الثلاثاء 2015-12-15 20:33:39 ثقافة ومنوعات
حفاوة الحضور بالفن والمرأة.. «لون ...ومعنى» معرض فني تشكيلي يتألق بتقديم رؤى وتصورات متكاملة للمرأة

اللاذقية-مكتب سيريانديز-مريانا علي
يتواصل في مدينة اللاذقية المعرض الفني (رسم ونحت ) تحت عنوان المرأة لون ومعنى في مقهى هيشون الثقافي بمشاركة مجموعة من الفنانين والفنانات السوريات .
قالت المهندسة وصال يونس منظمة المعرض :هذا المعرض ترجمة بصرية مع أعمال 25 فناناً سورياً  دعاهم منظمو المعرض لمشاركة رؤاهم وتجليات المرأة في مراياهم .
وأضافت يونس أن المعرض ضم شرائح مختلفة من الفنانين سواء فنانين ذوي تجربة طويلة أو فنانين عرضوا لأول مرة ولم يشاركوا قبل بأي معرض حيث قمنا بتشجيعهم على هذه الخطوة فالمعرض فتح فرصة لهؤلاء ليكونوا الى جانب قامات فنية لها أسماءها وتجاربها الفنية الطويلة ,اضافة الى فنانات لم تسمح ظروف عملهم وتواجدهم في محافظات أخرى أن يأتوا الى المعرض فاكتفينا بعرض أعمالهم هنا.
ونوهت يونس أنه عند استلام الأعمال الفنية هناك لجنة تقييم مؤلفة من ثلاثة فنانين تشكيليين يقومون بمشاهدة العمل والتأكد أنه أعطى الفكرة المقصودة من المعرض واذا كانت لوحاتهم تعبر عن عنوان المعرض ,وأوضحت أن هذا العنوان ليس قيد على الفنانين لأن موضوع المرأة موضوع غني وثري ومتشعب فهو ليس قيد وانما أفق للفنان.
وحول موضوع المعرض ذكرت السيدة يونس أن المرأة مفهوم مثل الموسيقى ,مثل السلام ,مثل الجمال والخير , حيث تعددت رموزها عبر التاريخ من حواء الخلق الى آلهة الخصوبة الى آلهة الجمال الى آلهة الغناء الى رمز البطولة مثل زنوبيا واليسار مؤسسة الدولة السورية الى رمز حي ملامس للواقع مثل أم الشهيد وهذه المرأة تتجلى فيها كل معاني الأنوثة .

 


وقالت السيدة وصال يونس نأمل  أن يكون تنظيمنا وجهدنا مع راديو سوريات التزاما يحمل اسم المرأة ويتبنى قضاياها الحياتية على الساحة المشاركة .
وأضافت أن المعرض افتتح لخمسة أيام لااستقبال المشاركين والفنانين والمهتمين والمتذوقين والزوار والضيوف تحفيزاً لتنمية الذائقة الفنية عند المتلقي .
وأخيرا قالت السيدة يونس أن سورية ليست معرضا للنكبات والجراح والوجع والقذائف ,سورية مازالت هي سورية الحضارة فيها معارض من فن وجمال ومحاولات حياة ,حيث تكثر الالوان فاللون مظهر ورسالة أما المعنى فهو حقيقة والمرأة تتضمن كل المعاني لتؤكد أنها الأصل..
المشاركون يتحدثون

 


