الأربعاء 2012-12-05 04:42:57 بورتريه
دموع في عيون الإعلاميين ...تشييع جثمان الشهيد الصحفي ناجي أسعد من مشفى المجتهد

سيريانديز
تم صباح اليوم تشييع جثمان الزميل الشهيد الصحفي ناجي أسعد الذي اغتيل صباح أمس وهو خارج من منزله في حي التضامن مسبق الصنع بدمشق خلال ذهابه إلى صحيفة تشرين.
وكان في وداعه من مشفى دمشق(المجتهد) رئيس اتحاد الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف الرسمية وحشد من الزملاء الإعلاميين الذين عاصروه في مسيرته الحافلة..
وفي تصريح لسيريانديز أثناء التشييع أوضح الزميل عدنان الحبيب الذي كان آخر من التقاه مساء أول أمس أنه حاول إقناعه أن يبيت عنده فاعتذر لأنه لم يكن يصدق أن هناك من يمكن أن يضمر له الشر لأنه لم يؤذ أحداً ،ولكن قوى الشر والقناص الغادر كان له رأي آخر..
وأوضح زملاء الشهيد أن بيته كان في مرمى القناص لدرجة أنهم بصعوبة بالغة تمكنوا من سحب جثمانه لتفادي رصاصات القنص!!

وقد رثته أسرة تحرير تشرين بالكلمات التالية:
قبيل أن تقتنصه رصاصة غدر من رصاصات ما سمي الربيع الثوري العربي كان الزميل ناجي أسعد، قدم للنشر في صحيفة (تشرين) آخر زاوية بعنوان (الإيمان والإخلاص للعمل سر التقدم).
إنّ الإيمان والإخلاص للعمل سر ناجي أسعد الذي أمضى في صحيفة (تشرين) سنوات طويلة محرراً ورئيساً لدائرة التحقيقات وأميناً للتحرير وأميناً لتحرير الشؤون الثقافية، وأميناً لتحرير الشؤون المحلية والاقتصادية، وأخيراً بعد تقاعده كان يعد صفحة منبر تشرين، وبينما كان قادماً من منزله في حي التضامن صباح أمس كي يتفقد صفحته في الصحيفة ... اغتالته يد الغدر قرب منزله..
أبا أحمد.. هل نقول لك وداعاً.؟ وأي وداع أشد وأكثر مرارة من وداع ناجي الصديق والزميل الذي جمعتنا معه هموم الحياة وهموم المهنة وكنا نتبادل الحوار حولها ونستنير من خبرته في الكثير من القضايا.
رصاصة... حاقدة- كارهة- مجرمة أطلقتها يد عابثة غادرة أطفأت نور الحياة، وأوقفت عجلة الزمن وغدوت يا ناجي شهيداً.. امتزج حبر أوراقك بدمك الطاهر النبيل...
صباح أمس خرجت من منزلك الذي غافلتنا وذهبت إليه، إلى قدرك، فكنت مؤمناً مسلّماً أمرك إلى الله.. خرجت صباحاً متأبطاً أوراقك البيضاء متجهاً إلى صحيفتك «تشرين» التي اعتدنا أن تتجه إليها يومياً، وآليت عدم تركها رغم إحالتك إلى التقاعد قبل أشهر ولم تتخل عن رسالتك وآليت على نفسك حمل الرسالة إلى آخر لحظة في حياتك.. رحمك الله.. يا ناجي.. وأعاننا الله وأعان أسرتك على تحمل ألم الفراق.. فقد تركت في قلوبنا غصة كبيرة، وفراغاً يملؤه الحزن الشديد على زميل ترجل عن صهوة جواد مهنة الصحافة التي أحبها بعد أن أمضى فيها زهرة شبابه.. عملاً جاداً وجهداً متميزاً حاملاً لواء الدفاع عن قضايا الوطن والمواطنين وهمومهم..
كنت يا ناجي مثالاً للحيوية والعمل الجاد متميزاً بالجرأة في طرح أفكارك وشجاعاً في التصدي للأخطاء والسلبيات أينما كانت بمسؤولية ومصداقية، وكنت رحمك الله سباقاً إلى تحمل أعباء المسؤولية ولم تتخلف أو تتردد يوماً في إنجاز مهمة أو عمل طلُب منك.. كنت مقداماً محباً للحياة ولمهنتك التي أعطيتها الكثير فأعطتك من رحابها الكثير..
ليس في مقدرة القلم أن يعبر عما ترتله الشفاه من كلمات عصرها الألم على فراق زميل أصبح من ذاكرة الصحيفة وذاكرة لا تمحى، رحمك الله أيها الزميل العزيز وتغمدك برحمته، وأدخل السكينة إلى قلوب أهلك ومحبيك وصبّر الله والدتك التي نذرت كل سنوات حياتك للحرص على راحتها وخدمتها والبقاء إلى جوارها للتخفيف من مرضها ورعايتها..
إن استهداف الزميل الإعلامي ناجي أسعد يأتي ضمن أجندة المؤامرة الشرسة على سورية باستهداف كفاءاتها العلمية وبنيتها وضرب استقرارها من المجموعات الإرهابية المسلحة وداعميهم ومموليهم من الأدوات المأجورة في المنطقة (قطر- السعودية- تركيا..) الذين ينفذون ما يأمرهم به أسيادهم في الولايات المتحدة و(إسرائيل).
وإن استشهاد الإعلامي الزميل ناجي إنما هو أيضا استهداف للإعلام السوري الذي استطاع أن يسقط الرهانات وفبركات الإعلام المأجور الشريك في سفك الدم السوري ويساهم إلى حد كبير في فضح سموم المؤامرة التي يبثها هذا الإعلام بأكاذيبه المضللة للرأي العام.
الزميل ناجي، كفاءة وقدرة ومهنية متميزة على مدى سنوات كثيرة قضاها مع زملائه في صحيفة (تشرين)، واستشهاده مفخرة لكل إعلامي حمل القلم وعرّى هذه المؤامرة القذرة التي تعيشها سورية والتي ستنتصر عليها بإذن الله بقوة جيشها وبسالته، وصلابة شعبها، وحكمة قيادتها..
العزاء للأسرة الإعلامية كلها باستشهاد الزميل ناجي الذي انضم إلى قافلة شهداء سورية الأبرار..
وداعاً يا أبا أحمد.. ولكن ستكون دائماً معنا ولن ننساك أبداً وستبقى في ذاكرتنا وذاكرة جميع من أحبك وفي ذاكرة صحيفتك التي أحبتك ... رحمك الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أسرة صحيفة تشرين

