عندما طلب مني اتحاد الغرف العربية أن أكتب عن الدور الذي قام به الاتحاد خلال ستين عاماً وجدت أنه من المناسب أن أتحدث عن الدور الذي ينبغي أن يقوم به اتحاد الغرف، وقد لاحظت بعض النقاط الهامة من خلال تجربتي التي امتدت أكثر من أربعين عاماً .. ومنها:
أن رجال السياسة في الدول العربية لم يعطوا للاقتصاد الأهمية التي يستحقها ... وبالتالي فإن السياسة أرخت بظلالها على العمل التجاري العربي سلباً وإيجاباً حسب الأوضاع السياسية.
ومن النقاط المهمة أيضاً... أن رجال الأعمال عملوا خلال العقود السابقة في ظل ظروف صعبة وتغييرات مهمة ... وأن المرونة والقدرة على التأقلم ساعدت كثيراً بيئة الأعمال على التوافق مع هذه التغيرات والتي لم تكن فقط تغييرات في المنهج الاقتصادي ... بل أيضاً في ظل أزمات سياسية واقتصادية.
كذلك ومن خلال خبرة الأربعين عاماً ... وجدت أن رجال الأعمال وضعوا في كثير من الأحيان الاعتبارات القومية والوطنية في مقدمة اهتماماتهم ... بل وفي حالات عديدة تقدمت الاعتبارات الوطنية على المصالح بما فيها الشخصية.
لقد آمنت خلال هذه الفترة الطويلة والفنية من العمل في أن النجاح هو صياغة جماعية للعمل المخلص .. وقد وجدت فعلاً من رجال الأعمال العرب هذا الإخلاص للعمل الجماعي ... لكن النتائج ربما لم تكن على قدر الجهد الذي بذلوه جميعاً.
وباعتقادي أيضاً أننا بحاجة إلى ميثاق شرف في العمل التجاري العربي يكون مؤداه أن لا تنقطع أنهار وجداول العلاقات التجارية العربية بفعل فاعل سواء من السياسيين أو من غيرهم.
وفي ميثاق الشرف أيضاً أن تكون المنافسة شريفة وشفافة ... وألا يشارك رجال الأعمال في أي عمل يعلنوا فيه انحيازهم إلا لأوطانهم الصغيرة ولوطنهم الكبير معاً ودون تفضيل يضر بالآخر.