت أسلافه لأربعين عاماً؟