الخميس 2012-03-29 05:32:39 المعارض و المؤتمرات
عندما تنكفئ الجامعات الخاصة في خضم الأزمة وتتقدّم الحكومية فقط.. كيف نفسر عزوفها عن المشاركة بمعرض متخصص سوى تهرباً من مسؤولياتها واختباءً وراء الظرف الصعب
عندما تنكفئ الجامعات الخاصة في خضم الأزمة وتتقدّم الحكومية فقط.. كيف نفسر عزوفها عن المشاركة بمعرض متخصص سوى تهرباً من مسؤولياتها واختباءً وراء الظرف الصعب

سيريانديز ـ خاص
فيما يعصف الركود بالمشهد الاقتصادي السوري ليشمل جميع قطاعاته مصحوباً بركود على مستوى النشاط التسويقي والإعلاني، تستمر بعض المؤسسات الخاصة في مقارعة هذا الركود سعياً للتخفبف منه والتقليل من منعكساته، مؤسسات لابد من الإشادة بعملها والتعريف به و إظهاره كما يستحق.
مؤخراً نظّمت "شركة الهيثم" لتنظيم المعارض والمؤتمرات فعاليات مهرجان "دمشق السياحي الأول للتسوق" بهدف إقامة مجموعة من الفعاليات التي تعيد تنشيط السوق السوري عبر عدد من المعارض ذات الاختصاصات المختلفة, تم تنظيم هذا الحدث رغم حقيقة أن قطاع المعارض والمؤتمرات هو أحد أكثر القطاعات المتضررة من واقع الأزمة التي تشهدها سورية إلا أن استمرار شركة الهيثم بتنظيم هذه الفعالية جاء إيماناً منها بفكرة أن المبادرة في ظل هذه الظروف ضرورية وأن العمل في سورية يحتاج في هذه الفترة إلى قرار جريء وإلى فعل حقيقي.

حول معرض الجامعات والمعاهد والمدارس
لسنا هنا للحديث عن شركة الهيثم وعن عملها، فالجميع بات يعرف أن قلة من الشركات السورية لا تزال تؤمن بضرورة العمل في البلد الأم, إلا أن المقال يأتي ليلقي الضوء على مجموعة من الشركات والمؤسسات التي استطاعت اتخاذ القرار والمبادرة الجريئة والحضور وسط الفعاليات التي طرحتها الشركة, وآخرها كان معرض الجامعات والمعاهد والمدارس ودور النشر والذي بدأ في 26 / آذار و ينتهي في 30 / آذار.
اللافت للنظر أن هذه المعارض التي نظمت على أساس غير ربحي وبرسوم شبه مجانية قد شهدت عزوفاً واضحاً من قبل القطاع الخاص عن المشاركة فيها رغم العنوان العريض الذي تحمله والموقع المميز لها بينما قامت مجموعة من المؤسسات الحكومية بتفهم الهدف الحقيقي من وراء هذه المعارض فأدركت أهمية التواجد حالياً بين مختلف الشرائح لتقديم ما لديها ولتحقق واقع اللقاء وجهاً لوجه مع زوار هذه الأحداث.

ثلاثة مؤسسات تستحق التحية
وحتى نكون أكثر دقة نتكلم هنا عن ثلاثة مؤسسات تعليمية حكومية هي جامعة دمشق والمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا (HIAST) والمعهد العالي لإدارة الأعمال (HIBA), هذه المؤسسات الثلاثة التي شاركت ضمن معرض الجامعات والمعاهد استوعبت تماماً الهدف من هذا المعرض واستطاعت عبر إداراتها المميزة وفريق عملها المتعاون أن تظهر خلال أيام المعرض بشكل واضح التميز وأن تقدم ما لديها من شرح ومعلومات لزوار المعرض من الطلاب المهتمين فاستحقت بجدارة لقب المؤسسات (الوطنية).
إن العزوف الواضح والمستغرب للجامعات الخاصة عن المشاركة في المعرض يضعنا أمام العديد من التساؤلات وإشارات التعجب, فهل هذا العزوف هو نتيجة الظروف أم هو الطريقة الجديدة التي تتبعها المؤسسات في الهروب من الواقع و الاختباء أو حتى الاعتصام ؟؟؟؟؟؟.

مهارة المقاطعة!!
كلنا يعلم أن وجود المؤسسات مهما كانت عائديتها ضمن الأحداث التي تنظم في سورية يعود أولاً و أخيراً بالنفع عليها وعلى زوار المعرض الذين تتاح لهم فرصة السؤال والاستفسار والاستعلام والمقارنة للوصول إلى القرار السليم, فأين هذه المؤسسات من هذه المشاركة, أم أن إدراكها أن وجودها هو خدمة للوطن والإعلام الوطني الذي يعمل بكل قوة إلى تقديم ما لديه لتحسين ظروف العمل والاقتصاد وواقع المجتمع أصبح خيارا صعبا لها ؟؟؟
عندما طلبنا توضيحاً لسبب وجود المؤسسات التعليمية الحكومية فقط في هذا المعرض بعد أن كانت مؤسسات التعليم الخاص هي المهيمنة على نُسخه السابقة لم نجد جواباً, واستنتجنا بشكل شخصي أن مؤسسات القطاع الخاص استطاعت بمهارة أن تقاطع فعالية وطنية بطرق كانت المسبب الرئيسي لتأخير عجلة التطوير بدل الاتجاه نحو المبادرة و حسم القرار و دعم هذه الفعالية.
نعم .. فلندعم الجامعات الحكومية
نحن إذن الآن مع نظرية السيد وزير التعليم العالي الذي أوضح أن همه الأكبر عند تولي وزارته هو تحسين واقع المؤسسات التعليمية الحكومية ومحاربة الربحية في التعليم لأن التعليم الخاص أثبت من خلال مواقفه أنه تعليم ربحي مخصص فقط للأوقات الجيدة أي مخصص للسراء دون الضراء, ونحن الآن نطالب بأن تقوم الحكومة السورية بوضع كل إمكانياتها لدعم المؤسسات التعليمية الحكومية من جامعات ومعاهد وغيرها لأنها وقفت مع هذه الحكومة وأدركت البعد الحقيقي من التواجد والاستمرار وأدركت أيضاً دورها في إعادة الطمأنينة للطالب ولم تتهرب من المسؤولية الملقاة على عاتقها.
نتوجه بالتحية لجامعة دمشق وللمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا والمعهد العالي لإدارة الأعمال ولكل مؤسسة شاركت في هذا المعرض رغم صعوبة الظروف ونقول: ستنتهي الأزمة وستعود سورية ولكنها ستكون للسوريين فقط.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024