الجمعة 2017-04-20 17:20:47 أخبار اليوم
الرئيس الأسد يتكلم بلسان التربويين السوريين.. ماذا بين السطور يا ترى؟
بقلم نسرين حسن
نشرت صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية أن السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد اجتمع بالقائمين على المركز الوطني لتطوير المناهج، حيث شرح سيادته بالخطوط العريضة أولويات العملية التربوية في سورية وأهمية وخصوصية تطوير المناهج في هذا الوقت الحساس من تاريخ سورية
لا شك أن اجتماع السيد الرئيس بالمركز في هذا التوقيت تحمل في طياتها إشارات كثيرة فهي من جهة انحياز واضح من السيد رئيس الجمهورية لصف المناضلين من أجل تطوير التربية في سوريا فهو إذا يتحدث بأمانة بلسان حالهم جميعا فهو إنما يوصل رسالة قوية واضحة أن الوقت حان لوضع مناهج أكثر واقعية وحداثة تناسب المجتمع السوري والمرحلة الراهنة من تاريخ البلد.
ومن جهة أخرى هو ربما رسالة ذات مغزى نجدها بين السطور يوجهها الرئيس للمقصرين والمتلاعبين في هذا المجال أن هناك خطوطا عريضة محددة سوف توضع في مجال تطوير المناهج المدرسية خصوصا وقطاع التربية عموما وسوف يتم متابعة تطويرها على أعلى المستويات.
هل نتفاءل بتغيير قادم إذا؟؟
ربما نسمع هنا لسان حال الشارع السوري يقول لوزارة التربية: "على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟"
فالكثير من السوريين اليوم للأسف قد فقدوا ثقتهم بمصداقية الجهود التي تبذلها وزارة التربية.
لأن الانغلاق غير المبرر الذي تعيشه هذه الوزارة يسير بها نحو التدمير الذاتي.
إنها تتحول وفق علم التربية إلى نظام مغلق غير مرن يتآكل مع الزمن بسبب عدم قدرته على التماشي مع التطورات الواقعية بالشكل المطلوب وانعزاله التام عن المجتمع مهما ادعى غير ذلك ظاهريا.
بالعودة إلى المناهج فإن أمر تأليف المناهج المدرسية في هكذا توقيت غدا أمراً بالغ الخطورة والخصوصية ليس على صعيد إيصال المعلومة فقط بل على الصعيد القيمي والإيديولوجي.
إن العمل على مستوى الأهداف الوجدانية للدروس هو أمر يتطلب الكثير من الجهود ليس فقط الحكومية وإنما الجهود الأهلية والبحثية لأن الأهداف الوجدانية تؤثر على مستوى الضمير الفردي والضمير الجمعي وبالتالي على مستوى الثقافة والهوية الفردية والوطنية وإذ أشار السيد الرئيس في مستهل حديثه إلى الاختصاصيين في وزارة التربية أن حربنا هي حرب فكرية فإن صناعة الأهداف القيمية والوجدانية للمناهج هو السبيل الأول لصناعة جيل محصن ضد التطرف والإرهاب ومتمتع بشعور الانتماء وقيم المواطنة.
وحيث أنّ الواقع المتبدل في الحرب يفرز احتياجات متبدلة ومتغيرة على مستوى العلاقات الاجتماعية والثقافات السائدة والخلفيات الاجتماعية وغير الاجتماعية فهذا يتطلب من وزارة التربية أن تتحلى بقدر كبير من الانفتاح والمرونة وأن تتواصلبشكل دائم مع المجتمع.
وأن تتعاون مع المؤسسات والأفراد الناشطين في مجال العمل الأهلي والمدني لتعزيز الواقعية في خطط الوزارة ولوضع تصوراتهم وإبداء رأيهم بالمناهج الأمر الذي يجعل المناهج أكثر مناسبة وواقعية وأكثر مراعاة لاحتياجات الناس وخصوصيات بيئاتهم.
وعلى المقلب الآخر فإن إشراك المؤسسات الأهلية والأفراد في الإشراف والتطوير وإبداء الرأي والملاحظات يجعل الناس تشعر بالرضا عن كل ما يقدم في هذه المناهج.
وعلينا ألا ننسى أخيرا أن خطأً واحداً إذا اكتشف بعد إطلاق المناهج سيكلف الدولة ملايين الليرات لإعادة طباعة صفحة واحدة من كتاب.
وإذا لم يكتشف فقد يساهم في تدمير ثقافة جيل إذا كان يمس بشكل أو بآخر الجانب القيمي أو الهوية الوطنية.
نسرين حسن خاص سيريانديز
 
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024