بعد ثلاثة أيام من الفوز على الصين، خلعت صحافتنا المحلية ثوب الأفراح والسرد التفصيلي لمجريات المباراة التي أفرحت قلوب الملايين، وارتدت ثوباً (تحليلياً) يتعلق بالقادمات من الأيام وخاصة مباراة الدوحة ضد منتخب قطر، لتحذر من مغبة الإفراط في التفاؤل والثقة كي لا يضيع ما حققناه في (شيان الصينية) في غمضة عين..
في السطور التالية وقفة مع أبرز ما نشر من مقالات ابتعدت عن الوصف التسجيلي لأحداث المباراة أمام الصين..
(الوطن): المدرسة الخليجية أصعب لكرتنا من الآسيوية
فعلها منتخبنا الوطني وحقق فوزاً تاريخياً على الصين بهدف نظيف قلب به التوقعات وخلط الأوراق، والفوز تاريخي لأنه جاء في أصعب ظرف تعيش به كرتنا في سنوات من الضياع والحرمان والحاجة والفقر والعوز.
ليؤكد منتخبنا بهذا الفوز أصالته وليؤكد لاعبونا حرصهم على تقديم أفضل ما لديهم، وليؤكد كادرنا الوطني جديته بالتعامل مع المباريات وقراءته الصحيحة لها.
الفوز الذي حققه منتخبنا يجب أن يكون دافعاً لتحقيق المزيد، وعليه فعلينا الاستمرار بأداء مبارياتنا بواقعية بعيداً عن الغرور والتعالي (فلا إفراط ولا تفريط) وعلينا الحذر من الخصم القادم قطر الذي سيحاول ما أمكنه تعويض خساراته السابقة على حساب منتخبنا الوطني.
المدرسة الآسيوية القوية التي نجدها في كوريا والصين وأوزبكستان لم ترهبنا واستطعنا في المباريات الثلاث إيقاف جموح هذه المنتخبات، واكتسبنا فوقها ثقة تقودنا إلى أن الفوز على هذه المدارس ليس مستحيلاً، إنما يحتاج إلى تكتيك عال، وثقة بالنفس، وتصميم على تحقيق نتائج طيبة.
المدرسة الخليجية ليست أصعب من المدرسة الآسيوية، لكنها بالنسبة إلى كرتنا هي صعبة، لأن الخليجيين اعتادوا الفوز على منتخبنا، ولا ندري ما الأسباب؟
اليوم يجب أن نغير هذه الفلسفة، وأن نعبر الخليج نحو بر الأمان فالظروف بمصلحتنا وخصوصاً أن المنتخب القطري (محطم) نفسياً جراء خساراته الثلاث المتوالية، وعلينا أن نركب عليها لنحلق بعيداً، وألا نكون بلسماً يداوون به جراحهم.
(الثورة).. الفوز على الصين لا يجب ان يحجب أخطاءنا
يجب أن ننظر اليوم للأمام ونكتفي بما كان من ثناء ومديح وإن كان لاعبونا ومن ورائهم إداريو وفنيو المنتخب يستحقون ذلك .فالفوز المستحق يجب ألا يجعلنا نركن ونطرب لما يتغنى به جمهورنا وعشاق كرتنا، فأمامنا يوم الثلاثاء القادم مباراة قطر في الجولة الرابعة من هذه التصفيات. وهذه المباراة ربما كانت الأهم..
الفوز على الصين لا يعني أن الطريق بات ممهداً نحو مقدمة المجموعة، بل على العكس يزيد من حجم المسؤولية على المنتخب بكل كوادره. والفوز على الصين يجب ألا ينسينا أنه قد جاء على منتخب لم يكن في يومه، وهذا من جهة. ومن جهة أخرى يجب ألا ننسى الأخطاء التي وقعت، والتي كان أهمها كثرة التمريرات الخاطئة وإضاعة الكرة بسرعة. مع الإشارة إلى أن الهجوم بحاجة إلى اهتمام أكثر، فالهجمات التي شاهدناها كانت تعتمد عموماً على جهود اللاعبين واجتهاداتهم.
إذاً مباراتنا مع المنتخب القطري بعد غد الثلاثاء مهمة جداً ويجب استثمارها جيداً. وهي في رأينا فرصة لإضافة ثلاث نقاط تجعل منتخبنا أفضل حالاً في المنافسة، وخاصة مع اقتراب مرحلة الذهاب من نهايتها، حيث لم يتبق بعد مباراة قطر إلا مباراتنا مع منتخب إيران وهو من أقوى المنتخبات وأكثرها توازناً.
(تشرين).. تخلى الحكيم عن الأسلوب الدفاعي ففزنا
نجاح منتخبنا بالظفر بالنقاط الثلاث أمام الصين، وتحقيق أول ثلاث نقاط، وأول هدف للمنتخب في التصفيات، لم يكن ليتحقق، لولا تخلي الحكيم عن التكتيك الدفاعي، الذي درج عليه في أول مباراتين مع أوزبكستان وكوريا الجنوبية، والشروع بالمغامرة الهجومية في الشوط الثاني من مباراتنا مع الصين على ملعبها وبين (50) ألف مشجع لها، والتي أثمرت عن نقاط اللقاء، وفي المقابل لم ينس مدربنا أيضاً أهمية الجانب الدفاعي، الذي كان موفقاً في الدفاع عن مرمانا في معظم أوقات المباراة، وإغلاق المنطقة بتعليمات واضحة وصارمة بقيادة أحمد صالح.
والأهم من ذلك روح الإصرار والعزيمة لدى اللاعبين ولجميع أفراد البعثة لتحقيق نتيجة كبيرة رغم الظروف الصعبة التي لم ترتق في يوم من الأيام لمستوى الحدث الكروي على صعيد الإعداد لهذه التصفيات ولمثل هذه المباريات.
