السبت 2012-05-05 01:46:42 بورتريه
الشهيد باسل ريا.. الجود بالنفس غاية النبل والكرم والعطاء.. أحرزت هدفاً في سلة العز ونلت نقاط الشهادة
الشهيد باسل ريا.. الجود بالنفس غاية النبل والكرم والعطاء.. أحرزت هدفاً في سلة العز ونلت نقاط الشهادة

كتب:علي عباس

بكل وقار عمر الستين الذي لم يزده إلا إشراقا وشموخا وقف محمد ريا وهو يودع ولده الشهيد باسل ريا أمس وقفة العز والافتخار بأنه أصبح شقيق شهيد ووالد شهيد لتبدو نظراته أكثر غوصا في بحر من الذكريات للشهيدين حافلة بالمجد والاخلاص للوطن.

وعلى مقربة من منزل أهله الريفي الصغير وبقامات بدت أعلى من أي وقت مضى بالرغم من هول الفراق وقف ذوو الشهيد باسل ريا يتلقون التهاني باستشهاده وهم يؤكدون أن شرف الشهادة يعطي بعدا آخر للكرامة فمن يقدم شهيداً للوطن لابد أن تكون له المنزلة الأعلى في قلوب أبنائه لتبقى قصص الشهادة على مساحة الوطن هي الوحيدة الباقية في ذاكرة السوريين الذين سيخلدون أبطال الوطن في وجدانهم ويروون أمجادهم للأجيال.

وبجوار مرقد عمه الشهيد غسان ريا الذي سبقه في نيل شرف الشهادة وقف والده ووالدته وأشقاؤه بأيد متشابكة تصر على البقاء لتبقى القوة والعنفوان سلوكا وطنيا تتميز به أسر الشهداء.


رجال ونساء وأطفال تدفقوا منذ الصباح من جميع قرى منطقة جبلة في محافظة اللاذقية ليشاركوا في وداع الشهيد باسل إلى مثواه الأخير بقريته التي تتفيأ بيوتها ظلال أشجار التين والزيتون وتفوح منها رائحة الليمون حاملين رايات سورية ويهتفون باسمها مصرين على أن يكون اسم الوطن آخر انشودة يسمعها الشهيد وهو يغادر إلى المكانة الرفيعة التي لطالما انتظرته كباقي الأبطال من أبناء وطنه.

باسل محمد ريا الاسم الكامل للشهيد الذي ودعه الآلاف من أبناء وطنه أمس راسمين على جبينهم قصة بطل اختار الموت واقفا كالاشجار بعد أن استهدفته أيادي الغدر الإرهابية بطلقات غادرة أثناء ذهابه إلى المدرسة التي يدرب فيها لعبة كرة السلة بأشرفية صحنايا بريف دمشق استشهد على إثرها متأثرا بجروحه في مشفى كليمنصو بالعاصمة اللبنانية بيروت ليكتب بدمه قصة بطل مفعم بالحب لوطن يمثل ما تبقى في هذا العالم من شموخ وكبرياء.. نعم أيها الشهيد البطل باسل "أحرزت هدفاً في سلة العز ونلت نقاط الشهادة وهم سجلوا هدفا في سلة الحقد ولن ينالوا إلا النار" بهذه العبارة المرفقة بصورك وابتسامتك فيها التي ليست ككل الابتسامات عبر الآلاف من محبيك وأصدقائك عن محبتهم لك وحزنهم على فراقك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فتركت لقاتليك البؤس لأنهم يزرعون الشر والحقد كقلوبهم السوداء أولئك الذين باعوا أرواحهم للشيطان.


نعم أعطيت الوطن العمل الصادق والاخلاص ورفعت اسمه عاليا في العديد من المحافل الرياضية وزرعت الروح والحيوية في نفوس أبناء وطنك فسموت بروحك الطاهرة وهم سقطوا في وحل مستنقعاتهم كأفكارهم القذرة.

يقول والد الشهيد "إن باسل كان مفعماً بالحياة مندفعاً لأداء واجباته تجاه الآخرين دون انتظار المقابل ولكنه لم يكن يدري أن هناك من يكره الحب والوفاء ولذلك قتلوه إلا أنهم لن يستطيعوا إسكات قلوب ملايين العاشقين لهذا الوطن".

وتقول الوالدة الثكلى إنها كانت تتوق لعناق ولدها ولو لبرهة من الزمن ليبقى عبق أنفاسه قريبا من قلبها فتحس بوجوده على البعد وتبوح له بالشوق الكبير إليه مصلية إلى الله أن يظهر العبرة للمجرمين الذين قتلوا في ولدها الشهامة والنبل.


نعم سيحتفظ الأهل والأصدقاء بذكرى الشهيد باسل كما يليق به وسيرسمون للأطفال صورته بكلمات تحكي قصة وطن طعن في ظهره آلاف الطعنات ولكنه بقي واقفا يقدم المثل والقدوة للشعوب التي تطمح للحياة بكرامة الشجعان.

فعندما يغيب الجميع يبقى الشهداء شهبا تلمع في سماء الوطن يكتبون ملحمة شعب استمد كبرياءه من شموخ الجبال وشمس البادية وصفاء البحر وقدم أشجار السنديان التي نقشت في ظلالها أولى الابجديات وقامت أعرق الحضارات.

ستبقى في قلوبنا أيها الشهيد البطل ونعاهدك أننا لن ننسى ولن نسامح من يحاول تدمير سورية.. الرحمة على روحك الطاهرة يا شهيد الرياضة والوطن.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024