الجمعة 2010-01-01 08:16:38 تحقيقات
قلعة "برزية-ميرزا"قلعة أثرية مهمة بحاجة ماسة للترميم والاستثمار السياحي بعد أن طوتها سنوات الغربة والنسيان
تشتهر سورية بالقلاع الأثرية التاريخيةالقديمة، وهي من الشواهد الحية على عظمة هذا البلد، وتنوع الحضارات البشرية التي مرت وتعاقبت عليه منذ فجر التاريخ وحتى الآن.
وقد حافظت كثير من تلك القلاع على شكلها على الرغم من مرور مئات أو آلاف السنين على تشييدها.
وتعتبر قلعة "برزية" أو قلعة "ميرزا" المهمة -أثرياً وتاريخياً وسياحياً- واحدة من تلك القلاع التاريخية المميزة والفريدة.. 
تقع هذه القلعة شمال غرب ناحية جورين التابعة لمحافظة حماة، وتتبع إدارياً لمحافظة حماة (دائرة آثار حماة)، ولكنها مسجلة أثرياً لدى مديرية الآثار في دمشق على قيود دائرة آثار اللاذقية.
وتتربع هذه القلعة على إحدى القمم الجبلية الشديدة الانحدار المطلة على شمال سهل الغاب مباشرة، وتبلغ مساحتها حوالي الـ 40 دونماً.
بنيت القلعة فيعهد البيزنطيين، وهي محاطة بسور طويل من جميع جهاتها، تتوزع عليه مجموعة من أبراج المراقبة عددها 12 برجاً ذات أشكال مربعة ومستطيلة.
استولى الصليبيون على تلك القلعة القديمة، ومن ثم قام بتحريرها الناصر صلاح الدين الأيوبي في العام 1188م، وبعد ذلك أضاف عليها العرب مجموعة تحصينات وأبنية جديدة.
تبعد القلعة حوالي 18 كم إلى الشمال الغربي من بلدة "شطحة" الواقعة في سهل الغاب.
..ولدى قيامنا بجولة ميدانية استطلاعية داخل القلعة لاحظنا تعرض القلعة لإهمال ونسيان كامل، رماها في أحضان المجهول والخراب، مع أنها ذات معالم أثرية وتاريخية بارزة وواضحة للعيان وغاية في الروعة والجمال (جمال المبنى والمعنى)، ومع أنها تمتلك نسيجاً معمارياً قديماً معبّراً عن ذاته بصورة بليغة ومؤثرة.
وهذه القلعة بأمس الحاجة اليوم إلى القيام بجهود ترميمية تعيد إليها نبض الحياة، من خلال إبرازها وتظهيرها إلى الواجهة الاستثمارية السياحية..
وعندما نقارن هذه القلعة المنسية -والتي تتعرض لانهيارات طبيعية وتعديات مختلفة- مع قلاع أخرى غير مهملة ومستثمرة سياحياً، يمكن القول بكل تأكيد ومن دون أدنى شك بأن هذه القلعة -المركونة في زاوية من زوايا النسيان- تتفوق كثيراً (من نواحي عديدة) على بعض تلك القلاع التي قامت الجهات المختصة مشكورةً بترميمها والاهتمام بها.
وسأترك للقارئ (العادي والمسؤول) أن يتمعن في الصور المرفقة التي تكاد تنطق وتتكلم.. فقد استمر صمتها البليغ قروناً طويلاً، لعل أحداً ما يتذكرها ويخرجها من غياهب المجهول إلى أنوار الحياة، ويعيد إليها شيئاً مما حملته سابقاً من ذكريات وأحداث نوعية مؤثرة، يمكن أن يتم استثمارها وتوظيفها في خدمة الحاضر والمستقبل.
 
ملاحظة:

ذُكرت القلعة في كتاب "الكامل في التاريخ" (الجزء السابع) لابن الأثير، الذي تحدث عن فتحها على يد الناصر صلاح الدين تحت عنوان "فتح برزية": ".. وهذه القلعة لا يمكن أن تُقاتَل من جهة الشمال والجنوب البتة، فإنها لا يقدر أحد أن يصعد جبلها من هاتين الجهتين، وأما الجانب الشرقي فيمكن الصعود منه لكن لغير مقاتل لعلوه وصعوبته، وأما جهة الغرب فإن الوادي المطيف بجبلها قد ارتفع هناك ارتفاعًا كثيرًا حتى قارب القلعة بحيث يصل منه حجر المنجنيق والسهام.. فنزله المسلمون ونصبوا عليه المجانيق....الخ

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024