السبت 2007-03-10 03:27:37 أخبار السوق
التصدير العشوائي وراء ارتفاع أسعار الحمضيات والخضار

ظاهرة جديدة شهدها موسم تسويق الحمضيات والخضر المحمية الحالي في ساحلنا لم نعتد عليها من قبل تمثلت في زيادة الانتاج من هذه المواد وارتفاع أسعارها في الوقت نفسه.

وتركت انعكاسات ايجابية متفاوتة عند المزارعين بعد سنوات طويلة من انخفاض أسعار هذه المواد لكنها انعكست سلباً على المستهلك المحلي وكان الرابح فيها تجار سوق الهال وباعة المفرق... وفي هذا التحقيق الصحفي سوف نسلط الضوء على أسباب هذه الظاهرة وفارق السعر بين المزارع والمستهلك ونقدم بعض المقترحات التي تساهم في حماية هذين الطرفين في العملية. ‏

زيادة الإنتاج والأسعار
 

تشير إحصائيات وزارة الزراعة الى أن انتاج القطر من الحمضيات لهذا الموسم يقدر بحوالي تسعمئة ألف طن مقابل حوالي ستمئة وخمسين ألف طن في الموسم الماضي أي بزيادة مقدارها مئتان وخمسون ألف طن في الموسم الحالي أما في الزراعات المحمية والمادتين الرئيستين فيها وهما البندورة والخيار فإن إحصائيات مديرية زراعة طرطوس تشير الى أن عدد البيوت الزراعية المزروعة بندورة لهذا الموسم بلغ /63120/ بيتاً مقابل /60588/ بيتاً في الموسم الماضي و/58891/ بيتاً في موسم عام /2005/ أما عدد البيوت المزروعة خياراً لهذا الموسم فهو /8669/ بيتاً مقابل /8184/ بيتاً في الموسم الماضي و/7441/ بيتاً في موسم /2005/.. أما كميات الانتاج المسوقة من البندورة حتى تاريخ 2/2/2007 فكانت /60448/ طناً يقابلها في الفترة نفسها من العام الماضي /63034/ طناً يقابلها أيضاً /29522/ طناً في موسم 2005.. أما في مادة الخيار فكميات الانتاج بشكل عام قليلة وكانت خلال الأعوام الثلاثة المذكورة كالتالي:/4278/طناً و/4925/ طناً و/7218/ طناً.. وهنا لابد من الاشارة الى أن أرقام التسويق المذكورة هي تقديرية أكثر مما هي حقيقية.. ‏

أما في حركة الأسعار فنلاحظ ارتفاعاً في معظم أصناف الحمضيات لهذا الموسم قياساً بالموسم الماضي وارتفاعاً تاماً في أسعار كل من البندورة والخيار. ‏

حيث كانت أسعار تسويق الحمضيات بالجملة من قبل المزارعين في سوق الهال بطرطوس خلال شهر شباط الماضي كالتالي: الليمون الحامض /8 ـ 16/ ل.س برتقال أبو صرّه/15 ـ 26/ ل.س للكغ الواحد برتقال يافاوي «شموطي /13 ـ 17/ ل.س كلمنتينا /17 ـ 25/ ل.س ـ كريفون أبيض /4 ـ 6/ ل.س للكغ ـ بندورة /18 ـ 25/ ل.س ـ خيار /30 ـ 35/ل.س... أما أسعار البندورة التصديرية فتراوحت بين /30 ـ 40/ل.س للكغ الواحد والخيار من /40 ـ 50/ ل.س للكغ الواحد أيضاً..
 

