الخميس 2012-08-09 20:47:56 محليات
محافظ الحسكة يحب مناداته بالمحافظ وليس العميد.. معالجة السكن العشوائي ضرورة حتى لا يستغله المارقون.. أتمنى ان يصفني المواطن بأني كنت قريباً منه ومنصفاً له وأتابع همومه
عندما تمارس مهمة في مؤسسة تعتمد على الانضباط والاحترام "الواجب" من المرؤوس للرئيس كالمؤسسات الأمنية والعسكرية، يكون عملك سهلا وأداؤك جيدا، فالمخالفة الواضحة تستوجب عقوبة محددة، ويملك الرئيس سلطة "الزج" بالمخالف فورا بالسجن سواء كان يعمل عنده أو من خارج المؤسسة ريثما يحيله للتحقيق..
ولكن عندما تنتقل للعمل المدني فبالتأكيد لن تجد هذه العوامل، وإذا كانت الرتبة في المؤسسة العسكرية تفرض هيبتها بغض النظر عن المقومات الشخصية، ففي الحياة المدنية المقومات الشخصية هي الأساس في النجاح..
محافظ الحسكة الجديد انتقل للعمل من مؤسسة تعتمد الانضباط "الالزامي" إلى الحياة المدنية، فكيف سيتعامل مع هذه النقلة؟
بورصات وأسواق حاورت العميد خضر العلي الحسين محافظ الحسكة الجديد وكان اللقاء التالي..
دخل مسابقات عدة واختار الشرطة
• بداية لنتعرف إلى المحافظ الجديد؟
خضر عبد الوهاب العلي الحسين من محافظة دير الزور تولد 1955 متزوج ولي أولاد كثر درست في دور المعلمين نظام 4 سنوات في حمص وفي السنة الثالثة من الدراسة قدمت البكالوريا ونجحت فيها ودرست الحقوق في جامعة دمشق عام 1975 وفي عام 1981 تخرجت من الجامعة وتقدمت لعدة مسابقات منها الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش ومديرية التموين ورئاسة مجلس الوزراء ووزارة العدل لمسابقة القضاة ونجحت في هذه المسابقات وعينت محامياً لقضايا الدولة في القامشلي لكنني لم أباشر لأنني كنت متقدما أيضا إلى كلية الشرطة دورة مدراء نواحي وقبلت فيها فالتحقت بكلية الشرطة وتخرجت في عام 1984 برتبة ملازم أول والتحقت بخدمة الشرطة بقيادة شرطة حلب وبقيت 12 سنة في فرع مرور حلب ثم انتقلت إلى الحسكة في قوى الأمن الداخلي وبقيت فيها 12 سنة رئيساً للفرع إلى أن انتقلت عام 2006 للاذقية وبقيت حتى تاريخ تعييني كمحافظ للحسكة.
انطباعات جيدة متبادلة
• بعد خدمة طويلة في الحسكة اليوم تعود محافظا لها ما هي انطباعاتك وانطباعات الأهالي؟
 عشت في الحسكة فترة طويلة ما جعلني اعرف أهلها ويعرفونني، وهم شعب طيب ومعطاء كأرضه وبعد صدور مرسوم تكليفي قرأت تعليقاتهم على الفيس بوك جيداً سواء من الحسكة أو المغترب في السويد والخليج وغير ذلك، وأعد هؤلاء الذين أحبوني وأحببتهم أني سأعمل على حفظ مصالح الشعب كما أقسمت بالله العظيم وسأكون صادقاً في قسمي بإذن الله وسأنفذ توجهات القيادة وأكون مخلصاً لمهنتي ووظيفتي قدر ما يقدرني الله. فانا أؤمن أن القيادة ليست مكسب بل أمانة ومسؤولية وثقيلة على من لديه الوجدان في حملها وسأرضي وجداني في ذلك بالإخلاص بحملها برغم الظروف الصعبة حالياً.
الضبط الاجتماعي
• كنت لمدة 12 سنة قائدا امنيا في الحسكة والآن تعود كقائد مدني هل ستتعامل بنفس العقلية؟
 أنا حين كنت في سلك قوى الأمن الداخلي بالحسكة كنت وما زلت أؤمن بنظرية الضبط الاجتماعي والذي إحدى وسائله الأمن بكل حالاته، أنا لم اعمل كضابط أو عنصر بوليس أو مخابرات إنما كنت اجتماعياً ملتصقا بأهل الحسكة وبابي مفتوح لهم وزرتهم في منازلهم وحقولهم وهم يعرفوني جيداً، ومتفائل جداً بالعمل من اجلهم بغض النظر عن ذاتي.
