الخميس 2008-01-24 16:07:40 السياحة والسفر
أوغاريت

 

أوغاريت (اللفظ: أوگاريت) هي مدينة-دولة قديمة تقع أطلالها في موقع رأس شمرا في سوريا على مسافة 12 كم إلى الشمال من مدينة اللاذقية.

تاريخ

بينت الحفريات والأسبار الأثرية أن موقع رأس شمرا يشمل على حوالي 20 سوية أثرية (استيطان) تعود حتى العام 7500 ق.م. إلا أنه مع حلول الألف الثاني قبل الميلاد تضخم الإستيطان في الموقع لتتشكل ما عرف باسم أوغاريت هذا الأسم الذي كان معروفاً قبل اكتشافها- صدفة في العام 1928 م- من خلال ذكرها في نصوص مملكة ماري ، حيث تذكر النصوص زيارة الملك زميري ليم في العام 1765 ق.م لأوغاريت،ومن رقيم آخر عثر عليه أيضاً في وثائق ماري، وهو عبارة عن رسالة من ملك أوغاريت إلى ملك يمحاض بعاصمتها حلب، يرجوه فيها أن يطلب من ملك ماري أن يسمح له، بزيارة قصر ماري الذي كان ذائع الصيت في ذلك الوقت، وإن دل هذا على حرص أوغاريت على أقامة علاقات طيبة مع ملك ماري فإنه يدل في نفس الوقت بأنه يحرص أن تكون هذه العلاقة عن طريق وبمعرفة ملك يمحاض القوي. وكذلك ورد ذكر أوغاريت في النصوص الحثية المكتشفة في الأناضول و رسائل تل العمارنة المكتشفة في مصر . وتبين من الحفريات أن أوغاريت كانت عاصمة لمملكة بلغت مساحتها 5425 كم مربع تقريباً في القرنين الخامس عشر والثاني عشر قبل الميلاد وهي فترة إزدهار المملكة.

يـُقدّر عدد سكان مدينة أوغاريت في القرن الثالث عشر قبل الميلاد بـ 8000- 6000 نسمة وذلك اعتماداً على بقاية البيوت العشرة آلاف المكتشفة فيها، أما سكان باقي المملكة فيقدرون بـ 50000 إلى 35000 نسمة، موزعين على 150-200 قرية ومزرعة تابعة للعاصمة. وتبين النصوص وجود سكان حوريين وحيثيين وقبارصة في العاصمة، كذلك بعض الجبيليين والصيدونيين والصوريين والمصريين.

كما يشير علم المصريات النمساوي Manfred Bietak إلى أن الهكسوس في حوالي 1600 ق.م كانوا على علاقة وثيقة مع الأوغاريتين وذللك من خلال ما بينته الحفريات في اوريس عاصمة الهكسوس في دلتا النيل

 

لغة وكتابة

استخدم سكان أوگاريت لغات عديدة ووضعوا لذلك قواميس متعددة اللغات، ولكن اللغة الرئيسية التي اكتـُشفت في رسائلهم هي لغة سامية خاصة بهم تسمى بـ"أوغاريتية". وكانت اللغة الأكادية اللغة الرئيسية التي استخدمها سكان المملكة في تعاملاتهم مع المناطق الأخرى، كما كانت العادة في جميع أنحاء الشرق الأوسط في ذلك الحين. أثار تحليل اللغة الأوغاريتية الخلاف بين اللغويين إذ لا تنتمي إلى أية مجموعة من مجموعات اللغات السامية التي كانت معروفة قبل إكتشاف أوغاريت،و تلائم في الكثير من مميزاتها اللغات المصنفة ضمن الفرع الشمالي الغربي للغات السامية "لغات كنعانية" ولكن بعض مميزاتها تلائم فروع أخرى من تصنيف هذه اللغات. وقد اكتشفت في أطلال أغاريت نصوص باللغات أخرى، منها لغات غير سامية شاعت في المنطقة مثل الحورية، والحثية، واللوفية، والسومرية، والمصرية والمينوية، مكتوبة بخمسة أنواع من الخطوط: المسماري البابلي، الهيروگليفي المصري، الهيروگليفي اللوفي والنقوش المنيوية. أما اللغة الأوغارتية نفسها فكانت تكتب بـ أبجدية خاص بها. تبنى أدباء المدينة كيفية الكتابة المسمارية البابلية على ألواح الطين ومن المحتمل أنهم تبنوا كذلك فكرة الأبجدية التي كانت قد ظهرت في المناطق جنوب أوغاريت، وهي الأبجدية البروتو-كنعانية ( السينائية ). فضمت الأبجدية الأوغاريتية على 30 رمزا مسماريا ولكن كل رمز أشار إلى حرف ساكن واحد وليس إلى مقطع أو كلمة. باختلاف عن اللغات الكنعانية احتفظت الأوغارتية على أكثر من الحروف السامية القديمة ولذلك كانت أبجديتها أغنى برموز. أما ترتيب الرموز فكان يشابه ترتيب الحروف في الأبجدية البروتو-كنعانية.