أما بالنسبة لأسعار المبيع للمستهلك في مدينة طرطوس فكانت بزيادة تتراوح بين /5 ـ 10/ ل.س للكغ الواحد من هذه المواد وبمقارنة أسعار المبيع بالجملة هذه من قبل المزارعين الفترة نفسها من الموسم الماضي فنلاحظ زيادة في الأسعار لهذا الموسم بلغت بالمتوسط خمس ليرات سورية في الكغ الواحد من الليمون الحامض و/8/ ل.س في النوع أبو صره و/7/ ل.س في الكلمنتينا و/8/ ل.س أيضاً في اليافاوي بينما بقيت أسعار الكريفون الأبيض ثابتة.. أما في البندورة والخيار فقد كانت أسعار شهر شباط من عام 2006 أي الموسم الماضي متدنية جداً حيث بلغت في المتوسط للبندورة تسع ليرات سورية للكغ الواحد و/13/ ل.س للكغ من الخيار مقابل /22/ ل.س بالمتوسط للكغ الواحد من البندورة خلال الفترة نفسها من العام الحالي أي شهر شباط /2007 و/33/ ل.س للكغ الواحد من الخيار ؛وهكذا كانت الزيادة في أسعار العام الحالي /13/ ل.س في الكغ من البندورة و/20/ ل.س في الخيار.
 

ولابد من الاشارة هنا الى أن أسعار البندورة والخيار في الموسم الماضي /2006/ كانت متذبذبة صعوداً وهبوطاً حيث وصل سعر الكغ الواحد من البندورة التصديرية الى أكثر من خمسين ليرة سورية وكذلك الخيار وتجاوز الثلاثين ليرة في بعض الأحيان أيضاً للنوع المسوق محلياً ويقول المزارع عيسى يعقوب وهو من الخراب في منطقة بانياس إنه سوق خلال الموسم الماضي حوالي ستين طناً من البندورة وكان معدل سعر الكغ الواحد بالمتوسط الذي وصل الى يديه أي الذي قبضه هو /11.20/ ل.س بينما تكلفة انتاج الكغ الواحد من هذه المادة حسب دراسة لجنة الزراعة هي /11.72/ ل.س للكغ الواحد. ‏

التصدير سبب ارتفاع الأسعار ‏

حسب إحصائيات وزارة الزراعة ومديرية زراعة طرطوس هنالك زيادة في انتاج الحمضيات لهذا الموسم.. أما في البندورة والخيار فإن أرقام الانتاج خلال هذه الفترة متقاربة مع الفترة نفسها من الموسم الماضي وفي الوقت نفسه هنالك زيادة في أسعار مبيع هذه المواد بالجملة من قبل المزارعين في هذا الموسم قياساً بالموسم الماضي، ويؤكد تجار سوق الهال في طرطوس وأصحاب مشاغل تصدير البندورة أن هنالك تصديراً لكل هذه المواد والكميات الكبيرة تذهب الى العراق وإن سوق العراق كان السبب في ارتفاع أسعار الحمضيات والبندورة والخيار.. وهنالك نوعان من التصدير هما التصدير المشروع والتصدير غير المشروع حيث المشروع هو تصدير المواد المسموح بتصديرها أما غير المشروع فهو المواد التي تهرب داخل البرادات ضمن المواد المسموح تصديرها حيث تقف البرادات في سوق الهال وتحمل البطاطا والخس والبندورة والخيار والحمضيات وحتى البصل الأخضر وأكبر دليل على ذلك انخفاض أسعار البندورة خلال اغلاق الحدود العراقية من قبل السلطات العراقية خلال شهر شباط الماضي حيث بمجرد الاعلان عن اغلاق هذه الحدود هبطت أسعار البندورة بمقدار من /5 ـ 8/ ل.س في الكغ الواحد مبيع الجملة ثم عادت بعد فتح الحدود وارتفعت الى المستوى الذي كانت عليه قبل إغلاق الحدود واستقرت بين /18 ـ 22/ ل.س للكغ الواحد مبيع الجملة مع الإشارة الى أن تدفق البندورة الأردنية الى القطر بقي مستمراً خلال هذه الفترة دون توقف و بالكميات اليومية نفسها.. أما أسعار الحمضيات خلال فترة إغلاق الحدود فقد هبطت بنسبة أقل من أسعار البندورة بسبب أن الطقس ساعد المزارعين على التحكم بقطف الثمار وتسويق المحصول وأيضاً عادت أسعار هذه المادة وارتفعت بعد فتح الحدود مع العراق وهنا لابد من الإشارة الى بعض التبريرات التي قدمها بعض العاملين في مديرية زراعة طرطوس و بعض المزارعين أيضاً حول ارتفاع أسعار الخضر المحمية حيث يقول المهندس الزراعي أحمد دلول رئيس قسم الثروة النباتية في مديرية زراعة طرطوس: إن أسعار الموسم الماضي لهذه الخضر المحمية كانت مشجعة قياساً بالمواسم السابقة له وهذا مادفع عدداً كبيراً من المزارعين في الموسم الحالي الى اللجوء للزراعات المبكرة «الموسم المبكر» الذي يبدأ انتاجه مع بداية الشهر العاشر وينتهي مع نهاية كانون الأول وقد تزامنت فترة الانتاج لهذا الموسم المبكر مع استمرار انتاج البندورة الحقلية وساعد الطقس وتأخر هطل الأمطار على استمرار انتاج البندورة الحقلية حتى وقت متأخر من العام الماضي وهذا أثر على أسعار البندورة المحمية وكذلك على أسعار الخيار سلباً حيث انخفض سعر الكغ الواحد من البندورة بالجملة الى خمس ليرات سورية وهذا بدوره جعل قسماً كبيراً من المزارعين يتأخرون في زراعة الموسم الطويل الحالي ماجعل الانتاج في الوقت الحالي قليلاً.. وقد أيد هذا الكلام المهندس الزراعي عطا شماس وهو مزارع أيضاً وأضاف يقول: إن /80%/ من البندورة المحمية تزرع وفق طريقة الموسم الطويل أي في شهر تشرين الثاني وخلال فترة شباط وآذار يكون الانتاج قليلاً بسبب انخفاض درجات الحرارة وعدم استعمال التدفئة من قبل الكثير من المزارعين لأنها مكلفة جداً ومع بداية شهر نيسان يبدأ الانتاج الغزير لهذا الموسم.. وقال المزارع نزار بشارة وهو صاحب محل في سوق الهال بطرطوس ومزارع في الوقت نفسه إنه مع بداية نيسان القادم سوف يزداد انتاج البندورة وفي كل عام تنخفض أسعار هذه المادة في النصف الأخير من الشهر المذكور بسبب زيادة الانتاج المحلي وإغراق الأسواق بالبندورة المستوردة.. ومرة ثانية قال المزارع عيسى يعقوب: إن المزارعين يريدون سعراً للكغ الواحد من البندورة لايقل عن /15/ ل.س حيث تكاليف الانتاج عالية بينما قال آخرون: إن سعر الكغ الواحد من هذه المادة الذي يتسلمه المزارع يجب ألا يقل إطلاقاً عن /12/ ل.س وأي سعر أقل من هذا فيه خسارة للمزارعين. ‏

