السبت 2007-02-10 03:29:49 أخبار المال والمصارف
هل حققت اللغة الثانية في التعليم الأساسي الهدف المطلوب..

أصبح اكتساب وتعلم اللغات الأجنبية يشكل هاجساً كبيراً لدى الأهل والتربويين لما له من أهمية كبيرة في الحياة المعاصرة التي تشهد ثورة معلوماتية كبرى نتيجة التقدم في تقنية الاتصالات.

إذ جعلت من العالم قرية كونيةصغيرة. فتعلم اللغة الأجنبية يساعد على الفهم واستيعاب ثقافات الشعوب ونقل المعارف والعلوم والتجارب.
 

لقد أكدت الأبحاث العلمية في عالم الطفل اللغوي أن الطفل يستطيع تعلم أكثر من لغة واحدة في سن مبكرة وتعتبر سن ماقبل العاشرة فترة ملائمة لامتلاك المعارف والمعلومات إذ تترسخ بشكل قوي لايمكن محوها من الذاكرة من هنا جاءت مسألة تعليم اللغة الأجنبية لأطفالنا في المراحل الدراسية الأولى وتم التركيز على اللغة الانكليزية فقط دون الفرنسية التي لاتدرس إلا في الصف السابع حالياً فظهرت معها صعوبات التعلم من قبل التلاميذ واستياء الأهل الذين قل منهم من تعلم الفرنسية خلال تعليمهم المدرسي لأنها لم تلق الاهتمام والعناية كما الإنكليزية... وحول مسألة إدراج اللغة الفرنسية كلغة ثانية ضمن المناهج التربوية لطلاب الصف السابع وقرار وزارة التربية بالتقدم لامتحان شهادة التعليم الأساسي باختيار لغة أجنبية واحدة يختارها الطالب. ‏

تشرين استطلعت آراء كل من الطلاب وأوليائهم والمدرسين المختصين حول مادة تعليم اللغة الفرنسية. ‏

ميلاد أبو سليم من الصف الثامن قال:
 

إن مادة اللغة الفرنسية في البداية كانت غريبة وصعبة قياساً باللغة الإنكليزية لأن بعض الأحرف الأخيرة من الكلمة لاتلفظ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى إن المعلمة لاتتكلم إلا بالفرنسية وذلك حسب الخطة المعتمدة في تدريس اللغات وأعتقد أننا لو تعلمناها في الصفوف الأولى مع الإنكليزية لكان الأمر أسهل من الآن حيث يتم تكثيف المنهاج بها تدريجياً وحاولت طلب العون من والدي اللذين لايعرفان سوى الإنكليزية ولم أجد خياراً إلا دعمي بالدروس الخصوصية. ‏

علا عامر من الصف التاسع قالت: ‏

مانعاني منه في اللغة الفرنسية هو أننا إذا أردنا أن نسأل عن كلمة أو ترجمة أو أي شيء يتعلق بهذه المادة لانجد معيناً في البيت كون والدي لايعرفان شيئاً عن الفرنسية وتقول علا: لماذا ندرس الفرنسية في صفوف السابع والثامن والتاسع ولاتدخل في الامتحان النهائي ويوجد بعض الطلاب يقاطعون المادة بشكل نهائي لهذا السبب. ‏

وماذا قال الأهل أيضاً ‏

أم نورس والدة علا قالت:
 

أتمنى أن يكون إدخال هذه المادة الى المنهاج مدروساً بشكل أكثر وأن يكون الاهتمام بطريقة تدريسها أفضل حتى يكون اعتماد الطلاب على المعلم في الصف ومساعدة الأهل.. وحقيقة هناك عدد من الطلاب يخضعون لدورات خاصة باللغة الفرنسية وقد يكون هذا غير متاح للجميع. ‏

سوسن أم الطالبة سهى صالح من الصف التاسع قالت: ‏

مادامت وزارة التربية قد أقرت أن يكون لطلابنا لسان بعدة لغات قد يكون تدريسها في المراحل الأولى أفضل كما في المدارس الخاصة حيث نلاحظ طلابها متفوقين باللغات في المراحل المتقدمة فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر... وتضيف سوسن يجب الاعتناء بمستوى تدريس اللغات حتى لايحتاج أبناؤنا الى الدروس الخصوصية ما يرهق الأهل ذوي الدخل المحدود وخاصة إذا كان عدد الأولاد غير قليل.. ‏

المعلمة ورأي أهل الكار ‏

لمى كعدي مدرسة لغة فرنسية قالت:
 

معظم معلمي اللغة الفرنسية يجدون صعوبة في تعليمها للطلاب كونها لغة جديدة والتربية تفرض التحدث بالفرنسية.. ولتوصيل الفكرة الى الطلاب نستخدم عدة وسائل كالحركات الإيمائية واللعب أو طريقة الرسم وإذا لم تجد هذه الطرق نضطر الى استخدام العربية.. وتضيف المدرسة لمى: إن بعض الكلمات لفظها يثير الضحك والاستغراب عند الطلاب وحتى الآن مستوى الطلاب ـ النسبة الكبيرة ـ هو حول المتوسط وقليلون نسبتهم جيد. ‏

