الأحد 2011-04-17 13:21:52 تحقيقات
في السويداء.. إعتراضات بالجملة على بناء مول تجاري بمركز المدينة ومطالبات بعدم منح الترخيص لهذا البناء

سيريانديز – فريال أبو فخر
تقدم شاغلي العقارين رقم / 468 / 2058 / العائدين للأوقاف في مدينة السويداء بعريضة يشرحون فيها معاناتهم والأضرار التي قد تلحق بهم من جراء ما تنوي لجنة الأوقاف عمله، وهو هدم هذين العقارين وبناء برج مكانهما مؤلف من 12 طابق وأكثر " مول تجاري " والذي يقدر عدد العائلات التي تعيش من عملها في هذين العقارين حوالي مائتي عائلة
( أصحاب محلات وعمال وموظفون ) لأن هذا العمل يُعرضهم للإفلاس والخسارة وقطع أرزاقهم، بالإضافة لكونه مخالف لكل القوانين والأعراف . وبناء على هذا طالبت نقابة المهندسين تحويل هذا المشروع إليها، وعرضه على لجنتي التراث والعمارة للمساهمة في إعادة تصميمه وتصديقه أصولاً، وخلاف ذلك من يتحمل المسؤولية المعمارية والإنشائية وكافة الإختصاصات التكنولوجية الأخرى، حيث يحضر القانون / 26/ لعام 1981 الناظم لمهنة الهندسة والصادر عن السيد رئيس الجمهورية على أية جهة كانت التدخل في العمل الهندسي، ويحصر كل الأعمال الهندسية في نقابة المهندسين دراسة وإشرافاً وتنفيذاً . وإعترضت النقابة على دراسة المشروع خارج القطر، مبررة اعتراضها بأن هذا التصميم ليس له علاقة لا بالموقع ولا بالتاريخ الناصع لهذه المدينة، مؤكدة على أن مهندسيها لديهم القدرة الكافية على تصميم هذه المشاريع، ولا حاجة لاستيرادها وهم الأجدر والأكفأ على معرفة ما يناسب بلدهم بناءً وتنظيماً . لذا أعلنت لجنتي التراث والعمارة في نقابة المهندسين ما يلي : بلغنا صدور القرار رقم /2284 / والقاضي بمنح الترخيص لبرج الأوقاف في موقع عين السويداء ( مية التربة ) وذلك بعد أن تم تعديل ضابطة البناء للعقارين موضوع الترخيص، إن مسؤوليتنا النقابية والفنية والإجتماعية كمؤسسة ذات المرجعية في هذا الموضوع، تملي علينا أن نعلن رأينا وموقفنا وملاحظاتنا فيه باعتباره من صلب اختصاصنا، إن الحقيقة توجب إعادة تنظيم قلب المدينة، وتعديل ضابطته وليس لعقار واحد أو عدة عقارات، حتى يكون التصور شامل والصورة واضحة ومتكاملة، فماذا لو طلب صاحب عقار أو أكثر تعديل ضابطة البناء لعقاره أسوة بالمشروع المطروح ؟! ليصار إلى الموافقة ويصبح قلب المدينة أبراجاً، إن التغيير المطلوب يجب أن يتم باتجاه تقليل نسبة البناء والإرتفاع وتقليل الإزدحام، وعدم دخول هذه المنطقة حمى المنافع التجارية والمضاربة بالعقارات، ولذلك نقترح أن يكون هذا المشروع عمراني ثقافي وتراثي ( يحتوي على متحف أزياء شعبية، ومكتبة تراثية، وصالة اجتماعات ومحاضرات، ولوحات وصور وسينما تروي تاريخ هذه المحافظة النضالي ) وأن يكون هذا المشروع سياحي ( يحتوي على محلات تهتم بالإنتاج المحلي الشعبي، مأكولات محلية خفيفة، معارض، قاعات استقبال وفود أجنبية وفندق تراثي ذو طابع خاص، وفي كل الأحوال يجب أن يكون التصميم ذو طابع تراثي عربي أصيل .
أما من حيث الأمور الفنية فنطلب أن يكون البناء ذو ارتفاع قليل ( ثلاثة أو أربعة طوابق ) نظراً لقلة عرض الشارعين الغربي والشرقي ( 8 - 10 م ) لكي لايحجز البناء النور والهواء، ولكي لا يبقى الجليد في الشارعين طوال فصل الشتاء، ولا تنبعث منه رائحة الرطوبة .
وخفض نسبة البناء لكي نفسح المجال لزراعة الورود والمساحات الخضراء، لتعطي المكان جمالاً ومتنفساً، ولكي تستطيع السيارات الوقوف والتوقف أيضاً لتأمين حركة المشاة والقاطنين والمراجعين، ودراسة مسارات السيارات للدخول والخروج منه، إذ لا فائدة ولا إمكانية من استخدام المرائب إذا لم تتوفر المساحة الكافية للمناورة ( مع الأخذ بعين الإعتبار ضيق الشارعين ) والمحافظة على شكل وطابع المحلات التجارية القائمة من حيث البناء الحجري، والأقواس، وإعادة التصميم على الطراز العربي والمحلي، وإغناء المبنى بعناصر تراثية تبرز طابع المدينة التاريخي، ليكون صرحاً حضارياً يزيد المدينة جمالاً وليس عبئاً واكتظاظاً .
وفي هذا السياق قال رئيس مجلس إدارة فرع السويداء لجمعية العاديات محمد طربيه : نحن كجمعية للعاديات تعنى بكل ما هو قديم من آثار وتراث مادي ولا مادي ضد تنفيذ هذا البناء، لأن الأبنية البرجية في أنظمة ضابطات البناء كافة، لا يسمح بإقامتها إلا إذا تحققت نسبة وتناسب بين ارتفاع البناء وعروض الشوارع المطلة عليها، وذلك لتأمين النور والهواء الكافيين وسلامة الرؤية، بمعنى آخر : إن بناء برج في مركز المدينة مخالف لكل القوانين والأعراف لأن الأبراج تبنى خارج مراكز المدن لوجوب شوارع عريضة، تتناسب مع ارتفاع البرج وساحات واسعة لوقوف السيارات وغيرها . ولكن في حال تم تنفيذ هذا البناء فقد طالبنا بمراعاة مجموعة من الإعتبارات الفنية والبيئية والقانونية والأثرية والحضارية، وأهمها التقيد باشتراطات دائرة آثار السويداء على العقارين المذكورين، وذلك بمراقبة الحفريات وتوقيفها في حال ظهور مكتشفات أثرية ذات قيمة، ولا سيما أنه يرجح وجود آثار لأقنية وأنظمة ري ذات قيمة أثرية، وذلك عملاً بأحكام قانون الآثار رقم /222/ لعام 1963 وتعديلاته ولا سيما المادة /23/ منه . والتقيد بكساء ما لا يقل عن 70 % من واجهات البناء بالحجر الأسود البازلتي، وإعادة صورة النسيج العمراني للشارع الحالية ما أمكن، كون هذا السوق يعتبر من التراث العمراني للمدينة، والحفاظ على أهميته التاريخية والجمالية واجب علينا .

Firyal-AF@hotmail.com



ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024