السبت 2007-08-18 04:01:35 السياحة والسفر
كل مقومات السياحة موجودة في درعا.. لكن الاستثمارات والسياح في حالة غياب

تعتبر محافظة درعا من المحافظات الغنية بالمواقع السياحية والأثرية التي تجذب السياح من كافة أنحاء العالم و تعد مدينة بصرى الشام الموجودة في أقصى جنوب سورية من أهم المدن الأثرية في العالم .

وبالرغم من امتلاك محافظة درعا كافة مقومات السياحة الناجحة إلا أن اهتمام وزارة السياحة بها لا يزال دون الطموح إن لم نقل ان الوزارة لم تأل المواقع السياحية والأثرية أي اهتمام وإن آثار العمل السياحي في المحافظة لا تزال غير موجودة إلا إذا كانت الوزارة تعتبر وجود مديرية لها في المحافظة هو عمل سياحي، والأمر الذي يثير الاستغراب ليس غياب وزارة السياحة عن المحافظة فحسب بل تجاهل الوزارة لمشروعات سياحية بدئ العمل في بعضها منذ فترة بعيدة وصرفت عليها ملايين الليرات السورية ولم تستكمل الوزارة العمل في هذه المشروعات ومنها مشروع القرية السياحية في تل شهاب حيث تم إنجاز هذا المشروع على الهيكل منذ أكثر من خمسة أعوام وهو مشروع قرية سياحية بمستوى ثلاث نجوم ويتألف من موتيل ومسبح ومطعم ومحال تجارية ومدرج بالهواء الطلق ومواقف سيارات وألعاب وفعاليات ترفيهية وهذا المشروع مبني على الهيكل بنسبة 95% وكذلك الأمر بالنسبة لمشروع زيزون السياحي حيث إن بناء المطعم في هذا المشروع جاهز ويتوقف استثماره على تأهيل وتجهيز المطعم وتنفيذ شاليهات وألعاب ومسبح بكلفة لا تزيد على خمسة عشر مليون ليرة سورية، وهذا المبلغ لا يساوي شيئاً من حيث التكلفة قياساً لتكلفة إنشاء المطعم الموجود وثمن الأرض اللازمة للمشروع، وهناك مشروعات سياحية اكتفت الوزارة بعرضها في ملتقيات الاستثمار دون أن تعمل شيئاً مثل مشروع فندق محطة القطار في مدينة بصرى ومشروع تأهيل عدد من المنازل الأثرية في بصرى لتكون موتيلات أو مطاعم ومنشآت سياحية في المدينة التي لا يجد السياح فيها مكاناً للنوم سوى فندق بصرى الذي لا تتناسب أسعار الإقامة فيه مع إمكانية عدد كبير من السياح الذين نراهم ينامون على أسطح المنازل القديمة ويتعرضون لابتزاز أصحاب هذه المنازل أو من يشرفون عليها من تجار السياحة الموجودين في ساحة القلعة دون رقيب أو حسيب وإذا تجاوزنا الحديث عن مدينة بصرى فإننا سنشير إلى بعض المواقع التي تتوافر فيها شروط السياحة الدينية مثل كنيسة الخضر في إزرع ومعبد الصنمين ومقام النبي أيوب في غرب المحافظة فإننا لا نبالغ إذا قلنا هذه المواقع التي تجد إقبالاً عليها تغيب عنها وزارة السياحة بشكل كامل وفي المنطقة الغربية للمحافظة حيث المناظر الخلابة على ضفاف وادي اليرموك لا توجد فيها أي مشروعات سياحية باستثناء عدد من المشروعات الصغيرة للقطاع الخاص ومنها ما هو قديم جداً ولا تتوافر فيه مقومات المنشآت السياحية. وبإمكاننا القول إن جهود وزارة السياحة في تأمين مستثمرين لهذه المشروعات في منتديات الاستثمار قد خابت حيث لم تفلح الوزارة في تأمين المستثمرين إلا لمشروع فندق درعا الذ باشر المستثمر العمل به منذ فترة ومشروع بئر المياه المعدنية في اليادودة الذي علمنا أن أحد المستثمرين سيباشر العمل فيه بعد تسليمه له من قبل وزارة السياحة بالرغم من أن هذا المشروع تم حجزه من قبل المستثمر في منتدى الاستثمار السياحي الثاني. ‏

وعلمت تشرين أن الوزارة تضع شروطاً تأمينية كبيرة للمشروعات السياحية الصغيرة لا تتناسب مع حجمها تؤدي إلى عزوف المستثمرين عن استثمارها كما هو الحال في مشروع تأهيل البيوت القديمة في مدينة بصرى. ‏

والأمر الأهم أن وزارة السياحة لم تقم حتى الآن بالترويج للمواقع السياحية والأثرية في المحافظة يكون بمستوى مواقعها السياحية ويبرز هذه المواقع عربياً وعالمياً والأمر الأخير الذي نرى لزاماً علينا الحديث عنه هو إهمال وزارة السياحة لإمكانية قيام سياحة بيئية في المحافظة وباستثناء مشروع الحديقة الوطنية في تسيل الذي أقامته وزارة السياحة في المحافظة لا يوجد في محافظة درعا حتى الآن أي مشروع سياحي بيئي يشجع على السياحة المحلية التي لا توجد لها آثار باستثناء الرحلات المدرسية في ربيع كل عام إلى المواقع السياحية البيئية وهي كثيرة في محافظة درعا تمتد على ضفاف وادي الزيدي ووادي اليرموك لمسافات طويلة. ‏

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024