الأربعاء 2013-02-20 15:24:02 بورتريه
أدونيس يستهجن الارتكابات ويقول:"الثورة" ليست تدميراً وخطفاً"!!!...قطع رأس تمثال المعري قطع رأس الفكر والحرية والديمقراطية

أعطى"أدونيس"ما يسمى"الثورة"حقها عبر استهجانه الشديد لما يجري باسمها من قتل وتدمير في سورية،معتبراً أن "الثورات لا تقوم بهذه الأفعال"!!
أدونيس أطل إطلالة مميزة نادرة عبر فرانس24 ومن أبرز ما قاله أنه يجب أن تنظر إلى"الآخر"كجزء من الحقيقة..
مضيفاً أنهلا يمكن أن تضع قانوناً واحداً للجميع إذا لم تفصل الدين عن الدولة..
ودعا إلى خطاب واحد من قوى المعارضة تنادي بالمواطنية ويحرر المرأة من الشرع الذي يلغي حريتها..
ورأى المفكر السوري الكبير أن الإنسان يريد المساواة وليس التسامح بالعلمانية وفصل الدين عن الدولة..
وحول حادثة قطع رأس تمثال المعري قال أدونيس:كنت أتمنى أن يصدر المفكرون المرتبطون بالثورة أن يصدروا بياناً بخصوص قطع رأس تمثال أبو العلاء المعري،هذا قطع رأس الفكر والحرية والديمقراطية،وصمت القيادات هذا يعني أنهم إما خائفون أو راغبون وكلاهما أسوأ من الآخر.
وحول التدمير الذي يدعمه البعض في سورية قال :أنا ضد هذا التدمير الذي يقوم به بعض العرب والأوروبيين ولا ننسى اسرائيل.
ووصف أدونيس الصراع بين السنة والشيعة بأنه "صراع سياسي" ولا علاقة له بالدين

 

وفي التفاصيل-حسب فرانس 24-قال الشاعر والمفكر السوري المعروف أدونيس في حوار خاص مع قناة فرانس 24 إن الثورات الحقيقية في العالم العربي بدأت اليوم مع الشباب الذين يطالبون بالديمقراطية والعلمانية بشكل واضح في تونس ومصر.. مشيرا إلى أنه لو كان في تونس مثلا لكان في صفوف المناضلين مع الراحل شكري بلعيد، في تيار مدني وعلماني.

وقال أدونيس الذي حل ضيفا على وسيم الأحمر في استوديوهات القناة في باريس إن ما يحتاجه العالم العربي اليوم ليس حراكا دينيا كما هو واقع اليوم، لأن الحراك الديني موجود منذ 14 قرنا، بل يحتاج قطيعة معرفية وسياسية مع الحراك الديني، منوها إلى أن بناء الدولة الديمقراطية والحديثة وغير الطغيانية يجب أن يقوم على الاعتراف بحقوق الفرد كاملة بعيدا عن كل أشكال الاستمرارية التي تجعل من غير المسلمين مواطنين من درجة الثانية. يقول أدونيس "لا يمكن أن تضع قانونا واحدا صالحا لجميع المواطنين داخل البلد الواحد إذا لم تفصل الدين عن الدولة".

وصرح الشاعر السوري الكبير أنه كان في البداية مع الحراك الشعبي العربي في تونس ومصر، لأنه تطلع في أن يكون ذلك فاتحة، غير أنه بدأ يتردد حين أخذ الحراك يتجه إلى اتخاذ طابع ديني.

وحول ما يقع في سوريا أكد الشاعر السوري أن "كل المنظومات المشابهة للنظام السوري هي ساقطة"، غير أنه انتقد في المقابل ما اعتبره غيابا للخطاب العلماني الواضح لدى المعارضة السورية، وقال "هناك غياب لخطاب واضح لدى المعارضة يعكس فكرة الثورة، وليس للمعارضة قيادة موحدة ولا خطاب واضح، إن الأمور لم تتبلور بعد، والممارسات التي تجري على الأرض هي مناهضة للثورة.. على اعتبار أن الثورة يجب أن تحتضن الآخرين وتعمل على الارتقاء بهم ودفعهم إلى الأمام وليس العكس، إن الثورة ليست تدميرا وخطفا". "إن المعارضة السورية ليس لديها خطاب واضح يفصل الدين عن الدولة وينادي بالديمقراطية والمساواة والعلمانية وتحرير المرأة من الشرع الذي يلغي هويتها". يقول أدونيس.

وحول ما إذا كان العنف الذي اتخذته الثورة السورية كان نتيجة لعنف النظام قال أدونيس "لنفترض أن العنف جاء رد فعل على عنف النظام لكن الثورة لا تنبني على العنف، ولا ترد على العنف بالعنف بل بالحب والنضال والمحافظة على الأملاك العامة والثروات العامة".

وحول غياب المثقفين في الثورة السورية قال أدونيس إن سؤال هذا الغياب يجب أن يطرح "على الذين يدعون أنهم يقومون بالثورة ويناضلون ضد الظلم والطغيان.. اليقظة المفاجئة ذات الطابع غير الثوري هو المشكلة الحقيقة اليوم في سوريا.. كنا في مشكلة النظام واليوم أصبحنا أمام مشكلة الثورة.. إذا كنت تسعى إلى بناء دولة حديثة فوسائلك يجب أن تكون منسجمة مع إقامة دولة حديثة".

وفي السياق عاد الشاعر السوري إلى حادثة قطع رأس تمثال أبي العلاء المعري "إنني كنت أتمنى من المعارضة والمثقفين المرتبطين بها إصدار بيان يدينون فيه تحطيم الرموز.. إنني أرى في تحطيم رأس تمثال أبي العلاء قطعا لرأس الفكر والحرية والديمقراطية.. والمعارضة لم تصدر ولو بيانا لاستنكار ذلك.. إن صمتهم هو إما خوفا أو رغبة".

وحول دعوات الحوار بين النظام والمعارضة السورية اليوم قال أدونيس "إن الحوار في التاريخ العربي كان استثنائيا، ولكي تحاور يجب أن تؤمن بالحوار وبأن الآخر هو جزء من الحقيقة ومختلف عنك، وبأن بإمكانك أن تبحث معه عن الحقيقة.. لا أعتقد أن ثقافة الذين يقولون بالحوار اليوم في سوريا تؤمن بالآخر وبالمختلف.. وأقصد هنا النظام والمعارضة معا".

وحول سؤال عما يثار من مخاطر تقسيم سوريا قال أدونيس "إن وضع العرب اليوم هو أشبه بالكرة بين أقدام العالم وفي مثل هذا الوضع كل شيء ممكن"، مشيرا إلى أن الهدف اليوم أصبح تهديم سوريا وليس تهديم النظام، وأن هناك تناقضات في السياسة الغربية تؤيد المتطرفين في سوريا وتضربهم في مكان آخر".

وعاد أدونيس للحديث عن الخلاف بين الشيعة والسنة معتبرا أنه "ليس هناك أي خلاف عقائدي بين السنة والشيعة، ومع ذلك تبدو الحرب بين الفريقين اليوم وكأنها الأساس الضروري لتقدم العرب.. إن جوهر الخلاف بين الشيعة والسنة هو خلاف سياسي".



ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024