خاص سيريانديز- مودة بحاح
وأنت جالس في منزلك سيصلك إعلان تسويقي لبيع البرتقال، يُؤكد أن السعر تنافسي ولا يتجاوز المئة ليرة للكيلو، وبمجرد تصفح الفيسبوك سيصادفك عدد من المقالات التي نشرها المعنيون بالتصدير، والتي تتحدث عن فوائد البرتقال وعن ضرورة دعم هذا المحصول الوطني، والذي بات تسويقه موضعاً وطنياً كما تتحدث هذه الصفحات.
الجميع يعمل على تسويق هذا المحصول والحقيقة أن النتائج مازالت قليلة على أرض الواقع ولا تعادل أي شيء يُذكر، فإنتاج العام للحمضيات يُقدر بحوالي المليون والمئتي ألف طن، وذلك بحسب أرقام وزارة الزراعة في حين أن السوق المحلية -ومهما استوعبت- لن تستهلك رقماً كبيراً من هذا الإنتاج، و"ما يزيد الطين بلة" إغلاق التصدير في وجه الحمضيات، والتي لم يعد أمامها منفذ بعد العراق إلا البحر والتوجه نحو روسيا، والأخيرة لم تستورد حتى اليوم إلا 400 طن، كما يذكر السيد خلدون الأحمد مدير قرية الصادرات والواردات الروسية من الجانب السوري، موضحاً في الوقت عينه أن ثمة عقود مُبشرة سيحملها العام القادم، دون أن يحدد الكمية المتوقعة للتصدير، مكتفياً بالتوضيح أن هذه الكميات سترتبط بعوامل عدة تتمثل بالطقس والعمالة ومستلزمات الإنناج وتوفر المنتج أيضاً.
في الوقت الذي تبدي فيه الجهات المعنية التفاؤل، يتعامل المزارعون بكثير من اليأس مع موضوعهم، فمحصولهم الذي عملوا عليه لشهور طويلة اضطرو لبيعه بخمسين ليرة مقابل كل كيلو، وهم تكلفوا قبل هذه الصفقة ثمن عبوات للتوضيب بلغ سعرها ما بين 35-40 ليرة ، ويضاف إليها تكاليف الأسمدة والعناية طيلة العام ما يجعل الربح لا يتجاوز الخمسة ليرات.
ويذكر أحد الفلاحين أن الجهود التي بُذلت العام الفائت للتسويق إلى روسيا لم تحقق نتائج مُرضية، خاصة وأن موسكو تتطلب معايير معينة من حيث حجم البرتقال وعددها وحجم العبوة وطريقة التوضيب، وهذه الإمكانيات لا تتوفر إلا عند عدد قليل من أصحاب المزارع الكبيرة الأمر الذي جعل الفائدة محدودة.
ويتخوف الكثيرون على مستقبل زراعة الحمضيات، خاصة وأن عدداً كبيراً من الفلاحين قاموا باقتلاع الأشجار واستبدلوها بزراعة البطاطا والخضروات والفواكه، ويؤكد العاملون في هذا المجال أنهم لم يتلقوا الدعم الكافي لمتابعة عملهم، وحتى حينما تعرضت محاصيلهم العام الفائت للصقيع وعدتهم الجهات الحكومية منحهم معونة لكنهم لم يحصلوا على أي شيء حتى الآن.
وغير بعيد، عن مزارع الحمضيات هذه، وعن هموم مالكيها، وفي محافظة اللاذقية نفسها وتحديداً في ساحة هارون تجمع عدد من الشباب ينتمون لفريق أرض القرمز وقاموا بتوزيع عصير البرتقال على الناس بالمجان لتشجيعهم على استهلاك هذه الثمرة، ويوضح القائمون على المبادرة أنهم تمكنوا من توزيع ألف كأس من العصير، مُرفقة بنشرات تتحدث عن فوائد البرتقال وعن أهميته وتدعو الناس للتفكير باستخدام عصير البرتقال بدلاً من المياه الغازية التي يعادل سعر زجاجة منها حوالي العشرة كيلو غرام من البرتقال.
ويوضح منظمو الفعالية أنهم قاموا بهذه المبادرة لدعم الاستهلاك المحلي وللوقوف مع شجرة البرتقال التي تعاني من الاضطهاد، وتتعرض في كثير من الأحيان للاقتلاع.