نتيجة ‏

يبدو كلام المهندسين الزراعيين والمزارعين مقبولاً من حيث المبدأ حيث إن كميات الانتاج من الخضر المحمية في هذه الفترة قليلة لكن أرقام التسويق الصادرة عن مديرية زراعة طرطوس تؤكد أن كميات الانتاج لهذا الموسم متقاربة جداً مع أرقام الانتاج للموسم الماضي ،وفي الوقت نفسه فإن كميات الانتاج من الحمضيات لهذا الموسم هي أكبر من كميات الانتاج في الموسم الماضي وهذه أيضاً إحصائيات وزارة الزراعة.. وفي الموسم الحالي هنالك ارتفاع بالأسعار عن المواسم الماضية وهذه المعطيات تؤكد حقيقة وجود التصدير بنوعيه المشروع وغير المشروع وأن هذا التصدير كان وراء ارتفاع أسعار المنتج المحلي من هذه المواد لهذا الموسم. وحيث إنه حتى هذه اللحظة تنقصنا الأرقام الإحصائية الدقيقة سواء أرقام الانتاج أو أرقام الاستهلاك المحلي فالمطلوب من الجهات المعنية وعلى رأسها وزارتا الزراعة والاقتصاد والتجارة إجراء إحصائيات دقيقة لكميات الانتاج وحاجة القطر من هذه الكميات المنتجة محلياً. ‏

وأيضاً بهدف خلق توازن في السوق المحلية يقوم على معادلة إنصاف المزارعين والمستهلكين على حد سواء بحيث يترك هامش ربح مقبول للمزارعين ويستطيع المستهلك شراء هذا المنتج المحلي.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024