السبت 2009-11-07 13:10:21 **المرصد**
الحكومة وفريقها "التكنوقراقتصادي" في واد.. والشعب في وادٍ
 سيريانديز – ابراهيم غيبور
يبدو أن البرنامج الذي يعمل عليه حالياً الفريق الاقتصادي هو أن يهطل المطر في غير أوانه في أيار وحزيران وحتى في آب اللهاب لكي يتسنى لذلك الفريق أن يتخذ القرار التكنولوجي والنهائي لتوزيع مادة الدعم من المازوت لمستحقيه والذي لا يزال حتى هذه اللحظة في غيبوبة مجهولة الصحوة رغم حالة الإشباع التي وصلت إليها النقاشات والمناورات حول آلية التوزيع من التعقيدات وإجراءات البيروقراطية وستعمل الحكومة على أن يكون الطقس المناخي متجانساً في جميع المحافظات السورية ليوزع الدعم بشكل متساوٍ لكافة مستحقيه ولتسود حالة من الوئام وبتراجع الخصام بين المواطن الذي ارتسمت على وجهه ملامح الشتاء وقسوته وبين ذلك الفريق الذي لم يشعر حتى هذه اللحظة بنواقيس البرد التي تطرق أبواب كل مواطن كون مسؤولينا "نسوا" التدفئة على المازوت وابتكروا أساليب أكثر حضارة..
كما ستعمل الحكومة على إصلاح مطبات الشوارع وستكون حذرة في الدخول بتفاصيل شوارعنا المتعرجة الصاعدة الهابطة الملتفة دون أن تحاسب المؤسسة التي زفتت ذلك الشارع وكيف حصلت على مناقصة تزفيتية وما هي قيمة العقد وهل يوجد شريك خفي لصاحب المؤسسة التي حصلت على العقد كما وستعمل الحكومة على تجهيز وإصلاح شبكات الصرف الصحي بتكنولوجيا عظيمة وإمكانات خارقة وستسخر لذلك عقولاً جبارة لم يشهد لها زماننا مثيلاً كي لا تتحول السيارات في طرقاتنا بقدرة قادر إلى غواصات شوارعية خوفاً من أن يتحول المشاة والمارة إلى طائرات بشرية تطير فوق تجمعات المياه ومن المتوقع أن نقوم باستيراد تلك الإمكانيات من الخارج لأن طاقاتنا الحالية لا تتعدى إمكانية البحث عن سارق أغطية الريكارات ووضع علامات الاستفهام المتشابكة حول من هو المسؤول عن سقوط أطفالنا بتلك الريكارات أهو السارق أم من أغفل وضعها في قائمة البرنامج الإصلاحي في الخطط التي نرسمها..؟
وستعمل الحكومة على التخفيف من ظاهرة "طق الحنك" تلك الموهبة الربانية التي نمتاز بها من غيرنا والتي لأجلها نضحي بكل شيء أو أي شيء ونخسر الكثير في سبيل جلسة "طق الحنك" فالطبيب قد يترك مريضه في غرفة العمليات في سبيل طق حنك مع تلك الممرضة حول حلقة من إحدى المسلسلات المعروضة على شاشتنا والموظف أيضاً قد يتغاضى رجاء أحد المراجعين لإتمام معاملته ويترك باقي المراجعين في الطابور الذي أصبح سمة دوائرنا الحكومية في سبيل أن "يطق حنك" مع إحدى المراجعات الجميلات.
وأخيراً مالا يعرفه الكثير من رجال الحسم في وضع الخطط والبرامج الإصلاحية هو أن تلك البرامج ليست غاية في ذاتها بقدر ما هي وسيلة لتطوير حياة الناس وإصلاح شؤونهم وإن لم يتحقق ذلك فلا قيمة لأي مشروع إصلاحي أو أفكار إصلاحية وإن بناء مفهوم المسؤولية والمحاسبة والشفافية يفرض على حكومتنا اتخاذ تدابير تراعي مصالح المواطنين لذلك تحولت معظم الإصلاحات في أوساطنا الشعبية إلى روايات وحكايا فيها المضحك المبكي ولاسيما فيما يتعلق بالقضايا الإصلاحية والوعود بتنفيذها مما افقد واضعو تلك الخطط والبرامج مصداقيتهم لدى المواطن الذي لا يزال مبتسماً رغم بشائر الأمل البعيدة والوعود المأمولة.
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024