قضايا وموضوعات عديدة تتعلق بالسياحة.. والاستثمار السياحي والدور الذي تقوم منظمة السياحة العالمية في هذا المجال وغيره من مجالات التعاون الدولي في قطاع بات أحد القطاعات الاقتصادية الكبيرة في حياة الناس والدول..

ومن أبرز القطاعات التي يمكن أن تساهم في تحقيق الأهداف الانمائية التي اتفقت عليها كل حكومات العالم وصولا لعالم أفضل في القرن الحادي والعشرين.. كانت محور اللقاء الصحفي الذي أجريته كموفد من صحيفة الثورة.. مع الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية السيد فرانسيسكو فرانجالي ومساعده الدكتور طالب الرفاعي في مقر المنظمة وسط العاصمة الاسبانية مدريد ..فماذا كانت الحصيلة?‏‏

سورية دولة مؤسسة‏‏

في بداية اللقاء تحدث إلينا الامين العام ومساعده عن المنظمة وهيكليتها فقالا:‏‏

أصبحت منظمتنا منذ سنتين إحدى منظمات الامم المتحدة الاساسية وشكل هذا الحدث أهم نقطة تحول في تاريخ هذه المنظمة التي تاسست منذ ستين عاما وتحديدا في 13/12/..1946 حيث باتت جزءا من منظومة الامم المتحدة كبقية المنظمات العالمية التابعة لهيئة الامم.. بعد ان كانت منظمة عالمية تتبناها حكومات الدول.. وهي المنظمة العالمية الوحيدة التي تتخذ من مدريد مقرا لها.‏‏

والعضوية فيها للحكومات.. حيث تتألف جمعيتها العموميةمن وزراء السياحة في 150 دولة.. وسورية من المؤسسين فيها.. وكل الدول العربية ممثلة فيها.. وإضافة للحكومات مسموح للقطاعات الخاصة أن تكون عضوا مشاركا في المنظمة.. ويدير اعمالها مجلس ادارة تنتخبه الجمعية العمومية كل سنتين ويضم ممثلين عن 28 دولة يراعى فيها التوزع الجغرافي.. والمجلس يجتمع مرتين في العام لوضع الخطط واقرار الشؤون الاساسية.. والامور المالية.. وهو الذي يرشح الامين العام ونائب الامين العام.... ومن ثم يتم اجراء انتخابهما من بين المرشحين من قبل الجمعية العمومية.. وحاليا رئيس مجلس الادارة هو وزير السياحة التونسي وتنتهي مدة المجلس الحالي في نهاية 2007 أما الامين العام فهو فرنسي ونائبه من الأردن وقد فازا في انتخابات ديمقراطية حامية.‏‏

وقد انجزت المنظمة عددا من المبادرات الناجحة منها اعتماد المدونة العالمية لآداب السياحة.. واعلان عام 2002 سنة دولية للسياحة البيئية.. وبرنامج عمل السياحة المستدامة- القضاء على الفقر.‏‏

842 مليون سائح عام 2006‏‏

* وهل أدى عمل المنظمة الى تطور في أرقام عدد السياح بين دول العالم..?‏‏

** من أهم أهداف المنظمة هو القيام بكل ما من شأنه نمو السياحة والمقبوضات السياحية.. وتحقيق صناعة سياحية.. وزيادة عدد السياح والزوار الذين ينتقلون من حدود إلى حدود وفي هذا المجال نشير إلى ان عدد السياح في العالم ارتفع خلال السنوات العشر الماضية من541 مليون سائح عام 1995 إلى 806 ملايين سائح خلال عام 2005 .. ووصل الرقم العام الماضي إلى 842 مليون سائح أي بزيادة 4.5% عن عام 2005 ومن خلال مرصدنا السياحي نتوقع أن يصل العدد في عام 2020 إلى 2 مليار زائر( سائح) .. والسائح وفق تعريف المنظمة هو الشخص الذي يدخل دولة غير دولته ويقضي فيها اكثر من 24 ساعة مع الاشارة الى اختلاف معدل اقامة السائح عند بعض الدول.. وذلك حسب بعدها وقربها.‏‏

* وهل تشجعون على الاستثمار السياحي.. وكيف?‏‏

** نعم نشجع من خلال نمو الارقام.. وزيادة المداخيل.. ونمو عدد السياح في هذا البلد أو ذاك, انما يعتمد ذلك على عدة امور ابرزها: الاستثمارات السياحية- التدريب والتأهيل- الترويج والقدرة على التعريف بالذات ادارة جيدة ومتقدمة.. ومن جهتنا كمظمة نقدم الدعم الفني.. ونساعد على تمويل المشاريع المقرر اقامتها..من خلال تقديم المشروع الى مصرف دولي وتبنيه حيث يقدم المصرف تسهيلات كبيرة لتشييد المشروع بعد أن ندخل كشركاء مع هذه الدولة..‏‏