وذكر مصدر في المحافظة لـ سانا أن الشهيد أسعد أصيب برصاصة قناص في رأسه أثناء مغادرته منزله الكائن بالمساكن مسبقة الصنع في حي التضامن قرابة الثامنة والنصف صباحا متوجها إلى عمله.
والشهيد الصحفي أسعد من مواليد سلحب بمحافظة حماة عام 1951 وحائز على إجازة في الآداب قسم اللغة العربية عين بوظيفة مندوب رئيسي عام 1979 وأسند اليه عام 1987 وظيفة رئيس دائرة التحقيقات الاجتماعية والاقتصاد وسمي أمينا للتحرير للشؤون المحلية عام 2003 ويعمل حاليا مشرفا على صفحة منبر تشرين.
ولفتت رئيسة تحرير جريدة تشرين الدكتورة رغداء مارديني إلى أن اغتيال الزميل أسعد يأتي ضمن أجندة المؤامرة الشرسة على سورية لاستهداف كفاءاتها وبنيتها وضرب استقرارها بأيدي المجموعات الإرهابية المسلحة وداعميهم ومموليهم من الأدوات المأجورة في المنطقة قطر والسعودية وتركيا والذين ينفذون اوامر اسيادهم في الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأوضحت أن الجريمة استهداف للإعلام السوري الذي أسقط الرهانات وفبركات الإعلام المأجور الشريك في سفك دماء السوريين ويسهم في فضح سموم المؤامرة التي يبثها هذا الإعلام بأكاذيبه المضللة إلى الرأي العام.
وبينت أن الزميل أسعد تميز على مدى سنوات عمله الكثيرة في جريدة تشرين بكفاءة وقدرة ومهنية متميزة تجعل استشهاده مفخرة لكل إعلامي حمل القلم وعرى المؤامرة على سورية التي ستنتصر بقوة جيشها وصلابة شعبها وحكمة قيادتها.
يشار إلى أن هذه المجموعات الإرهابية المسلحة اغتالت من قبل الزملاء الإعلاميين علي عباس وشكري أبو برغل وباسل يوسف ومحمد الأشرم ومايا ناصر والمصورين إحسان البني وحاتم أبو يحيى.
الجدير ذكره أن هذه الفصول الاجرامية الدامية بحق الإعلام والإعلاميين السوريين ستبقى برسم المنظمات الصحفية الإعلامية العربية والاقليمية والعالمية لتضعها أمام مسؤوليتها الأخلاقية والمهنية والإنسانية لتعلن كلمة حق في وجه الإرهاب والإرهابيين.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024