احترام القانون
• على صعيد الإداريين من مدراء وموظفين، كرجل امني اعتاد الانضباط "الالزامي" كيف ستتعامل مع الإداريين؟
 طبعاً أنا رجل قانون أولا واحترم القانون وسأعمل على تطبيقه وفق المؤسسات القانونية التي هي الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش وجهاز الرقابة المالية واللجان الإدارية المنتخبة وكما وجه السيد الرئيس في زيارته للحسكة عام 2002 أن المسؤول إذا ما رأيناه يخطئ يجب أن نصوب خطأه وأنا إن رأيت الموظف أو مدير الدائرة يخطئ سأحاول تصويب خطأه لأن الإنسان نزل للأرض بسبب الخطيئة فان عمل صالحاً على هذه الأرض سيرفع للجنة التي نزل منها بإذن الله، لذلك سنتعامل معهم بشفافية مطلقة، وأنا اليوم محافظ ولست أمنياً رغم احترامي للأمن والتعامل الأمني الصحيح الذي هدفه ضبط المجتمع كيلا تعم الفوضى، وهناك حديث للرسول محمد "ص" يقول من اصبح آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها".
محافظا ولست عميدا
• هل تحب مناداتك سيادة العميد أم سيادة المحافظ؟
 لا أنا اليوم محافظا ولست بعميد.. أنا أقول بأنني محافظ الحسكة بكل مكوناتها أنا عربي كردي ارمني آشوري سرياني شاشاني شركسي بدوي حضري .....
الاهتمام بشريحة الفقراء
• محافظة الحسكة امتدادها واسع جداً وهناك معاناة كبيرة بموضوع الماشية وغيره فهي بيئة فقيرة تحتاج إلى خدمات ما هي الأولويات بالنسبة لك كمحافظ؟
 المسافة الشاسعة والفقر الموجود في الحسكة نتيجة الظروف الطبيعية ونتيجة الجفاف لا شك انه خلف شريحة واسعة من أبناء الحسكة يصارعون الفقر هناك توجهات جيدة كما قرأتها من الحكومة ومن السيد الرئيس انه يجب الاهتمام بهذه الشريحة وتذليل ما أمكن من الصعوبات في العيش وبإذن الله تحالفنا الظروف أن يغيثنا من سمائه مطراً ورحمة للعباد وان يدرأ الفتنة التي تفعى في المجتمع اليوم ومن هذا المجتمع الحسكة وكما اعرفه عن أهل الحسكة أنهم وطنيون بامتياز ويحبون وطنهم وان كان هناك بعض المخطئين بإمكاننا إعادتهم لصوابهم بطريقة النصح والصفح وبطريقة القانون.
الشرطة المجتمعية
• المجالس المحلية إلى أي حد انت مناصر لها؟
 أنا مع المجالس المحلية ومع ما نظمه دستور بلادي .
• وهل انت مع أن يكون صلاحيات كاملة لمجلس القرية أو مجلس بلدة وما إلى ذلك؟
 لي أطروحة قدمتها في دورة القيادات العليا في معهد الباسل للعلوم الشرطية اسمها "الشرطة المجتمعية" وهي نظام قائم في كثير من الدول الراقية وحتى بعض الدول النامية وهذه هي نوع من المجالس المحلية بدءاً من الحي وانطلاقاً إلى المدينة وبدءاً من القرية وانطلاقاً للناحية هذا نموذج وهذا أجدى نجاحه في كثير من البلدان التي لا زالت تعتمده حتى الآن وآمل أن تستقر الأمور وتطبق هذه النظرة في المجتمع السوري وان يصبح شرطة الحي أو شرطة المجتمع هم من يرشدون السلطة إلى مكامن الخطر في المجتمع.
الالتصاق بالمواطنين
• كل شخص له طموح شخصي وله حلم من خلال عملك رأيت الكثير من الأخطاء واحياناً كنت تحاسب وتراقب، على صعيد الطموح الشخصي كيف تجد نفسك كمحافظ وما هي الأشياء التي تحب أن تحققها كمحافظ وكنت ترغب أن يحققها الآخرون؟
 كنت أتمنى على كل محافظ أن يكون لصيقاً بالمواطنين وان تكون أبوابه مفتوحة لشكاوى الناس وان ينصرف إلى إنصاف الناس والمظاليم وأصحاب الحق الذين ربما لهم حقوق عند الدولة أو بين بعضهم، الموطن هو اللبنة الأولى في المجتمع فإذا وضعت لبنة فاسدة في البناء يؤدي ذلك إلى اهتزازه وربما انهياره، أمنيتي للمحافظين أن يعالجوا السكن العشوائي سكن الفقراء وان يخططوه وينظموه ويعطوا مساحات من الأراضي ويعطوها مقاسم أو تبنيها الدولة وتوزعها وان تكون هذه الأحياء مخدمة بشكل يمكن الناس من العيش فيها بكرامة وتمنع المارقين على القانون الالتجاء إلى هذه الأحياء ليكونوا بعيدين عن نظرة الأمن الاجتماعي.
• هل هناك أحلام أخرى تريد الحديث عنها؟
 أن أكون عند حسن ظن المواطن بي وان يصفني المواطن بأني كنت قريباً منه ومنصفاً له وأتابع همومه.
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024