الأربعاء 2016-05-25 11:46:15 من اللاذقية
حين تختلط الدموع بالزغاريد فأنتَ في حضرة الشهيد

سيريانديز – مكتب اللاذقيّة – دونيز الورعة

جبلة، الحضن الحنون لكلّ من لاذ بها تجبُلُ أرضها بعطر الشهادة وتفتح ثراها لتحتضن جثامين تفجيرات الأمس،  ومشافي محافظة  اللاذقيّة ما تزال تشيّيع جثامين الشهداء إلى مثاويهم الأخيرة، منهم من قضى بالتفجير الأول في كراج جبلة الجديد ومنهم من ارتقى بعد إسعافه إلى المشفى الوطني بتفجير ثانٍ قام به انتحاريّ ويُقال انتحاريّة وما يزال الغموض يُحيط بالتفاصيل .

سيريانديز توّجهت إلى المشفى العسكريّ باللاذقيّة لتواكب التشييع والتقت بعدد من أهالي الشهداء والمفقودين، عشرات الأهالي ما يزال الأمل يطرق بابهم، يقفون  أمام باب الإسعاف على أمل سماع خبر عن ذويهم أو أبنائهم المفقودين حتى الساعة،  وها هما فاديا وأمل ينتظران إيجاد والدهم المفقود كامل بلول بعد أن وردتهم مكالمة تلفونية يوم التفجير تؤكد لهم أنّ الوالد بخير وهو في قسم الإسعاف في المشفى الوطني وجروحه سطحيّة ولكن يبدو أنّ التفجير الثاني نثر كلّ ذرّة أمل لإيجاده، تقول فاديا: لم نترك مشفى ً إلّا وبحثنا فيه من بانياس إلى القرداحة وطرطوس وكلّ مشافي اللاذقيّة ولكن لا أثر له فيما تردّد أمل بكلّ حزن : ربما أصبح جسده أشلاء لدى وقوع التفجير الثاني في غرفة الإسعاف.

وأكدّت الشابتين أنّ التفجيرات أشاعت الإرباك والفوضى لفترة زمنيّة محدّدة وسوف نعود للعمل والحياة الطبيعيّة مستمرّة، نحن شعب صامد والحياة تليقُ بنا، وأنّ محاولات الإرهاب لتجميد حركة الشعب السوريّ يائسة وفاشلة، نحن نؤمن بجيشنا، الجيش العربي السوريّ،  وسوف يحقق الانتصارات على كافة الأراضي السوريّة.

أمّا الشهيد الرقيب أوّل أحمد محلّا  فقد استشهد لحظة ذهابه إلى العمل، تقول والدته الثكلى، حاولتُ الاتصال به كثيراً وما من مجيب وبدأنا أنا ووالده رحلة البحث عنه في كلّ المشافي، وفي الساعة الرابعة مساءاً استطعنا التعرّف على جثّته في إحدى المشافي بين عشرات الجّثث.

فيما أشار والد الشهيد أنّ هذه التفجيرات ليست إلّا محاولة بائسة للتغطيّة على انتصارات الجيش العربي السوري في الفترة الأخيرة.

أما ذوي الشهيد عيسى محمد مرهج رفضوا التحدّث لسيريانديز، دموعهم وصراخهم كانا سيّدا الموقف، ونحيبٌ جعل كلّ الحاضرين يلتزم الصمت احتراماً وخشوعاً لروح طاهرة فارقت الجسد وعانقت المجد والخلود.

يُذكر أنّ عدد شهداء تفجيريّ جبلة وطرطوس غير معروف حتى الآن إلّا أنّه تجاوز المئة شهيد وما يزال البحث عن المفقودين قائماً على قدم وساق.

الرحمة، كلّ الرحمة لأرواح الشهداء ..

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024