الثلاثاء 2013-06-04 00:44:45 |
بورتريه |
أمجد دوبا ...صورة السوري المغترب كما نحبها أن تكون... نجاح في قطاع الأعمال و “محضر خير”في الجالية وقلب يخفق بمحبة سورية |
أيمن قحف يبدو المهندس أمجد دوبا اليوم من أكثر الوجوه السورية شعبية ونجاحاً في روسيا الاتحادية، فالرجل استطاع خلال مسيرته الممتدة على مدى 27 عاماً من الاغتراب أن يحقق نجاحاً لافتاً في عالم الأعمال لم يلهه عن التواصل اليومي مع الوطن الأم من جهة ومع أبناء الجالية السورية ليصبح في حضوره جامعاً لكل أطياف المجتمع السوري المغترب في موسكو.. وصل أمجد دوبا إلى موسكو في عام ١٩٨٦ليدرس الهندسة المدنية،وأنهى دراسته بالتزامن مع الانفتاح بداية التسعينات، وبدأ الأعمال التجارية في روسيا من خلال استيراد المواد الغذائية و الأقمشة بكميات متواضعة ومن بعدها بدء في تصدير الحديد و الخشب إلى سوريا واستمرت هذه الفترة حوالي خمس سنوات حيث تشكّل الوعي التجاري لديه إذا جاز التعبير. الفترة اللاحقة كانت فترة الخصخصة في روسيا فمن المدخرات من الأعمال السابقة وبالشراكة مع بعض الأصدقاء قاموا بشراء بعض المحلات التجارية وترميمها وإعادة استثمارها إما مباشرةً أو عن طريق التأجير. في السنوات السبع الأخيرة بدأ بالتفكير بالانتقال مع العائلة إلى سوريا ولذلك بدأ ببعض الأعمال بسوريا تمهيداً للانتقال في مجالات مختلفة منها الإعلام والمطاعم وشركة لتوزيع قهوة “اكسبريسّو” وشركة تجوال للسياحة و السفر. و هو من المؤسسين للجالية السورية في موسكو من مؤتمرها الأول. في نهاية جولتنا التي استغرقت أسبوعاً في موسكو وكان السيد امجد دوبا خير داعمٍ لرحلتنا الصحفية وخير صديق أحببنا أن نودعه بلقاء صحفي تطرقَ لبعض جوانب حياته وأعماله:.
أنت صاحب شركة سياحية ناجحة وروسيا بلد مصدر للسياح كيف يمكن أن يكون لسورية حصة من السياحة الروسية ؟ طبعاً المقصود بالسؤال ليس الآن ولكن ما بعد خروجنا من الأزمة إن شاء الله. السائح الروسي ومنذ الانفتاح بروسيا كان هدفاً مهماً للعديد من البلدان ولكن في سوريا تأخرنا باعتباره كذلك للأسف. فمثلاً موضوع منح الفيزا بالمطار للسائح الروسي وليس بالسفارة جاء متأخراً عشر سنوات عن تركيا وتايلاند ومصر وكثيراً من البلدان الأخرى ناهيك عن عدم المشاركة في المعارض الروسية والترويج للمنتج السوري بحيث لم يكن السائح الروسي ضمن خطة وزارة السياحة باستثناء السنة الأخيرة قبل الأزمة (تمت المشاركة ولكن بطريقة غير احترافية أبدا) حيث لم تتم المشاركة بأي من المعارض المتخصصة ولا بالقيام بأي حملة ترويجية في روسيا للمنتج السياحي السوري فللمعارض و الترويج السياحي أهمية قصوى للتعريف بالمنتج السياحي وخاصةً الأجيال الصغيرة في روسيا التي لا تعلم أي شيء عن سوريا. المنتج السياحي السوري مرتفع الثمن لعدّة أمور منها اعتماد معبر جوّي واحد هو مطار دمشق الدولي. فمثلاً من سيأتي للسياحة البحرية الاستجمامية ستضاف كلفة نقل حوالي 600 كم من المطار إلى البحر على التكلفة. بينما في البلدان المجاورة أطول انتقال من المطار الى المكان المقصود لا يتجاوز الـ 50 كم وكما تعلمون النقل عامل أساسي في أي منتج سياحي، لذلك أرى أن تتعامل السورية للطيران مع كل المطارات السورية كمطارات مركزية أساسية للرحلات الدولية. النقص الحاد في الفنادق ذات الطابع الاستجمامي. فمثلاً على الساحل السوري آخر 20 عام لم يبن أكثر من ثلاث أو أربع فنادق وهي بالكاد تكفي المواطن السوري أثناء الموسم و من هنا صعوبة المنافسة مع دول الجوار. فمثلاً شرم الشيخ من عشرين عاماً لم تكن مدينة سياحية , أما الآن يوجد فيها أكثر من 150 فندق عامل. لذلك أتمنى بناء خطّة كاملة للترويج في السوق الروسي على مدى المتوسط والبعيد بحيث نستطيع الإقلاع بهذا المجال ولو متأخرين لما له من أهمية قصوى في الاقتصاد الوطني. وأنا من خلال عملي في السوقين السورية و الروسية جاهز لتقديم خبرتي ومشورتي لتنشيط وتفعيل هذا القطاع. ماذا تنصح الحكومة السورية لتنجح أكثر في بناء علاقات اقتصادية أكثر تميزاً؟ بما ان العلاقات السياسية السورية الروسية جيدة جدّاً وهي مفتاح لتطوير العلاقات الأخرى يجب علينا الاستفادة من ذلك وإسقاطه على جميع أنواع العلاقات الأخرى و أهمها الاقتصادية وللوصول لذلك يجب: خلق تشريع خاص تحفيزي للتجارة بين البلدين استيراداً وتصديراً واستثماراً. التواصل مع الصحافة الروسية الاقتصادية المتخصصة , واطلاعها على المناخ الاستثماري في سوريا و ميزاته و إنشاء شبكة من الأصدقاء وسط هذه الصحافة. إنشاء معرض دائم للمنتجات السورية في موسكو وهي فكرة قديمة لم تنفذ فللمعارض أهمية قصوى لتحفيز أي علاقة اقتصادية. إقامة ورشات عمل بين غرف التجارة و الصناعة في المحافظات السورية والمدن الروسية الأخرى لأن الاقتصاد الروسي ليس مقتصراً على موسكو وحدها حيث دائماً نركز على العلاقات مع موسكو فللمدن الروسية الأخرى أهميتها و خاصةً في مجال استيراد البضائع السورية. وأعطي مثال توضيحي لأهمية الاقتصاد الروسي الصاعد , أرباح “سبير بنك” (وهو احد البنوك الروسية العشرة الأهم) لعام 2012 بلغت أكثر من 10 مليار دولار بينما الاقتصاد الأوروبي يترنح تحت الخسائر باستثناء ألمانيا! كيف تصبح سورية مغرية أكثر استثمارياً للروس؟ باعتقادي هذا السؤال من أكثر الأسئلة أهمية لأن مشكلة الاستثمار ودعمه مشكله قديمة ومستعصية في سوريا وفي سن القوانين المناسبة ولمن نشرعها؟ - أثبتت التجارب بأن المستثمر الأجنبي في أي بلدي أتي ثانياً وليس أولاً، يأتي بعد المستثمر المحلي بمعنى بعد أن يؤمن المستثمر الوطني باقتصاده وقوانينه وقضائه يتبعه الأجنبي لأن الأجنبي ليس فاعل خير إنما يبحث عن فرص للربح. -نشرع القوانين ونخاطب من خلالها عادةً كبار رجال الأعمال العرب وهذا أيضاً خطأ ثان لأن رجل الأعمال الكبير الأبواب مفتوحة دائماً له وليس بحاجه للترويج بينما يجب الترويج لصغار المستثمرين وتحديداً السوريين المقيمين منهم والمغتربين فهناك مئات الأمثلة إن لم يكن آلاف منهم من جمع بضع مئات ألوف الدولارات وأراد أن يعمل شيء بالبلد ولكن صُرف المال بينما يحاولون أن يستطلعوا القوانين وأين وكيف يبدؤون عملهم فالأعمال الصغيرة والمتوسطة هي قاطرة الاقتصاد الوطني(مع المشاريع الحكومية الإستراتيجية العملاقة). مثال ما فائدة إنشاء فندق سبع نجوم على شط البحر إذا لم يتواجد حوله كل الخدمات المكملة. مطاعم محلات تأجير سيارات صرافة تأمين.... بل العكس هو الصحيح عندما تكون هذه الأعمال الخدمية هي الموجودة سوف يأتي المستثمرون الكبار ليقوموا بأعمالهم. بالنتيجة يجب أن نعمل على أن يكون القانون أكثر إغراء ووضوحاً وسهولة للسوريين أنفسهم ومن ثم بالترويج لروسيا وغيرها من خلال إقامة ورشات عمل وشرح أهمية الاستثمار للمستهدف في عقر داره وبلغته. أتفهّم أن ينجح “ابن دوبا”في بزنس بسورية..ولكن كيف نجحت في بلد صعب مثل روسيا و”ما عندك واسطة”؟ بدأت العمل بعفوية ومن دون قرار مسبق وبرأس مال بسيط (مصروف الجيب آنذاك) بالتوازي مع الانفتاح الاقتصادي العشوائي الذي حصل في ذلك الوقت وبالتدريج اكتسبت الخبرة العملية و النظرية وبدء السوق ينظّم نفسه ويخرج من الفوضى و العشوائية وبالتالي اضطررنا لتنظيم أنفسنا والعمل بطريقة أكثر حداثة و للاستمرارية تحتاج المثابرة و المصداقية في العمل ولذلك يجب أن تعمل بصدق وإخلاص وهذا سبب أي نجاح في أي عمل وهذا ما حاولنا ونحاول الحفاظ عليه. كيف يمكن أن يشكل السوريون لوبي اقتصادي يخدم العلاقات بالاتجاهين؟ اللوبي يحتاج إلى مجموع كيانات اقتصادية أو اجتماعية قوية وأفراد مؤثرين وباتحادهم يكون اللوبي وهذا ما نفتقده هنا في موسكو بمعنى عدد النافذين والأقوياء قليل ومبعثرين لأسباب لا أود التحدث بها الآن لذا مفهوم اللوبي الضاغط غير قابل للتحقيق الآن ولكن الفرد اللوبي موجود وشهادة للتاريخ أنه كثير من الشباب وكلٍ على طريقته وحسب إمكاناته يساهم بالمطلوب لا بل أحياناً أكثر من الإمكان وخاصة في ظل الأزمة الحالية ثقافة العمل الجماعي لا تأتي بقرار لأنها ثقافة وقناعة يجب أن تقتنع بها لتمارسها وتنجح بها. والآن يلوح بالأفق بين اوساط السوريين في موسكو إنشاء كيان على شكل لوبي ولكن لن أتحدث عنهُ لكي لا نحرق المراحل" وكل شيء في وقته حلو"
|
|