الأربعاء 2010-07-28 11:31:35 السياحة والسفر
البسيط.. أرض وحجر وبشر وحقوق.. قبل أن يكون موقع اصطياف واستجمام.. ولماذا تصر وزارة السياحة على إستثمار عقارات الناس بدلا من أملاك الدولة؟
البسيط.. أرض وحجر وبشر وحقوق.. قبل أن يكون موقع اصطياف واستجمام.. ولماذا تصر وزارة السياحة على إستثمار عقارات الناس بدلا من أملاك الدولة؟
سيريانديز- نبيل علي صالح  
 
تحدثنا في تحقيق سابق عن منطقة البسيط الواقعة على بعد حوالي 50كم إلى الشمال من مدينة اللاذقية.. وهذه المنطقة من أهم مراكز وأمكنة السياحة والاصطياف البحري الشاطئي ليس فقط في سورية وإنما في عموم الشط الشرقي للبحر الأبيض المتوسط من حيث جمال طبيعتها وقرب الجبل من البحر والشط الرملي الرائع الذي يعطي الناس إحساساً غامراً بالراحة والسعادة والصفاء النفسي..
والبسيط كمنطقة سياحية وضعت وزارة السياحة على كثير من أراضيها إشارة استملاك منذ عام 1975 ومن من دون أن تقوم بتنفيذ الاستملاك وإعطاء أصحاب الأراضي حقوقهم وتعويضاتهم حتى الآن.
ومنذ وقت قريب تم إبلاغ بعض سكان وأهالي المنطقة باستملاك عقاراتهم كمرحلة أولى للتنازل عن أراضيهم واستملاكها من قبل الدولة ومن ثم معاودة طرحها في أسواق الاستثمار السياحي العربي والدولي لتكون من جملة مواقع مطروحة على خارطة الاستثمار السياحي السوري.
وقد أعلمنا بعض المعنيين هنا أنه يتم حالياً نقل الملكية لصالح وزارة السياحة.. وإذا ما تم شراء هذه العقارات من قبل مستثمرين فإنه سيتم استملاك دفعة ثانية.. وهكذا دواليك.. أما نسب ومعدلات وطرق دفع التعويض للناس أصحاب الأراضي الحقيقيين فستدفع وفق أسعار زمن صدور الاستملاك التي كان يتراوح سعر الدونم في وقتها ما بين 30- 40 ألف ليرة سورية، كما أنه لا يعلم مصير البناء إن كان سيعوض أم لا.. مع العلم أن سعر الدونم بالأرقام الحالية يمكن أن يصل إلى حوالي عدة ملايين من الليرات السورية بحسب موقعه وقربه أو بعده عن الشط..
وكذلك فإن أصحاب وملاك الأراضي هناك كان بإمكانهم بيع أراضيهم مباشرة إلى التجار والمستثمرين لولا إشارة الاستملاك السياحي الموضوعة على أراضيهم وعقاراتهم منذ وقت طويل.. والآن تأتي وزارة السياحي بعد 35 سنة على صدور مرسوم الاستملاك لتدفع ثمن الدونم حوالي 40000 ليرة سورية فقط.. فمن يعوض الناس؟ وإلى من –وعلى من- يشتكون؟!!..
وهناك سؤال مهم يطرحه الناس هنا نوصله إلى مكاتب المسؤولين المعنيين وهو: بما أن الدولة تمتلك مساحات كبيرة من عقارات البسيط الحراجية، فلماذا لا تستثمر السياحة في أملاك الدولة بدلاً من الاستثمار في عقارات الناس وأرزاقهم ومستقبل أولادهم وعائلاتهم؟!!
والجدير ذكره هنا هو أن معظم سكان وأهالي منطقة البسيط والقرى التابعة أو المجاورة لها من بيت درويش إلى البدروسية وصولاً إلى معسكر الطلائع وشط الرملة البيضاء.. كلهم لا عمل لهم سوى مهنة تأجير بيوتهم للمصطافين، ولا يعرفون أي عمل آخر، وليس لهم مصدر رزق سوى البحر وتأجير البيوت.. فلماذا هذا الإجحاف بحقهم؟!! وهل ستقوم مؤسسات الدولة المعنية بتأمينهم خاصة مع ندرة الوظائف وفرص العمل..
 

 
 
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024