0 2009-07-12 12:47:10
القانون فوق الجميع...حقاً!!
غزال وما يصيدونه.. ومدعوم وما يشوفونه!!!
 
لا تخلو صحفنا الالكترونية والورقية بشكل شبه يومي من مواضيع ترصد مخالفات مرورية منتشرة وأكثرها الوقوف على الرصيف والوقوف بنسقٍ ثانٍ وعرقلة للسير أو مواضيع عن معاناة سائقين يَدعون ظلم شرطيٍ لهم أو مخالفاتٍ غيابيةٍ سطرت بحق مركباتهم وهم منها براء(على ذمتهم) ومن مستخدمي المركبات من يدعي أن الوقت اللازم لدفع مخالفةٍ يقتضي منه ساعاتٍ وساعات عدا ما يتعرض له من (رفس ودفش) بين باقي المخالفين لحين إنجاز دفع المخالفة! مع التذمر الدائم من قبل المواطن (المخالف) من جور وقسوة المبلغ المالي المدفوع للمخالفة والذي سيقتطع من لقمة عيش أطفاله يضاف لذلك (تجارةً يبدو أنها لن تبورا) وهي شكل جديد من أشكال التجارة السرية التي تسجل براءة اختراعها وحق ملكيتها الحصري للمجتمع السوري الذي أبدع بإختراعاته التي لم يكن أولها بيع وشراء قسائم المازوت المدعوم بحيث خلق المجتمع (سوق أوراقٍ مازوتية) لاقت رواجاً وقبولاً ونشاطاً شعبياً بالمشاركة من خلال تداول (الأوراق مازوتية)!!
وهاهو المجتمع يبدع تجارةً جديدة لا بذكائه بل كانت ناتجةً بشكل أو بآخر عن تطبيق قانون السير (الجديد بشديد عقوباته) ألا وهي بيع النقاط ،حيث يوجد الكثيرون ممن امتهنوا بيع نقاط شهادة سوقهم لمن يرغب وبألف ليرة أو ألف وخمسمائة ليرة سورية لكل نقطة - حسب دسامة الزبون -  وهذا مبلغ إضافي غير معلن سيدفعه المخالف وبحسب عدد النقاط للبائع ليضمن بقاء (رخصة قيادته للمركبة) بحالتها العذرية والتي ستفقدها إن لم يجد سمساراً أو بائعاً يعقد معه صفقة الحفاظ عليها!
 
 
 
 
 
 
غزال وما يصيدونه ومدعوم وما يشوفونه!!
 
 
 
 
 
 
 
 
آخر العلاج الكي وليس أوله!!
 
أتى التعديل على قانون السير والمركبات بـ منشيتات عريضة جداً كان أكبرها الحفاظ على سلامة مستخدمي الطريق من مشاة وسائقين وحفاظاً على الأرواح والممتلكات ولضبط الفوضى المرورية والازدحام الناتج عن عوامل عدة وتشير إحصائيات إدارة المرور في وزارة الداخلية إلى أن إجمالي عدد الحوادث المرورية الحاصلة العام الماضي في مختلف المحافظات انخفض بنسبة 9.33 % مقارنة مع العام 2007 أي من 28599 حادثاً إلى 25930 حادثاً في حين انخفض عدد الوفيات من 2818 شخصاً إلى 2563 شخصاً وبنسبة وصلت إلى 9.05 %.
أما عدد الحوادث التي وقعت خلال العام 2007 لغاية 30/11/2007  فهي 26433 حادثاً نجم عنها وفاة  2595  شخصاً وجرح 15002 آخرين.
في حين أنّ حوادث السير التي وقعت في سوريا عام 2006 بلغت 26418 حادثاً، ما أدى إلى وفاة "2756" شخصاً وترك "15668" مصاباً بإصابات مختلفة بين رضوض وكسور وجروح وعاهات دائمة تضاف لخساراتٍ ماليةٍ كبيرة تكبدها من وقع له حادث إن كان سائقاً أو عابراً أو راكباً!
هل حقق التشدد بالعقوبات ما نطمح إليه من سلامةٍ مرورية؟ ومن بعد طول تأمل بما تحقق فهل النسبة المحققة من ضبطٍ للأمور تدعونا الى مزيد من الشدة والتشدد أم إلى إعادة النظر والتفكير ملياً أين أصبنا وأين أخطأنا؟
إن شعر أحدنا بضعف بجسده أو ظهور علائم مرض عليه سيسارع - إن كان عاقلاً - لزيارة طبيب - شاطر وفهمان - لدراسة الحالة والبحث عن الأسباب التي أدت لظهور العارض الصحي والبدء بالعلاج المناسب للحالة ومسبباتها للوصول بالمريض إلى بر السلامة أما لجوء المريض لعلاج نفسه أو الاستشفاء لدى طبيب لا يملك من الخبرة الكافية ما يناسب الحالة المرضية فسينتج عنه استفحال للمرض بشكل مؤكد فلجوء من أصيب بما يسمى (رمد ربيعي بالعين) إلى من لا خبرة ودراية لديه فمن المؤكد أنه سيقوم بإقتلاع العين المشكو من (رمدها) والإعلان على الملأ أنه أزال العلة من جذورها وسيصاحب إعلانه تصفيق وتهليل مجموعة من - الكومبارس - المتقنين لأدوارهم وبمهرجاناتٍ من الفرح تنقلها وسائل الإعلام مشيدةً بالإنجاز العلمي الفريد من نوعه وغير المسبوق!!
لعل من الأجدى لنا إعادة ترتيب للأمور ولتكن البداية من نشرٍ حقيقي لثقافة السلامة المرورية ضمن خطة عمل متجددة ومستمرة لا كهبوب نسيم الربيع المنعش بموسم واحد ولتكن ما سميت (مدارس تعليم قيادة المركبات) مدارس حقيقية تقدم علماً وفناً وذوقاً لخريجيها قبل أن يمنحوا (رخصة للقتل بشوارعنا) وبعدها سيكون للعقوبة المتشددة إن احتجنا إليها دور بترتيب وتنظيم الأمور، فالكربتور والترسمسيون وقشاط المروحة والدينمو والتعرف عليهم وعلى عملهم لا يقدم خبرةً عملية بقيادة السيارة ولا يصل المتدرب من خلال شرح مفصل لكيفية عمل المحرك لمعرفة التصرفات الصحيحة من الخاطئة لاستخدام السيارة عملياً والوقت الضائع هباءً يجب الاستفادة منه بالممارسة العملية الهزيلة المعتمدة بالتدريب الذي يؤهل في أحسن أوجهه وأوجها لمعرفة نظرية سطحية عقيمة ليس منها الا التكاثر بعدد رواد المشافي والمقابر الذين يشكلون أرقاماً إحصائيةً أصدق وأدق بكثير ممن قد يتشدق بالقول أن مدارس تعليم قيادة المركبات لدينا تتبع لـ(نورمات) عالمية أو أن من وضع النظام التدريبي لتلك المدارس هم من خيرة أهل الدراية والعلم والخبرة بأنظمة السير بالعالم ولربما يكون ذلك صحيحاً لكنه بعالم آخر قد مضى منذ زمن بعيد تأخرت معارفه وعلومه كثيراً بوصولها لنا وعندما وصلت كان لابد من إجراء دراسات معمقة ودقيقة جداً حول أصول تلك العلوم ومدى تلبيتها لمتطلبات مجتمعنا المرورية قبل عدة عقود أو ربما قرون من الزمن لتكون مناسبة تماماً لتنظيم السباق الذي أشعل حرب داحس والغبراء!
 
 
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024