الخميس 2012-01-05 05:06:05 يحكى أن
لم يشأ إسقاط الطائرة.. تركيا تسمح لطائرات تجسس إسرائيلية بالتحليق في سماء لواء اسكندرون للتجسس على الجيش السوري
لم يشأ إسقاط الطائرة.. تركيا تسمح لطائرات تجسس إسرائيلية بالتحليق في سماء لواء اسكندرون للتجسس على الجيش السوري

كشفت صحيفة " طرف" التركية واسعة الانتشار أن طائرة تجسس إسرائيلية بدون طيار من طراز " هيرون" حلقت في 20 أيلول / سبتمبر الماضي فوق إقليم "هاتاي" ( لواء اسكندرون المحتل) لمدة أربع ساعات ، وانسحبت من أجواء المنطقة بعد أن أقلعت طائرتان اعتراضيتان تركيتان من قاعدة " ديار بكر" الجوية. ونقلت الصحيفة  حسب موقع "الحقيقة"عن ضباط وعناصر سمتهم بالاسم من " اللواء 14" في الدفاع الجوي التركي ، وهو وحدة صواريخ "هوك" تتمركز في الإقليم قرب مدينة أنطاكيا، قولهم إن رادارات وحدتهم رصدت الطائرة عند نقطة الإحداثيات(N 36 34 55 42 E, 36 25 18 62) وسجلت عمليات المسح التي قامت بها الطائرة لمدة أربع ساعات ، بعد أن طلبت إذنا من الأركان العامة بإسقاطها ، لكن الأوامر لم تسمح بذلك!؟ وفيما وصفت الصحيفة الحادثة بأنها "فضيحة".

 ونقلت عن ضباط الوحدة قولهم إن الطائرة كانت تصور وحدات الدفاع الجوي التركية في المنطقة ،بينما نفت مصادر أمنية تركية هذا التفسير جملة وتفصيلا. وقالت هذه المصادر لـ"الحقيقة" إن إسرائيل غير معنية بتحركات وحدات الدفاع الجوي التركية ، بالنظر لعدم وجود حالة حرب أو تماس بين الدولتين ، فضلا عن أن التعاون العسكري بين الطرفين "لم يزل فعالا ونشطا كما كان في السابق رغم إعلان أنقرة عن إيقافه على خلفية توتر العلاقات السياسية بين الطرفين.

وهذا التعاون حسب ما نشر موقع "الحقيقة" توفره و تفرضه حالة أن الدولتين كلتيهما ينسقان أمنيا وعسكريا من خلال غرف العمليات المشتركة في الحلف الأطلسي الذي تحظى تركيا بعضوية كاملة فيه بينما تحظى إسرائيل بكامل امتيازات الاطلاع على معلوماته والتنسيق مع أطرافه وفق اتفاقية خاصة بهذا الشأن". ودللت هذه المصادر على ذلك بالقول إن الجيش التركي ما يزال يستجر أجيالا حديثة من طائرة " هيرون" لاستخدامها في تعقب مسلحي حزب العمال الكردستاني ، مضيفة القول " إن عدم السماح لوحدات الدفاع الجوي بإسقاط الطائرة الإسرائيلية ليس مرده استمرار التعاون الأمني بين الطرفين فقط ، بل وحقيقة أن تركيا أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل بتوفير منظومة اتصالات للمسلحين السوريين في منطقة جبل الزاوية المتاخمة للحدود التركية ( حدود اللواء المحتل) منذ الصيف الماضي على الأقل ، و تتبع حركة انتشار القوات السورية في منطقة جبل الزاوية ومحافظة إدلب عموما". و برهن المصدر على ذلك بالقول " إن نقطة الإحداثيات المذكورة تقع تماما فوق المعسكر الذي يجري تدريب المسلحين السوريين فيه ، والذي يتبع مدينة Kirikhan ". إلا أن مصدرا آخر ، وفي الوقت الذي لم يستبعد ذلك ، رجح أن يكون الأمر على علاقة بإقادم الجيش السوري على نشر بطاريات صواريخ سكود المزودة برؤوس تقليدية وغير تقليدية في الجبال الواقعة إلى الشرق من هذه النقطة بحوالي 14 كم فقط".

على الصعيد نفسه ، لفت المصدر إلى أن جسرا جويا قطريا بدأ نقل مسلحي "القاعدة" من " لواء طرابلس" في ليبيا ، الذي يقوده "مهدي حاراتي" ، الذي كشفت الحكومة الإرلندية أنه أحد عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية، إلى مطار أنطاكية ، ومنه إلى المعسكر المذكور الذي يقع على بعد حوالي 15 كم إلى الشمال الشرقي منه. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت مؤخرا ، نقلا عن مصادر أمنية، أن قطر تقوم بنقل مسلحين أصوليين من ليبيا إلى مطار أنطاكيا في إطار تشكيل " قوة تدخل سريع" من تنظيم "القاعدة" في شمال أفريقيا ، وليبيا خصوصا، و بقايا تنظيم " أنصار السنة" في العراق.

يشار أخيرا إلى أن الطائرات الإسرائيلية التي أغارت في أيلول / سبتمبر 2007 على الموقع العسكري شمال غرب دير الزور ، استخدمت في طريق الذهاب " كوريدورا" جويا يمر من المنطقة نفسها ، بالتنسيق مع الحكومة التركية ، بينما عادت من فوق منطقة غازي عنتاب في طريق الإياب ، حيث عثر على صهاريج وقودها لتي رمتها هناك لتتمكن من زيادة السرعة.

تبقى الإشارة إلى أن موقع " ويكيليكس" كان خص صحيفة " طرف " وحدها من بين جميع الصحف التركية بأكثر من ثلاثمئة ألف برقية من برقيات السفارات الأميركية التي تمكن من الحصول عليها. وتناولت البرقيات التي حصلت عليها " طرف" شؤونا سرية مختلفة تناولتها السفارة الأميركية في أنقرة على مدى عشرات السنين ، فضلا عن برقيات أخرى صادرة عن سفارات أميركية في المنطقة تتناول شؤونا تركية بشكل أو بآخر.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024