سيريانديز – خاص - عمار الياسين

بدأت التحضيرات لعيد الفطر السعيد في جميع المحال ومنها محال الألبسة والحلويات في ظروف استثنائية (اقتصادية) يعيشها المواطن السوري هذه الأيام، وتشهد أسواق دمشق وغيرها بالمحافظات وحتى الشعبية منها غلاء غير مسبوق بأسعار الملبوسات والحلويات بأنواعها المختلفة، بحيث لم يعد بمقدور أصحاب الدخل المحدود وحتى ميسور الحال من مواكبة تلك الأسعار خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة الأخرى.

وعلى الرغم من أن الكثير من المواطنين قد فقدوا مشاعر الفرح والبهجة إلا أن شراء الألبسة وخاصة للأطفال بالأعياد أمراً لا يمكن التخلي عنه وربما يتم الاستغناء عن الحلويات للبعض، ولكن واقع الأسعار يجعل رب كل أسرة يعيد حساباته ألف مرة أمام واجهات تلك المحال.

وقبيل أي مناسبة وكالعادة ترتفع الأسعار (استغلالاً لطلب المواطنين) وفي جولة لسيريانديز على الاسواق الرئيسية رصدت أسعار المعلنة وغير المعلنة وسجلت الأسعار قبل العيد بأيام أرقام لا تناسب والقدرة الشرائية للمواطن، حيث سجل سعر طقم ولادي لعمر السنتين مابين 3500 إلى 5000 ليرة، وللأكبر سناً سجل سعر الطقم مابين 6000 إلى 10000 ليرة، وسعر الحذاء الولادي مابين 2500 إلى 3500، أما أسعار الألبسة الرجالية فسجل سعربنطال الجنز مابين 3500 إلى 6000 ليرة، والقميص ما بين 3000 إلى 5000 ليرة، والكنزة نحو 2500 ليرة، والأحذية لها أسعار متنوعة حسب الطلب تبدأ من 3500 إلى 15000 ليرة.

ومن جانبهم تحدث عدد من اصحاب المحال لسيريانديز وقالوا: أن التكاليف عالية وأجور الشحن ترفع سعر القطعة بشكل كبير إضافة إلى سعر اليد العاملة والسبب المباشر والأهم حسب رأيهم ارتفاع الدولار، والبعض ذهب إلى انخفاض القدرة الإنتاجية بسبب الازمة ودمار العديد من المصانع أسباب قد يراها البعض مقنعة ولكن المستهلك لا يرها سبب كافي لرفع الأسعار إلى هذا المستوى.

ومع اقتراب الأعياد بينت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن أسعار ألبسة الأطفال غير منطقية وغير مقبولة، مؤكدةً على تشديد الرقابة على معامل وباعة ألبسة الأطفال الجملة والمفرق والتدقيق لجهة التزامهم بالأسعار المعلنة والتزامهم بنسب الأرباح المحددة.

معاون مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق محمود الخطيب بين لــسيريانديز أن دوريات بدأت بحملة مكثفة وأنها ستستمر حتى فترة الأعياد وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين وإن عناصر الرقابة في حال حدوث أي شك بسعر قطعة ملابس يتم على الفور الطلب من المنتج بيانات التكلفة لعرضها على لجنة خاصة تضم مندوبين عن وزارة التجارة الداخلية ووزارة الصناعة وغرفة التجارة لدراسة هذه القطعة وفي حال كانت مخالفة يتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.

ونظراً للأرتفاع الكبير للأسعار في الاسواق سيلجئ الكثير من المواطنين إلى أسواق البالة عله يجد ضالته ويستطيع أن يشتري لأطفاله ملابس ترسم فرحة العيد على وجوههم، وبالرغم من ارتفاع أسعار البالة عما كانت عليه سابقاً، تبقى أرحم من الأسعار الكاوية المحددة للألبسة المحلية الجديدة، حسب ما أكده العديد من المواطنين لسيريانديز أن الظروف الاقتصادية أجبرتهم على شراء الألبسة من البالة، وهو ماكان مرفوض من قبلهم سابقاً وقبل أن تحلق أسعار الألبسة الجاهزة بنسبة تجاوزت 400 %، وأشاروا إلى أن الكثير من المعارف والأصدقاء يقومون بشراء الملابس من البالة فالسعي الأن إلى تأمين الألبسة بالسعر الأنسب، اليوم ومع انتشار هذه الأسواق في الأحياء الراقية وتدني القدرة الشرائية لدى معظم السوريين أصبح الإقبال على هذه البضاعة أكثر علنية ويسراً من قبل الفقراء وميسوري الحال على حد سواء.

وفي أسواق ومحال الحلويات والتي لم تكن بأحسن حال والتي يمكن للتجار بها أو صانعي الحلويات فيها بالمراوغة واللعب بها من حيث أنواع السمون المستخدمة أو الفستق وغيرها من المواد الداخلة في صناعتها، وسجلت أسعارها للبلورية ما بين 2500 إلى 3500 ليرة وكول وشكور بنحو 4000 ليرة، وأنواع اخرى من الهريسة ما بين 1500 إلى 2500 ليرة، ومبرومة نحو 4000 ليرة، والعجوة مابين 1000 إلى 2000، بينما سجلت نشرة أسعار الحلويات الصادرة عن مديرية التجارة الداخلية بدمشق للمبرومة بالسمن الحيواني بـ3500 ليرة والآسية بـ3000 ليرة والبللورية بـ2650 ليرة والبرازق بـ1300 ليرة والعجوة بـ1250 ليرة والهريسة المنقشة باللوز والكاجو 1000 ليرة وكل هذه الحلويات بالسمن الحيواني في حين تنخفض أسعار الحلويات المصنعة بالسمن النباتي بحدود500 إلى 1000 ليرة لذات الانواع، هذا وتشهد أسواق الحلويات كما قال الباعة قلة بالحركة وانخفاض بالحركة الشرائية بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطن، والذين بين بعضهم أن الحلويات نسوها منذ مدة طويلة لكونها من صنف الكماليات وربما الى درجة، وخرجت من عاداتنا في الاعياد وهو حال الكثيرين.

ومن جانبها أوضحت وزارة التجارة الداخلية إن تسعير الحلويات يعتمد بالأساس على نوعية السمن المستخدم إضافة إلى نوعية وكمية الحشوة الداخلية وهذا ما تم اعتماده وأن هذه الأسعار تعتبر حداً أقصى للمنتجين الذين لم يتقدموا ببيانات تكاليفهم إلى المديرية، كاشفة عن أن أكثر أساليب الغش والتلاعب التي يتم ضبطها في هذه الصناعة تتلخص ببيع الحلويات المصنعة بالسمن النباتي على أنها مصنعة بالسمن الحيواني وجني أرباح كبيرة بسبب الفارق الكبير في السعر بين النوعين أو الاستعاضة عن الفستق الحلبي المستخدم في الحشوة الداخلية بفستق العبيد بعد خلطه بالبازلاء