اختتمت أمس فعاليات المؤتمر الرابع للطاقة المتجددة فى دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا الذى بدأ اعماله فى دمشق فى الحادى والعشرين من الشهر الجارى بمشاركة 34 دولة عربية واجنبية و 19 منظمة وطنية واقليمية ودولية. 

واصدر المؤتمر فى ختام فعالياته اعلان دمشق حول دور الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة لاجل مستقبل التعاون بين دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا واوروبا.

وتضمن الاعلان جملة من التوصيات تبرز الموارد الكبيرة من مصادر الطاقة المتجددة التى تمتلكها دول المنطقة ودعوة الدول المشاركة لوضع استراتيجيات وطنية لتنمية استخدامات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة ووضع السياسات الكفيلة بالاستخدام الامثل لهذه الموارد وخاصة فى مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوليد الكهرباء.

ودعت التوصيات دول الاتحاد الاوروبى لتقديم الدعم والمشورة لتنفيذ برامج الطاقة المتجددة فى سورية بناء على اهمية الاهداف المنشودة لاستخداماتها فى دول المنطقة وضرورة الاستفادة من خبرة وتجارب الاتحاد الاوروبى فى هذا المجال.

وأكد المشاركون فى المؤتمر ضرورة بناء وتطوير واستخدام مصادر الطاقة المتجددة فى كل دولة من دول المنطقة حسب امكانياتها وحسب توافر الطاقات المتاحة من مصادر الشمس والرياح والمياه والحرارة الجوفية والاستفادة من وسائل الدعم المقدمة من دول الاتحاد الاوروبى لدول المنطقة.

كما دعا المؤتمرون دول المنطقة لوضع القوانين واللوائح التشريعية للاسراع فى استخدام الطاقة المتجددة ورصد المبالغ اللازمة لتنفيذ مشاريع متكاملة فى هذا المجال ووضع قوانين تسهل استيراد وتصدير مكونات الطاقات المتجددة.

ولفتت التوصيات الى ضرورة دعم تشييد محطات الطاقة المتجددة ذات الاستطاعات الكبيرة وخاصة فى مجال مزارع الرياح والمحطات الكهروشمسية الحرارية وذلك لسد احتياجات دول المنطقة اضافة الى ضرورة احداث صناديق تمويل متخصصة وكافية لاستثمار مصادر الطاقة المتجددة ونشر استخدامها على نطاق واسع.

وقدم المشاركون فى المؤتمر الشكر لسورية على استضافتها لفعاليات هذا المؤتمر المهم والمستوى المتطور والسوية العالية لجهة التنظيم والادارة والطروحات والاقتراحات واوراق العمل المهمة التى نوقشت خلال ايام المؤتمر الامر الذى يعكس اهتمام سورية فى تطوير الطاقة المتجددة ونقل وتوطين تقاناتها وتعزيز التعاون مع دول المنطقة فى هذا المجال.

واكد الدكتور احمد خالد العلى وزير الكهرباء الذى ترأس الجلسة الختامية للمؤتمر اهمية البحوث والدراسات التى طرحت فى المؤتمر والمتعلقة بتطبيقات الطاقة المتجددة واداء الطاقة وكيفية التوفير باستهلاك الطاقة وتحديث اجهزة الانارة فى مختلف الابنية والشوارع العامة مشيرا الى اهمية هذا الموضوع فى سورية لما يحققه من وفر يصل الى 75 بالمئة من استهلاك

الانارة العامة فى حال تطبيق التقانات الحديثة فى هذا المجال الامر الذى سينعكس بوفر اقتصادى كبير.

واوضح الدكتور العلى ان المؤتمر تطرق الى استخدامات الايتانول فى حرق وتوليد الطاقة الكهربائية وفى وقود السيارات بما يؤدى الى تخفيف الانبعاثات والاثر البيئى لافتا الى ان المؤتمر بحث بشكل كبير فى التشريعات التى تساعد على انتشار استخدامات الطاقة المتجددة واداء الطاقة اضافة الى رؤية الاتحاد الاوروبى لكى تكون المشاركة فى الطاقات المتجددة بحدود 20 بالمئة فى عام 2020 .

وكان المؤتمر قد تابع اعماله صباح اليوم بعدد من المحاضرات التى تركزت حول الية التنمية النظيفة فى بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا واطر الاستثمار فى مجال الطاقة النظيفة ومستقبل الطاقات المتجددة فى البلدان العربية المنتجة للبترول اضافة الى امثلة عملية حول احدث ما تم التوصل اليه فى تصميم المبانى من وجهة نظر كفاءة الطاقة وفرص رفع هذه الكفاءة واستخدام الطاقات البديلة فى الابنية.

واكدت احدى ورقات العمل المطروحة حول الواقع الحالى للطاقة فى سورية وافاق الطاقة المتجددة ان التوجه نحو وضع الحلول المجدية والمناسبة لتلبية الطلب المتزايد علىالطاقة المترافق مع النمو السكانى والحضارى المطرد اصبح ضرورة ملحة فى الوقت الذى تؤول فيه مصادر الطاقة التقليدية الى النضوب.

واشارت الورقة الى ان الطلب الكلى على الطاقة فى سورية بلغ فى عام 2005 حوالى 21 مليون طن نفط مكافىء مقارنة مع الطلب الكلى عام 2000 الذى وصل الى 16 مليون طن نفط مكافىء حيث كانت المشتقات النفطية اهم المصادر المستخدمة وتغطى 68 بالمئة من الطلب الكلى على حوامل الطاقة يليها الغاز ويغطى 28 بالمئة بينما تغطى الطاقات المتجددة المقتصرة على الطاقة الكهرمائية وطاقة الكتلة الحيوية حوالى 6 بالمئة من الطلب الكلى على الطاقة.

وشارك فى فعاليات المؤتمر الذى استمر اربعة ايام 15 وزيرا منهم 7 وزراء من اوروبا ودول المنطقة اضافة الى عدد من المنظمات الدولية المعنية والمنظمات التابعة للامم المتحدة المتخصصة فى المجال البيئى والاقتصادى والاجتماعى.