دمشق - سيريانديز

استمرت وزارة الزراعة حتى انعقاد مؤتمر الحبوب في الثالث عشر من الشهر الماضي بالتأكيد أن الحقول المصابة بالصدأ الأصفر محدودة جدا وبأن الإنتاج لن يقل عن 4 ملايين طن من القمح!

انتهى المؤتمر بالإعلان أن انتاج سورية من القمح يقدر بـ3.2 ملايين طن فقط!

وحتى التاسع من شهر  حزيران الجاري بلغت مشتريات مؤسسة الحبوب 1.5 مليون طن ولا ندري إن كانت ستنجح بشراء أكثر من ضعف هذه الكمية خلال الأيام القادمة إلا إذا تم التساهل أو غض النظر عن تسريب أقماح مهربة إلى مراكز الشراء كي يتطابق حساب "الحقل مع البيدر"!

المهم في الموضوع أن "الثلج ذاب وبان المرج" وبدأت أصوات الفلاحين تعلو شاكية ضعف المردود وتدني الإنتاجية للحبوب المروية والبعلية على حد سواء!

وإذا كان سبب تدني الإنتاجية في حقول الأقماح البعلية سببه قلة الأمطار وانحباسها لأسابيع طويلة..فإن سبب تدني الإنتاجية في حقول الأقماح المروية سببه الصدأ الأصفر الذي قللت وزارة الزراعة من أهميته وآثاره دون أي سبب يذكر سوى الإهمال وإرغام المزارعين على زراعة أصناف من الأقماح غير مقاومة لمرض الصدا الأصفر وشقيقه البرتقالي!

وبما أن محافظة الحسكة هي المنتج الرئيسي للأقماح ..وبما أن 80% من الأقماح المزروعة فيها مروية فهذا يعني أنها الأكثر تضررا بمرض الصدأ الأصفر!

وهاهو محافظ الحسكة معذى نجيب سلوم يوجه بالأمس كتاباً إلىوزير المالية الدكتور محمد الحسين يطلب فيه العمل مع رئاسة مجلس الوزراء للموافقةعلى جدولة القروض الممنوحة للزراعات البعلية والمروية للموسم الزراعي الشتوي 2009/2010 وتقسيط قروض المروي لمدة 7 سنوات وقروض البعل لمدة 10 سنوات.

كما طالبالمحافظ حسب تقرير نشرته جريدة تشرين اليوم بتأجيل القسط المستحق بتاريخ 1/9/2010 من القروض المجدولة بموجب القانونرقم 11 لعام 2009 مع فوائده المستحقة إلى ما بعد القسط الأخير سواء بالنسبة للقروضالمجدولة لمدة 10 سنوات أو القروض المجدولة لمدة 7 سنوات.

والسؤال:لماذا يطلب محافظ الحسكة جدولة القروض وتأجيل اقساطها المستحقة؟

لن نجتهد بالتفسير والتأويل فالمحافظ أعفانا من الإستنتاجات غير الصحيحة فقد برر –حسب جريدة تشرين- هذا الطلب"برداءة الموسم الزراعي الحالي بالنسبة للمحاصيل الشتوية وتدني الإنتاج بنسبة تزيدعلى 60% بسبب قلة الهطولات المطرية وانحباسها لفترات طويلة خلال المرحلة الحرجة منعمر النبات، بالإضافة إلى إصابة الأقماح المزروعة بمرض الصدأ الأصفر خاصة الأقماحالطرية، التي تشكل نسبة 80% من المساحة الإجمالية المزروعة بالأقماح في مختلف أنحاءالمحافظة، الأمر الذي أدى إلى كثرة الطلبات المقدمة إلى فروع المصرف الزراعيالتعاوني من أجل تأجيل الديون المترتبة على الفلاحين والمزارعين نظراً لعدم توافرإمكانية تسديد تلك الديون بسبب تدني الإنتاج".

نعتقد ان محافظ الحسكة أوجز بشرح الواقع وبرر سبب مساعدة الفلاحين ..ولكن..

هل سترد وزارة الزراعة على المحافظ بالقول:كلا..الإصابات بالصدأ الأصفر محدودة جدا لاتتجاوز 8% ..ولن تؤثر على إنتاج القمح المروي!

‏