السبت 2007-05-19 19:45:28
سفراؤهم والماء الشامي

دمشق – رسام محمد

أكثر ما يعجبني ويثير المزيد من المشاعر في داخلي كسورية تلك الانطباعات التي تخرج عن الكثير من الدبلوماسيين العرب أو الأجانب الذين أمضوا فترات متوسطة أو طويلة الأمد في عملهم كمبعوثين أو مفوضين أو سفراء.. فالعبارة الأولى التي تعودنا على سماعها منهم وهم يلوحون لنا مودعين بعد انقضاء مهامهم.. لن ننسى طعم ماء دمشق وطيب هوائها فمن يشرب من ذاك الماء ليس من السهولة نسيانه..؟!

سورية التي استقبلت وودعت الألوف من هؤلاء.. لم يذكر التاريخ أن أحداً منهم خرج إلا وفي قلبه حسرة متمنياً العودة في أية لحظة أو فرصة سانحة ليشرب حفنة من الماء تروي العطش للعروبة وللأصالة وطيب المعيشة وهناء البال..

وما أكثر تلك الحالات التي أبى أصحاب البعثات أو الدبلوماسين إلا البقاء في دمشق ومواصلة العيش فيها والدافع هنا هو روح المشاركة في الحياة الاجتماعية التي لا يعرف قيمتها في أحياء دمشق بقديمها وجديدها إلا من يجربها أو يجرب غيرها بعدها ليكتشف بأن العودة إلى أحضان الواحة الشامية سيكون أحمداً دائماً وأبداً...

وما نحن بصدده من بصمات اجتماعية يمكن إسقاطه بسهولة على الحياة السياسية التي يعيشها السوريون وما زالوا يواكبون التجارب السياسية الراسخة والتي خرج منها أبناء الوطن بوجه أبيض... يستحق الوقفة للذكر وللذكرى.. وما يواصله المقيمون عندنا من أفكار وصور في الخارج أبلغ دليل على صحة وعافية الموقف السوري وأن ماءنا وهواءنا لا يمكن نسيانهم..

والآن يقبل الشعب السوري على استحقاقه بالاستفتاء الرئاسي على منصب رئيس الجمهورية ومعهم أولئك الضيوف الذين تحولت سورية إلى بلدهم الثاني يتقاسمون العيش مع أهلها مدركين بأن ما يصبوا إليه هذا المجتمع سيكون هو الحق بعينه..؟    

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024