وتشير المعلمة لمى الى نقطة أخرى أدت الى إهمال اللغة الفرنسية وتهميشها،وهي قرار وزارة التربية اختيار لغة أجنبية واحدة في الامتحان النهائي للصف التاسع وبالطبع معظم الطلاب يختارون اللغة الانكليزية فمثلا من أصل /32/ طالباً اختار /3/ طلاب فقط اللغة الفرنسية وهذا القرار أفقد اللغة الفرنسية أهميتها وفقد معها المدرس المختص وجوده واحترامه من قبل الطلاب. ‏

رأي تربوي ‏

الاستاذة منال الحلقي ـ معيدة في كلية التربية جامعة دمشق كان لنا معها اللقاء التالي حول مسألة تعليم اللغات للأطفال فقالت: ‏

إن الطفل لديه قدرات وقابلية لتعلم اللغات واستيعابها في مرحلة مبكرة من العمر يجب أن نستغلها في إغناء المعرفة اللغوية لديه وهذا مايساعد على تنمية عقله من الناحية السمعية وزيادة نسبة الذكاء عنده وهذه الحالة لاتقتصر على الأطفال الأسوياء بل تشمل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.. وتضيف الأستاذة منال: إن الطفل يستطيع التمييز بين اللغات منذ الصغر من خلال الحوار والمناقشة لكن مايحصل لدينا في المدارس هو اتباع طرق في تعليم اللغات لم تحقق الهدف منها لأن الطالب لايتعلمها كلاماً وسماعاً فاللغة تعلم بالحوار والمناقشة والمتابعة سواء في البيت أو المدرسة وتكون فرصة تعلمها أكثر إذا كان أحد الوالدين يتقن اللغة ويحادث بها الطفل. ‏

وزارة التربية تدلي برأيها ‏

مجموعة هذه الآراء والطروحات نقلناها الى وزارة التربية وبالتحديد الى الجهات المختصة من الموجهين الأوائل في اللغة الفرنسية وبمشاركة الوزارة الرأي. ‏

ضمن إطار خطة وزارة التربية لتطوير المناهج التربوية والارتقاء بمهارات التواصل في تعليم اللغة الأجنبية وخاصة اللغتين الانكليزية والفرنسية لأن لغة واحدة لاتلبي الحاجة المطلوبة في مجالات التعلم والبحث والعمل المهني صدرت قرارات القيادة بتطبيق تعليم اللغة الانكليزية بدءاً من الصف الأول الابتدائي بالتدرج من العام الدراسي /2001 ـ 2002/ في الصف الرابع الابتدائي. ‏

تطبيق تعليم الفرنسية /لغة ثانية/ بدءاً من الصف السابع لجميع الطلاب وبناءً عليه عملت وزارة التربية على تعليم اللغتين المذكورتين بشكل متدرج حيث اعتمدت سلاسل متقدمة في تدريسهما مترافقة ببرامج تدريب المدرسين على طرائق فعالة واستخدام تقانات حديثة. ‏

أما بالنسبة للتقدم للامتحان النهائي في شهادة التعليم الأساسي بلغة أجنبية واحدة اختيارية فقد أصدرت الوزارة تعليمات متضمنة السماح للطلاب النظاميين والأحرار من الصف التاسع بالتقدم لامتحانات الشهادة للتعليم الأساسي لدورة 2007 فقط إما الفرنسية أو الانكليزية على أن تدخل نتائج امتحانات اللغة الأجنبية الثانية ضمن معدل الترشيح للتقدم لامتحان شهادة التعليم الأساسي ويستمر تدريس اللغتين في المرحلة الثانوية. ‏

وأخيراً لنا كلمة نقول فيها: ‏

إن إدماج اللغة الفرنسية في المناهج التربوية لم يكن وفق خطة مدروسة والدليل على ذلك هو قلة عدد المدرسين المختصين لتلك اللغة وهذا مالم تعترف به الوزارة.. وهذا النقص الحاصل ناتج عن سوء تخطيط استمر لسنوات طويلة فمنذ السبعينيات والتركيز يتجه نحو اللغة الانكليزية في جميع ميادين الحياة ويسمى تعليماً فقط، فالمهتمون الخريجون من اللغة الفرنسية قلة لاتغطي حاجة المدارس وعدم تأهيل المعلمين المختصين واتباع طرق حديثة في تعليم اللغات بشكل عام وإغلاق عدد من معاهد اعداد المدرسين التي كانت تخرج أعداداً ولو كانت قليلة من معلمي اللغة الفرنسية كذلك توجد مدارس في قرى عديدة دون مدرس للغة الفرنسية... مجموعة هذه العوامل قد تجعل كثيراً من الأهالي والطلاب يتذمرون من تدريس اللغة الفرنسية. ‏

 

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024