في مكتبة القصر الملكي في أوگاريت وجدت لوحات ورقم فخارية مكتوبة باللغات: الأكادية، والأوگاريتية، والحورية، والحثية، والقبرصية وغيرها، فيها معلومات مهمة عن التنظيم السياسي في المملكة وتشريعاتها وأنظمتها، وعلاقاتها بجيرانها. كما وجدت في هذه اللوحات نصوص دينية وقانونية ووصايا، وتحارير، ومعاهدات، وأبحاث طبية وبيطرية، ونصوص سومرية وبابلية، وهيروغليفية وحثية. ووجدت أيضاً معاجم لغوية وغير ذلك، مما ألقى ضوءاً على العلاقة بين الأدب الكنعاني وما ورد من نصوص التناخ

 

 

مجتمع

كشفت الحفريات في العاصمة العديد من الأبنية و الطرقات المرصوفة، والدور الجميلة للسكن، ومكتبة فخمة في القصر الملكي، الذي يعتبر من أفخم القصور في الشرق الأدنى، بمساحة قدرت بـ 10000 متر مربع طليت بعض أجزاؤه بالفضة، ويدافع عنه برج ضخم ذو جدران كثيفة، كما كشفت أعمال التنقيب (للعام 1975 م) في رأس ابن هاني، على بعد خمسة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من المدينة أوغاريت عن قصرين ملكين، في شمال و جنوب الموقع، وكذلك مجموعة من القبور في الجهة الجنوبية،وعلى خلفية الأرشيف الكتابي الذي وجد في القصر الشمالي والذي يؤرخ في عهد الملك اميشتامارو الثاني ( 1260- 1235 ق.م) يرجح كونه مقرّ الحكم (بلاط) الثاني لملك أوغاريت

كانت أوگاريت مركز تجاري بين منطقة الأنضول ومن خلفها مناطق اليونان في الشمال والغرب، ومناطق شرق الهلال الخصيب في الشرق وكذلك مصر في الجنوب، ومركز انتاج وبيع الأخشاب والمعادن المشغولة والأقمشة والأصبغة المستخلصة من صدف Hexaplex trunculus (الأرجوان) والمنتوجات الزراعية كزيت الزيتون والقمح والشعير للمناطق المحيطة. وكان مرفؤها- منطقة المينا البيضا حالياً- مركزاً مهماً للتجارة يعج بالبضائع من جميع الأنواع. وقد امتدح الشاعر اليوناني هوميروس في إلياذته الأواني التي تصنع في أوغاريت، فقال: "لا توجد آنية أخرى تنافسها في جمالها".

الديانة الأوغاريتة هي ديانة كنعانية كما تبين الأساطير الميثولوجية الواردة في النصوص الدينية والملاحم ونصوص الشعائر والعبادات وكذلك من وجود عدة معابد أهمها معبدين على الأكروبول (مرتفع المدينة)، بينهما بيت الكاهن الأكبر، معبد الإله إل (ءل - ءيل - إيل)، (بيت إيل) وربما الإله دجن (داجان، داجون) معه، في الجهة الجنوبية الشرقية والذي يرجح تاريخ بناؤه بـ 2000 ق.م، ومعبد الإله بعل (بيت بعل) في الجهة الشمالية الغربية وهو أحدث في حوالي 1400 ق.م،

أدت مجموعة عوامل على راسها مهاجمة "شعوب البحر" لمنطقة الساحل الكنعاني إلى توقف الحياة في أوگاريت في العام 1185 قبل الميلاد تقريباً.

وقد قيل إن كلمة أوغاريت مشتقة من " أوغار" السورية، وهي " أوكار" بالفارسية، و"عقار" بالعربية، وهي تعني " رقعة من الأرض أو الحقل".

حكام

أسماء بعض حكام أوغاريت في الفترة التي سبقت دمارها، بالأعوام التقريبية

 

*        

*       اميشتامارو الأول 1350 ق.م

*       نقم اددو الثاني 1350- 1315 ق.م

*       ار-هالبا 1315- 1313 ق.م

*       نقم إپا 1313- 1260 ق.م

*       اميشتامارو الثاني 1260- 1235 ق.م

*       إبيرانو 1235- 1220 ق.م

*       نقم اددو الثالث 1220- 1215 ق.م

*       اموراپي 1215- 1185 ق.م

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024