* ماذا قدمت المنظمة لسورية- على سبيل المثال- في هذا المجال?‏‏

** قدمنا دعما فنيا من جهة تطوير التشريعات.. واعادة تصنيف وتأهيل الفنادق.. ومن المقرر تقديم المزيد قريبا.. اضافة الى المساعدة في الترويج السياحي من خلال التكامل الاقليمي.. وبعد اجتماعنا مع وزير السياحة الدكتور سعد الله آغا القلعة على هامش معرض السياحة الدولي في مدريد مؤخرا سنقدم المزيد من المساعدات الفنية من خلال خبراء تابعين للمنظمة..‏‏

التعاون العالمي كبير‏‏

* هل يوجد تعاون جيد من قبل حكومات الدول الأعضاء مع المنظمة ?‏‏

** الدول لها مصلحة في ذلك.. لذلك هناك تعاون ودعم كاملان.. والسياحة أصبحت الآن رقم واحد من حيث النمو في العالم.. فرغم الكوارث والحروب والنزاعات بقيت في نمو مستمر.. وحتى المنطقة العربية ورغم ما حصل فيها العام الماضي فقد شهدت نسبة نمو بلغت 4% وهي تساوي تقريبا نسبة النمو العالمي.‏‏

* من خلال عملكم ومتابعاتكم.. ما المنتج السياحي الذي يهم السائح اكثر من غيره?‏‏

** اولا التراث الثقافي .. الآثار .. التاريخ.. ومنطقتكم العربية غنية به.. و80% من زوار سورية ( من غير العرب) انما يقصدونها من أجل تراثها الفني.. وثانيا الشواطئ والشمس صيفا.. والثلوج شتاء بهدف الاستمتاع والراحة والاسترخاء.‏‏

مكان للصفقات وتبادل الافكار‏‏

* كيف تساهم معارض السياحة الدولية في تنشيط السياحة والاستثمارات السياحية?‏‏

** المعارض تشكل تظاهرة عالمية.. والمجال مفتوح فيها لكل دولة أن تظهر ما لديها كل عام من فنادق جديدة افتتحت.. ومنشآت ومشاريع شيدت.. والأهم من ذلك هي مكان لإبرام الاعمال والصفقات بين الشركات السياحية والوكلاء والمكاتب.. وايضا مكان لتبادل الافكار والآراء والمقترحات التي من شأنها تطوير السياحة في هذا البلد أو ذاك.‏‏

سورية عنصر مهم‏‏

* اخيرا..برأيكم أين سورية على خريطة السياحة العالمية?‏‏

** لقد حققت سورية خلال السنوات السبع الاخيرة قفزة هائلة وهذا يعود للادارة السياسية.. والقرار الوطني فيها.. فالانجاز الحقيقي يحصل عندما تبدأ الدول بوضع السياحة على أجندتها الوطنية وهذا ما حصل في سورية.. فسابقا كان القطاع السياحي قطاعا عاديا لا يعتمد كثيرا عليه في الدول العربية ومنها سورية.. لكن هذه الدول ادركت ان السياحة يمكن أن تشكل رافدا اساسيا للتنمية من خلال زيادة فرص العمل وجلب موارد وتحقيق فوائد يعرفها الجميع.. وهناك دول عربية سبقت سورية في الاعتماد على القطاع السياحي مثل تونس- المغرب- مصر.. لكن سورية دخلت فيما بعد.. وفعلا بدأنا نشعر ونلمس ان سورية باتت لاعبا اساسيا في السياحة.. ومرجع ذلك للقرار السياسي المتخذ فيها ولقناعتها بأن السياحة كنز لاينضب.. وهنا أضاف الامين العام: اذا احسنت ادارة قطاع السياحة فهو نفط لا ينضب .. والسياحة صناعة نظيفة- ونستطيع من خلالها زيادة وعي الناس بالبيئة وحمايتها- وزيادة فرص العمل.. وهي رافد أساسي من روافد الاقتصاد.. ويمكن أن تكون احدى الاعمدة الاساسية في ترشيح السلم العالمي والتفاهم والتواصل بين الشعوب.. لذلك يجب أن نعول عليها الكثير في كل دول العالم.. وهذا ما يتم في سورية التي لن نتأخر في تقديم الدعم الفني لها كلما طلبت ذلك.‏‏