دخلت البلاد الشتاء وما تزال نسب توزيع المازوت في محافظتي دمشق وريفها قليلة لا تتجاوز الـ25 بالمئة بالنسبة لأعداد المسجلين على المادة، مع وعود بازدياد حركة التوزيع خلال الأيام القليلة القادمة في مختلف الأحياء ضمن دمشق وريفها وسط شكاوى مستمرة من المواطنين يؤكدون عدم وصولهم رسالة التعبئة حتى تاريخه، والتأخير أيضاً يشمل رسائل البنزين حسب (بعض المواطنين أصحاب المركبات).

 

وبالتوازي مع ذلك، قام فرع محروقات والتجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق بجولات رقابية على الموزعين استعداداً للشتاء، وللتشدد على ضبط أي مخالفات والتعامل مع مختلف الشكاوى الواردة حول عملية التوزيع.

 

وبحسب ما أكده البعض لـ «الوطن» فإن عدداً من الموزعين يقومون بـإغلاق هواتفهم المحمولة للتهرب من اتصالات المواطنين المستحقين للمادة المحروقات، مع المطالبة بالتشدد في ضبط عملية تعبئة المادة تلافياً لأي تلاعب.

 

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق تمام العقدة أن هناك استنفاراً للتعامل مع أي شكاوى واردة من المواطنين حول تزود المواطنين بمادة مازوت التدفئة، منوها بتكثيف الرقابة على محطات التعبئة بأكملها وسيارات التوزيع.

 

وأشار العقدة إلى القيام بجولة لتتأكد من تنفيذ آلية العمل بالشكل المطلوب، مع التشدد على جميع أصحاب سيارات التوزيع والناقلين للمادة بالالتزام بعدم نقص الكيل والمعايرة، وإيصال المادة كاملة لمستحقيها، وعدم التأخير في تنفيذ الطلب لأي مواطن.

 

وقال مدير التموين: قمنا بإجراءات احترازية مسبقة واجتمعنا بالموزعين لضمان إيصال المادة حسب التعليمات وبالأسعار الرسمية التي لا يوجد أي تعديل عليها، مبيناً أنه حسب تأكيدات محروقات دمشق فإن نسبة التوزيع تصل إلى 25 بالمئة.

 

وحول إغلاق بعض الموزعين لجوالاتهم، أكد العقدة أن الرسائل تصل أثناء وجود الموزعين في مركز التعبئة في حين يحتاجون لوقت لوصولهم إلى مكان التوزيع، ويفهم هنا من كلام العقدة أن بعض الموزعين يقومون بإغلاق هواتفهم خلال هذه الفترة، وبنهاية المطاف سيتم حكماً التواصل مع المواطن وإيصال المادة إلى مستحقيها.

 

وقال العقدة: ضبطنا حالة تلاعب بالكيل في أحد الأحياء، وتم تغريم المخالف نحو 15 مليون ليرة، علما أنه تم هذا الشهر ضبط حالات نقص بكمية المازوت لصهريج وارد إلى إحدى محطات دمشق بكمية 125 ليتراً وغرامة تصل للمليون، إضافة إلى ضبط مخالفة نقص بكمية البنزين أوكتان 90 بالمئة لصهريج وارد إلى إحدى محطات دمشق بكمية 100 ليتر وتم تغريم المخالف بمليون و200 ألف ليرة، وتم ضبط مخالفة تقاضي زيادة بأسعار مبيع وضخ ليتر المازوت المنزلي في أحد الأحياء بدمشق، كما تم ضبط صهريج لموزع مازوت منزلي زيادة بالكيل وتلاعب بالعداد بكمية 2800 ليتر وتم تغريمه بمبلغ 21 مليون ليرة، وضبط صهريج لموزع مازوت منزلي تلاعب بالعداد بقصد الغش وزيادة بالكيل بكمية 2000 ليتر وتم تغريمه بـ15 مليون، وضبط صهريج لموزع مازوت منزلي بمخالفة الاتجار بمادة المازوت المدعومة من الدولة بكمية 585 ليتر وتم تغريمه بأكثر من 4 ملايين ليرة.

 

وأضاف مدير التجارة الداخلية بدمشق: تحتسب غرامة التلاعب بالكيل بسعر التكلفة إضافة إلى 3 أضعاف، حيث تقدر الغرامات بالملايين.

 

وتوقع العقدة أن تزداد نسب توزيع مادة مازوت التدفئة للمواطنين، وخاصة أن تطبيق آلية الـ(جي بي إس) وفر من المادة وبالتالي حّد كثيراً من تهريب المادة والمتاجرة بها في السوق السوداء، وبالتالي حدوث وفرة في الكميات المخصصة للنقل أيضاً، علما أنه تم هذا الشهر ضبط حالة تلاعب بمنظومة التتبع GPS بغية التصرف بمادة مدعومة من الدولة لغير الغاية المخصصة لها لسرفيس نقل الركاب، وبمخالفة تركيب جهازين تتبع GPS على ميكروباص.

 

ونفى العقدة وجود أي دراسة لتعديل أسعار مازوت التدفئة ولا حتى دراسة لرفع أسعار الخبز السياحي والكعك والصمون، مبيناً أن الأسعار على ما هي عليه من دون أي تعديل.

 

وبين العقدة أنه تم خلال هذا الشهر ضبط نحو 1000 مخالفة تموينية منها مخالفات جسيمة تضر بالصحة ولعدم الإعلان عن الأسعار، ونقص في الوزن، وحيازة وعرض مواد إغاثية غير مخصصة للبيع ومنتهية الصلاحية، ومنح وتداول فواتير غير نظامية، وعدم تقديم بيانات التكلفة، ناهيك عن تنظيم عشرات الضبوط لعدم إبراز فواتير وعدم الإعلان عن الأسعار لمواد غذائية وأدوات منزلية وألبسة نسائية ومكياجات ومولدات وبطاريات وأحذية.. إلخ.

 

على حين أكد مدير فرع محروقات دمشق أيمن حسن أن أي شكوى من أي مواطن حول أي مخالفة بالكيل أو طريقة التعبئة ومكان التوصيل، فسيتم حرمان الموزع من المادة كامل الشتاء، مضيفاً خلال جولة له على المراكز أنه لن يكون هناك أي تساهل مع أي موزع.

 

وقال: وردتنا شكاوى عن تعامل غير لائق بحق المواطن من بعض الموزعين، لذا أي مخالفة سيتم التعامل معها بالحد الأقصى، مع اتخاذ إجراءات قاسية من التموين.

 

وتابع حسن: أغلب الشكاوى عن ورود الرسائل القاضية بالتوزيع، لكن من دون رد الموزع على هاتفه، مضيفاً: بالإمكان على الموزع تقديم عذره، لكن أي شكوى حول أي مخالفة بهذا الموضوع ستعرض الموزع لإجراءات تتخذ بحقه.

 

وفي السياق أكدت مديرية المحروقات في محافظة ريف دمشق أنه تم خلال الفترة الماضية توزيع 2.8 مليون ليتر مازوت للصناعيين ومليون ليتر للشركات الإنشائية.

 

وبين مدير فرع محروقات ريف دمشق محمد ليلى في تصريح صحفي بعد اجتماع للجنة المحروقات في المحافظة برئاسة المحافظ أن نسبة توزيع مازوت التدفئة للمواطنين تجاوزت 25 بالمئة وأنه خلال أسبوع سيتم الانتهاء من توزيع المادة للمنازل في الأماكن الباردة مع استمرار عمليات التوزيع في باقي المناطق.