سيريانديز التقى عدد من الفنانات والفنانين المشاركين في المعرض وكانت البداية مع
الفنان بسام ناصر الذي اعتبر أنها دعوة لعدم التمييز بين الرجل والمرأة خاصة وأننا نسمع بمصطلحات تسمى العنف ضد الأطفال والمرأة ونحن أنصار عدم التمييز وأنصار المساواة ,ومشاركتنا في هذا المعرض للتأكيد أن المرأة يجب النظر اليها دائمآمنظارآمختلفآ فهي بالنهاية الأم والأخت والبنت ,ويجب دائما عند التكلم عن المرأة أن نرى صورة الأم ونتكلم عنها فالمرأة بالنهاية هي مقدسة بخصائصها الداخلية  وبما تقدمة بالعذابات التي تتحملها في المجتمع ,وحول لوحته في المعرض ذكر أن هذا المشهد هو نوع من الصلاة تبينت من خلال حركة يدين المرأة ونلاحظ الخطوط الدائرية فالشعر دائري والطاولة دائرية والتفاحة المتلاشية باتجاه الأفق بشكل دائري حتى حركة الجسد ميلان  فالخطوط الدائرية والمنحنية مرتبطة بالأنثى  أكثر من الخطوط القاسية والمتكسرة كالزوايا الحادة ,كسكين ,كسهم ,كأداة حربية قد تكون أقرب الى الرجل ,فالخطوط المنحنية هي خطوط لينه تدخل ضمن صفات المرأة أكثر, حيث أرى المراة هنا قديسة ,واستخدمت اللون الأحمر تعبيران النضج وهنا أقدم مشهدين متناقضين السكينة والحركة ,الحركة باللون الأحمر والسكينة بتوضع الشكل .
وذكرت الفنانة رانيا كرباج أن لوحتها عبارة عن بورتريه لوجه من الطفولة والانوثة بآن واحد ,فهو يعكس الجانبين معا الطفولة والأنوثة ,لأن الأنثى هي الأقرب للطفولة اكثر من الرجل ومهما تقدمت في السن تبقى في داخلها طفلة صغيرة. وهذا الجانب الذي يميز المرأة .وتحدثت الفانة رانيا في لوحتها الثانية عن الم ومعاناة المرأة في وضعية الصلب فالمرأة مصلوبة عبر التاريخ ,وعزاءها ومواساتها في أطفالها ..
أما الفنانة هيلين يوسف قدمت المرأة من زاوية مختلفة , فالمشهد الذي تعبر عنه لوحاتها هو انطلاق المرأة وتحررها بدءا من قيود المجتمع الى تحررها من وحدتها ..مستخدمة عنصر الرقص في اللوحات. فالمرأة هنا وحيدة تحاول التخلص من وحدتها بتحريك الأشياء الجامدة في المنزل وترقص معها, ترقص مع الكرسي بدون رجل ,فهي وحيدة تحاول التحرر من وحدتها .
أما الفنانة أوديت حيدر قدمت بورتيه للمرأة نصف من وجهها كامل أما النصف الثاني يتلاشى ضمن المجتمع والظلم والنظر اليه ,يتلاشى ضمن الاسرة نفسها .
وذكرت الفنانة أفنان محفوض أن العمل الذي قدمته هو تعبيرا عن العنف الذي تعرضت له المرأة السورية في الحرب  ..فالمنحوتة عبارة عن امرأة مبقور بطنها نزع الجنين من أحشائها وهي لازالت على قيد الحياة ورغم المعاناة والألم الذي تعرضت له استقامت ووقفت على رجل واحدة وهي تقول أنا موجودة ,أنا لا أموت , واستخدمت اللون الأحمر لأنه رمز أنثوي لون حب وحياة من فكرة الدم الى الحب .
ومن المشاركات اللافتة منحوتة الفنان هيثم قحف وهي منحوتة رخامية من الفن الحديث .

 


وعلى هامش المعرض سيريانديز التقى بالسيدة وفاء معلا عضو مجلس الشعب التي كانت ضمن الحضور حيث قالت :هذه التظاهرة الجميلة معرض لصور لفنانين وفنانات من بلدي الحبيب ,هذا الابداع جميل جدا, أشعر بالسعادة الغامرة مع هذه الحركة الشبابية  الراقية وهي تعكس صورة حضارية عن اللاذقية التي صدرت الأبجدية والحرف صدرت قصيدة الشعر الى العالم الغربي ,اللاذقية اليوم جميلة بمعرض جميل للسيدة وصال ,والمرأة التي رأيتها اليوم في اللوحات هي المرأة المتألمة ,اللوحات التي ترمز الى معاناة المرأة والتضحية والعطاء والألم ,خاصة المرأة في الأزمة في تلك الحرب الصعبة التي تشن على بلدنا

فالمرأة هي أكبر الخاسرين في هذه الحرب, المرأة التي فقدت الابن والمعيل والزوج والاستقرار ,فقدت بيتها وهجرت وهي الآن في مراكز اللجوء خارج سورية وهي في مراكز الاقامة المؤقتة داخل سورية تعاني ما تعانيه دفعت بابنها لتنتصر سورية ,ضحت بدماء ابناءها لكي تنتصر سورية ..هذا المعرض يتحدث عن الأمومة المقدسة .
ونذكر هنا أنا المعرض افتتح بالتعاون مع راديو سوريات الذي يقوم بدعم مبادرات مجتمعية تستهدف المرأة بشكل خاص ,فهو يقدم ستة برامج تحكي عن قضايا المرأة ,مثل مبادرة (حقي ولازم طالب فيه)وحملة (ضمة وردية)تدعم مبادرة الكشف عن السرطان .
 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024