الإثنين 2019-12-30 21:27:05 صحافة وإعلام
وتبخّرت ملياراتهم !!

سيريانديز

سمعنا في الأسابيع الأخيرة معلومات موثقة لخبراء إقتصاديين لبنانيين ليست سارة لمن هرّبوا مليارات الدولارات وأودعوها في المصارف اللبنانية!

لقد استفاق "المهربون" على أخبار لم تخطر على بالهم في يوم من الأيام وهي بأن بلدا مثل لبنان لطالما وصفه العرب قبل الأجانب بـ "سويسرا الشرق" .. أصبح مفلسا ماليا وإقتصاديا!
وعندما سأل مقدمو برامج سياسية بعض الخبراء اللبنانيين : هل لبنان مقبل على كارثة إقتصادية؟
جاء الجواب سريعا وواثقا : نحن في قلب الكارثة ولا يمكن تجاوزها إلا بمعجزة!
المعلومات التي تابعناها تؤكد : إحتياطات مصرف لبنان المركزي من الدولارت ورقية وليست حقيقية ، وهي عبارة عن ودائع للمصارف وللمودعين!
أكثر من ذلك مصرف لبنان المركزي أهدى أمراء الطوائف قروضا على مشاريع لم تنفذ ، وإنما شقت طريقها بسرعة إلى حساباتهم في البنوك السويسرية ، وهي وقائع فضحتها بعض الوسائل الإعلامية اللبنانية منذ عدة سنوات!
المؤكد أن ودائع "مهربي الدولار" السوريين ساهمت بدعم الطبقة السياسية واستخدمت لتسديد فوائد الدين العام وبتمويل مستوردات لبنان الأساسية من المحروقات والقمح والأدوية ..الخ.
وهاهم مهربو الدولارات منذ ثلاثة عقود على الأقل وبخاصة خلال الحرب يكتشفون "مثل المودعين اللبنانيين" أن ودائعهم التي لاتقل عن 20 مليار دولار لم تكن سوى ودائع ورقية ، أي فعليا قد .. تبخرت !
حتى صغار المهربين السوريين ، أي أصحاب وديعة "المليون دولار" الذين كانوا يعيشون حياة مترفة من فوائدها .. اكتشفوا انهم كانوا ينفقون من رأسمالهم وليس من الفوائدَ!!
وبالتالي لم يعد بإمكان هؤلاء "الصغار" سحب فوائدهم كاملة ولا حتى بالقطارة!!
هذا ما أكده خبراء إقتصاديون من لبنان وليس من سورية : الودائع الدولارية في مصرف لبنان المركزي اصبحت ورقية منذ عدة سنوات ، لأن معظمها تحوّل إلى حسابات "الطبقة السياسية" أو سُددت لخدمة الدين العام ، وليس الدين نفسه الذي تجاوز مبلغ 90 مليار دولار!!
مايؤكد أن احتياطات البنك المركزي اللبناني ورقية ووهمية هو عجزه فجأة عن تمويل المستوردات الأساسية ، كالمحروقات والقمح والأدوية ..الخ.
والأخطر توقف المصارف ليس عن رد الودائع لأصحابها فقط، بل عن تسديد فوائد الودائع أيضا ، وتحديد سقف السحب اليومي من الصرافات حتى بالليرة اللبنانية ، ومنع تحويلها إلى دولار!!
ويضاف إلى كل ذلك خفض رواتب العاملين في القطاعين العام والخاص إلى النصف ، بل توقف بعض المؤسسات عن صرف أجور عمالها أو خفض عديدهم أي طردهم!
وتحول الدولار بسرعة إلى سلعة للمضاربة مع شح كمياته في الأسواق وتوقف البنك المركزي عن تمويل المستوردين وتسديد فوائد المودعين الدولارية ، بل وإلزامهم بقبض نصفها بالليرة اللبنانية!
لقد اختصرخبير لبناني المشهد بالتالي : ماذا نتوقع أن يحدث في بلد ريعي يعتمد على السياحة والخدمات والودائع المصرفية.. فبلد بلا اقتصاد صناعي وزراعي سيتوجه حتما إلى الكارثة المحققة التي تأخر وقوعها بفعل دعم خارجي فقط!
الخلاصة : المليارات التي هرّبها حيتان المال وصغار الأسماك على مدى عقود تبخرت ، ولا تصدقوا أقوالهم الآن بأنهم نادمون على ما اقترفت أيديهم الآثمة بحق البلاد والعباد!
أما بالنسبة لمنظّرينا فننصحهم : كفى تشبها بلبنان كمثال نموذجي إقتصادي ومصرفي !!

علي عبود ـ البعث

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024