السبت 2015-09-05 18:36:13 السياحة والسفر
أمام مرآى المجتمع الدولي !!.. مدير الآثار والمتاحف يكشف عن تفجير أجمل المدافن البرجية في تدمر بفعل إرهابيي داعش

دمشق- سيريانديز

كشف مدير عام الآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم عن أن تنظيم (داعش) الإرهابي فجر ثلاثة مدافن برجية في مدينة تدمر بمحافظة حمص.

و أوضح عبد الكريم أنها المدافن الاجمل و الاكمل بين العشرات غيرها التي تشتهر بها تدمر, مشيراً إلى أن تقارير ميدانية أكدت عن تفجير مدافن جمباليك والإله بل وكيتوت.

و أضاف عبد الكريم أن التقارير وصلت منذ عشرة أيام إلا أنه لم يتم نشر الخبر حتى التأكد بشك كامل.

و أشار إلى أن المديرية حصلت منتصف ليل الخميس الماضي من منظمة أسور(Syrian Heritage Initiative) التي توثق آثار سورية وتتخذ من بوسطن في الولايات المتحدة مقرا لها، على صور فضائية تعود الى الثاني من ايلول, وتظهر هذه المدافن الثلاثة مدمرة.

و نوه عبد الكريم إلى أن هذه المدافن ترمز إلى النهضة الاقتصادية في تدمر في القرون الأولى عندما كانت العائلات الغنية تبني مدافن على شكل ابراج كاملة، لا كما في البتراء مثلا حيث المدافن لها واجهة واحدة محفورة في الصخر، بينما مدافن تدمر لها اربعة جوانب, كما أن مساحة كل برج تصل تقريبا الى حوالى اربعين مترا مربعا

ويعود مدفن جمباليك الى عام 83 ميلادي، يتميز باعمدته القورنثية وبقايا المنحوتات الموجودة فيه. ويعود مدفن الاله بل الى العام 103 م.، وهو الأكثر شهرة ومحفوظ بشكل ممتاز. يتألف من طابق أرضي وأربع طبقات فوقه، وغني بالزخارف. أما مدفن كيتوت فهو الاقدم، يعود الى عام 44 م.، معروف بلوحة تمثل وليمة جنائزية تظهر فيها شخصية كيتوت (أحد اثرياء تدمر القديمة) مع افراد عائلته.

وتوجد عشرات المدافن البرجية الأخرى في تدمر، لكنها غير كاملة وبعضها عبارة عن بقايا آثار. وقال عبد الكريم إن "تدمر مشهورة بمدافنها البرجية التي يتجلى فيها فن العمارة عند التدمريين والمزينة بزخارف رائعة تبرز الفن اليوناني والفن الروماني".

وجاء هذا التطور بعد نحو أسبوع من تفجير أقدم وأهم معبد في المدينة التاريخية، معبد "بيل" ومن قبله معبد بعل شمين. ويتعمد تنظيم الدولة الإسلامية هدم الأثار في المناطق التي يسيطر عليها، بعد أن قام بسرقة جميع الكنوز التاريخية وقام ببيعها في السوق السوداء.

المدافن البرجية وهي أقدم المدافن وتعود إلى العهد الهيلنستي. آخرها كان في عام 128م. وقد استعملت هذه القبور حتى القرن الثالث.

ويعود معظم هذا النوع من المدافن إلى القرن الأول قبل الميلاد. كانت بسيطة وفي بداية القرن الأول الميلادي بدأت العناية بها فصارت تزخرف من الداخل والخارج. وعادة ما تكون مربعة الشكل مبنية فوق مصطبة لها أدراج.

والمدفن يتألف من 3 إلى 4 طوابق يقود إليها درج حجري. الطابق الأول مزين بالنقوش والعضائد والأفاريز والتيجان والزخارف. أما السقف فمقسم على أشكال هندسية متناظرة، مدهونة بالألوان، بينها أشكال إنسانية نافرة.

والمدافن البرجية لا وجود لها إلا في تدمر وحلبية التي كانت ميناء تدمر النهري. وهي تصميم تدمري محض يلائم مناخ تلك المنطقة وأذواق سكانها. وأفضل النماذج للمدافن البرجية الباقية هي: إيلابل، يمليكو، وكيتوت في وادي القبور، غرب مدينة تدمر. إضافة إلى حوالي 150 من القبور الأخرى.

وتعتبر مدفن إيلابل من أشهر وأكبر المدافن البرجية، جيد الحفظ، يعطي فكرة واضحة عن هذه المدافن، ويعود إلى عام 103م. وكان ملكاً لأخوة أربعة هم: إيلابل وشاكي ومعني ومقيمو. وهم أولاد وهب اللات بن معني. وكان لهذه الأسرة شأن في ازدهار المدينة وبنائها. يتألف المدفن من أربعة طبقات، مدخله من الجهة الجنوبية. القبو فيه قبور أرضية (Hypogeum) ومدخله من جهة الشمال.

كان باب المدفن البرجي حجرياً. فوقه حجر الأساس، نُقشت عليه كتابات باليونانية والتدمرية، تُشير إلى اسم العائلة التي تملكه وتاريخ بنائه. وفوق الحجر توجد شرفة. وهذا المدفن كان للاستثمار التجاري يتسع لـ 300 ميتاً. ويؤجر القبر فيه لمدة معينة.

ويوجد على طرفي كل جدار في القاعة الأرضية معازب مستطيلة. كل واحد فيه تسعة رفوف لعشرة قبور. كان الميت بعد معالجته حسب الطقوس، يُلّف بالحرير، ويُدخل في المعزب. ورأسه عند الفتحة، ثم يُغلق القبر بتمثال نصفي له وعليه اسمه. ووُجد في القبر كثير من العظام والمجوهرات والأشياء الخاصة.

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024