السبت 2019-07-12 20:08:39 صحافة وإعلام
أينَ القرار الجريء؟!

كتب غسان فطوم:
أينما نظرنا وكيفما توجهنا نرى الكثير من المؤشرات في مؤسساتنا على اختلاف مواقعها ومسؤولياتها ، تؤكد بالأدلة القاطعة أننا لم نحسن التعامل بالشكل الصحيح مع أزماتنا بأشكالها وألوانها المختلفة، بحيث نتجنب كوارثها ولو بالحدود الدنيا، وما نحن فيه اليوم من "كوارث" اقتصادية أكبر دليل!!.
الآن وفي أي وقت لو عملنا كشف حساب لأداء الوزارات والمؤسسات الخدمية لوجدنا أن الأقوال تفوق بكثير الأفعال، وذلك قياساً لما كنا وما زلنا نسمعه من تصريحات ووعود على كل الجبهات الخدمية التي تمس حياة المواطن، لكن يبدو أن مفاعيلها تبخرت بفعل موجة الحر التي تجتاح البلاد هذه الأيام!.
للأسف كل ما فعلناه هو التسابق بالهروب إلى الأمام على أمل إيجاد حلٍّ فيما بعد، فتفننا باعتماد الحلول الإسعافية والترقيعية لقضايا ومشكلات لم تعد تنفع معها أبر التخدير بعد أن اعتاد عليها جلدنا "المبخوش"، ولعل "اختبار" الثماني سنوات الماضية من عمر الحرب كان أكبر وأصدق مقياس لذلك، أي لا حاجة لنستعين بتجارب الآخرين من "بلاد برا" لنكتشف أين تعثرنا ومتى أصبنا؟!.
سنواتٌ ونحن نسمع سيمفونية التصريحات الرنانة من الحكومات المتعاقبة ووعود حفظها جيداً المواطن السوري الذي كان وما زال يتألم وهو يرى تلك الوعود تتلاشى كمن يكتب على رمل الطريق!.
لا شكَ أن المواطن يدرك صعوبة الظرف الذي نحن فيه، لكن هناك حاجات ومتطلبات بمتناول أصحاب القرار لجهة تأمينها، لم يتعاملوا معها كما يجب، وعلّقوا الإخفاق والفشل على شماعة الحرب، والسؤال: ماذا لو طال أمد الحرب – لا قدّر الله- هل سنبقى نتعامل مع الواقع بهذا الأداء الكلاسيكي العقيم؟!
رغم كل ما حصل ويحصل نعتقدُ أنه ما زال هناك بالإمكان ونحن على أبواب مرحلة هامة، أن نؤسس لأرضية صلبة لإيجاد الحلول للمشكلات العالقة التي أوجدها الفساد الإداري والمالي الذي أنهك عمل المؤسسات ومصّ دمها وحولها إلى بيئات طاردة لأصحاب الكفاءات الخبيرة منها والشابة المهمشة!.

بالمختصر، إن أكثر ما نحتاجهُ اليومَ في ظل هذا المشهد الخدمي القاتم قياساً لأداء العديد من الوزارات وغالبية المؤسسات كبيرها وصغيرها وعلى مختلف مستوياتها، هو القرار الجريء بالاعتراف بإخفاقاتنا وأخطائنا والتعلم منها، فجريمةٌ أن نتعثر بالمطب مرات عديدة ونسوق الحجج للتبرير لرؤى فجة وخطط فاشلة خلّفت لنا الكوارث بصنع أيدينا وما نشهده من عشوائية وتخبط في اتخاذ القرار لدرجة تصل لحد اللامبالاة المستفزة هو اكبر شاهد على ذلك!!
 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024