الأربعاء 2018-05-22 14:08:40 أخبار اليوم
الليمون السوري يهرب إلى لبنان بـ 200 ليرة ويعود بـ 700 ليرة ؟!!.. والفلاح /قلبه من الحامض لاوي/ !
مصادر : مزارعون يستبدلون بساتين البرتقال بالليمون ..حمدان : الإنتاج تراجع 25% والاستبدال خطأ استراتيجي نتائجه سلبية

خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
لعل أكثر ما يثير الحيرة حالة فروق السعر التي تحدث لمحصول معين منتج محلياً في فترة تعد إلى حد ما قصيرة ، وخير مثال على ذلك الليمون الحامض الذي قفز سعره بأقل من شهرين من 200 ليرة إلى 700 ليرة وأكثر..  مما جعله ملك السوق حالياً .
مصادر فلاحية من اللاذقية كشفت لـ «سيريانديز» أن الليمون المحلي قُطف هذا العام قبل موعده بأشهر وتم تهريب كميات كبيرة منه إلى لبنان عبر طرطوس عن طريق تجار اشتروه من المزارعين بسعره الرائج حينها ، وتم تخزينه في لبنان ، ومن ثم يتم تهريبه بهذه الأوقات إلى سورية لبيعه بسعر مضاعف مستغلين قلة العرض في السوق، منوهة أن الكثير من الفلاحين يتجهون إلى قطع أشجار الكريفون والبرتقال من بساتينهم لزراعة الليمون الحامض أو تطعيم الأشجار به نتيجة ارتفاع سعره كل عام .
وتساءلت المصادر عن السبب الذي يمنع الجهات الحكومية السورية من منع تهريب الموسم وشراء كل الكميات من الفلاحين بسعر مناسب في موسمه وتخزينه ببرادات محلية ومن ثم طرحه في السوق بهذه الأوقات لحماية المواطن والفلاح من الاستغلال والحفاظ على التوازن السعري في السوق وتحقيق أرباح معقولة .
وبينت المصادر أن وزارة التجارة الداخلية تشتري كل عام  كميات من هذا المحصول من المزارعين عن طريق المؤسسة السورية للتجارة ولكن للتسويق الفوري المباشر فقط ولا يتم تخزين أي كميات بغرض التدخل فيما بعد ...!!!
مدير مكتب الحمضيات بوزارة الزراعة المهندس سهيل حمدان أوضح لـ «سيريانديز » أن السبب الرئيسي لارتفاع سعره هو قلة العرض نتيجة تراجع الإنتاج بنسبة 25% تقريباً  بسبب تعرض الموسم في العامين الماضيين لموجات البرد والصقيع مما خلف أضراراً كبيرة وخاصة أن الليمون ذو حساسية عالية للبرد أكثر من غيره ، حيث عملت وزارة الزراعة على حصر الأضرار في وقتها وتعويض الفلاحين من صندوق الجفاف .
وبين حمدان أن إنتاج هذا العام من محصول الليمون الحامض بلغ حوالي 170 ألف طن وكان سعره مقبولاً إلى حد ما في موسمه بالنسبة للفلاحين مشيراً إلى أن دور وزارة الزراعة إشرافي وينتهي دورها مع نضج الثمار وقطافها أما عملية التسويق فهذا من شأن جهات أخرى ، منوهاً أن استبدال أشجار الكريفون والبرتقال بالليمون الحامض يعد خطأ استراتيجي من قبل المزارعين وهذا الأمر لا تستطيع وزارة الزراعة فرضه على المزارعين إلا عن طريق التوعية، لافتاً إلى أن النتائج السلبية لذلك ستظهر بعد حوالي عامين لأن الليمون السوري استهلاكه المحلي محدود بعكس الكريفون والبرتقال بأنواعه، وأيضاً لا ينافس في الأسواق الخارجية لجهة التصدير لان الليمون الإسباني يحتل المركز الأول بالتصدير، بينما الكريفون والبرتقال السوري ينافس أكثر في الأسواق الخارجية وخاصة الروسية والبيلاروسية.
وأكد حمدان على ضرورة تفعيل عملية التخزين والتبريد المحلي لهكذا محاصيل لأن الليمون يتحمل تخزين أكثر من غيره من الحمضيات وهذا الأمر يساعد على التدخل بالسوق في الأوقات المناسبة

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024