سيريانديز - مجد عبيسي

زهرة أخرى من أزهار دمشق العبقة تذوي مخلفةً خلفها أريجاً يخبر من يمر أنها كانت هناك.. 

توفي مساء أمس الموسيقار الكبير ياسين العاشق عن عمر يناهز الثمانين ونيف في داره الكائن في منطقة الفحامة في دمشق إثر نوبة قلبية، وقد شيع اليوم بعد الظهيرة إلى مقبرة باب صغير في دمشق.

لمحة حزينة على الفقيد:

"عزي وبلادي سوريا أهتف وأنادي سوريا" من منا لا يعرف هذا الأغنية الوطنية لا بل ويعشقها ولكن هل نعرف من أبدعها ولحنها !!! إنه الموسيقار الكبير الأستاذ ياسين العاشق رئيس فرقة الإذاعة والتلفزيون السورية لمدة أربعين عاماً ومن مؤسسي الإذاعة السورية عام 1947م ورئيس الدائرة الموسيقية فيها فوالده حسني العاشق كان مطرباً في إذاعة القدس بالقدس وإذاعة الشرق الأدنى والقناة 11 في بيروت وقدمه لهذه الإذاعات.
شارك الموسيقار ياسين العاشق الراحلة أسمهان في حفل فني خاص قبل وفاتها عام 1941م وعمل مع الراحل فريد الأطرش ونور الهدى أيام ما كان اسمها الكساندرا بدران بسوريا قبل ذهابها لمصر ولحن للعديد من النجوم العرب أيام الفن الأصيل لا مجال لذكرهم الآن واكتشف المطربة إنعام صالح وقدمها للجمهور في بيروت فقال له المرحوم نجيب حنكش آنذاك لقد فهمت صوتها كما فهم عاصي الرحباني فيروز كما عمل مع الأستاذ الكبير صباح فخري لمدة أربعين عاماً بدأت عام 1947م عندما كان صوت الأستاذ صباح لم يتبلور بعد وكان صغيراً وغنى آنذاك بقيادته أغنية نجاح سلام ( يا جارحة ألبي )كل ما تقدم لم أكن لأعلمه لأنني من هذا الجيل ولا يوجد من يتحدث عن هذه القامات العملاقة ويذكرها ويُذكر الجيل الحالي بها وكأنها نسياً منسيا وكأنها لم تخدم الوطن في يوم من الأيام !!!
وقد كانت أمنيته قبل وفاته أن يلقى تكريماً يليق بتاريخه الفني.. ولكن.. تغمده الله بوباسع رحمته.