حمص- سيريانديز

تشهد القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية في محافظة حمص حركة نشطة مع عودة الأمن والهدوء لغالبية مناطق المحافظة والتزام الكوادر البشرية بالعمل في المدن والأرياف ويشير القائمون على هذه القطاعات الى ارتفاع قيم الانتاج واملهم في ان تسهم بتعويض الخسائر التي سببتها الأزمة والاعتداءات الإرهابية والنهوض بالواقع المعيشي.

ويرى مدير زراعة حمص المهندس نزيه الرفاعي أن “عودة النشاط الزراعي الى بعض المناطق خاصة في منطقتي القصير وتلكلخ بعد عودة الهدوء والامان لها تبشر بموسم زراعي وفير خاصة بالنسبة لمحصول القمح”.

ويبين مدير الزراعة أن “التوقعات الاولية لحجم الانتاج بالنسبة للموسم الزراعي الحالي تؤشر الى زيادة كبيرة مقارنة مع الموسم الماضي” وهذا ناتج عن عدة عوامل اهمها عودة الفلاحين لزراعة اراضيهم بعد استقرار الاوضاع فيها والامطار الوفيرة التي شهدتها مختلف مناطق المحافظة مشيرا إلى انه تمت زراعة اكثر من 28 الف هكتار بالقمح وحوالي 35 الف هكتار بالشعير.

ويشارك مدير الزراعة رأيه رئيس اتحاد فلاحي حمص وفا المصري الذي يشير إلى تحسن الواقع الزراعي في مناطق وقرى المركزين الغربي والشرقي وتلكلخ والقصير وأهمها زيدل وسكرة و ابو دالي و مسكنة وجديدة شرقية ومظهرية والناعم والحمام والغسانية وربلة وذلك بعد استقرار الاوضاع الامنية فيها وعودة الفلاحين لتنفيذ الخطط الزراعية وخاصة القمح والشعير والخضراوات “ما يعد بإنتاج وافر من مختلف المنتجات الزراعية والحيوانية” على حد قوله.

وينتظر أحمد العلي مزارع من قرية الغسانية بريف القصير إنتاجا وفيرا من مختلف المحاصيل الزراعية جراء عودة الفلاحين لزراعة اراضيهم بنسبة 100 بالمئة بعد انقطاع دام نحو عام عن الزراعة نتيجة تواجد الإرهابيين في اراضيهم خلال تلك الفترة مبينا أن “عودة الاستقرار والامان الى مدينة القصير وقراها ساهم في تحسين الاداء الزراعي وتشجيع المزارعين على زراعة اراضيهم”.

وفي وقت يشير فيه رئيس الجمعية الفلاحية في بلدة ربلة الحدودية عازار سمعان إلى عدم تمكن جميع المزارعين في البلدة خلال موسم 2012 / 2013 من جني محاصيلهم من مختلف المنتجات خاصة /التفاح والمشمش / اللذين يشكلان نسبة 60 بالمئة من المساحات المزروعة في قرية ربلة يبين أن الموسم الحالي” يبشر بإنتاج نوعي ووفير من مختلف المحاصيل والمنتجات الزراعية بعد استقرار الوضع وعودة الفلاحين لممارسة انشطتهم الزراعية”.

رياض عودة وباسل حنا من بلدتي الريان وفيروزة بريف حمص الشرقي يشيران أيضا الى انتعاش الزراعة بشكل كبير وعودة الفلاحين الى زراعة اراضيهم بمختلف المحاصيل وخاصة بعد توفر اسواق التصريف لمنتجاتهم الزراعية.

وبلدة صدد التي تعرضت لإرهاب تنظيمات مسلحة اجتاحتها في تشرين الاول عام 2013 أدت لنزوح أكثر من 80 بالمئة من سكانها ليتمكن الجيش بعد أسبوع فقط بقوته وبسالته من اعادة الامن والامان اليها تشهد اليوم نشاطا ملحوظا حسب رئيس بلديتها المهندس /سليمان الخليل/ الذي يوضح أنه بعد أسبوع من تحرير القرية على يد أبطال الجيش العربي السوري عاد أكثر من نصف سكانها وبعد أقل من شهرين تمكنوا من مواصلة نشاطهم المتمثل بتربية الدواجن والماشية وبيع منتجاتها.

ويبين /الخليل/ انجاز إعادة تأهيل البنية التحتية والمدارس في صدد وإطلاق العمل في مشفاها الوطني معتبرا أن عودة اهالي البلدة رسالة إلى كل من يحاول النيل من عزة وكرامة السوريين “وأنهم ابناء حضارة تمتد لآلاف السنوات وهم عصيون على الموءامرات وملتفون حول جيشهم وسيحققون النصر مهما بلغت التضحيات”.

بدوره يوءكد مدير المدينة الصناعية في حسياء الدكتور بسام منصور تنامي حركة الاستثمار في حسياء خلال سنوات الازمة رغم التحديات والمعوقات مشيرا إلى التسهيلات المقدمة للمدينة عبر اصدار مراسيم وقوانين تتيح لمعظم المستثمرين تسديد التزاماتهم المالية.

ويوضح أنه خلال الربع الاول من العام الحالي تم تخصيص 44 مستثمرا بحجم استثمار وصلت قيمته الى نحو مليار و 655 مليون ليرة سورية في وقت وصل فيه اجمالي عدد المنشآت المنتجة في حسياء منذ انطلاقة العمل الاستثماري فيها عام 2004 و حتى تاريخه 195 منشأة برأسمال يقدر بأكثر من 53 مليار ليرة سورية.

وأضاف ان عدد عمال المدينة يبلغ نحو 6370 في حين يصل عدد المنشآت قيد الانشاء 603 برأسمال قيمته اكثر من 107 مليارات ليرة سورية وتوفر فرص عمل لأكثر من 16 الفا من اليد العاملة.

ومن معامل الشرق الاوسط لانتاج الزيوت في حسياء يوءكد مديرها زياد زعرور مواصلة العمل والانتاج خلال سنوات الازمة رغم كل ما يشاع وما تتعرض له البلاد من تحديات تطال مختلف جوانب الحياة مشيرا إلى وجود نحو 170 عاملا بالمنشأة.

ومدير فرع الاستهلاكية بحمص /حسين الحسين / يشير إلى توفر جميع المواد في الصالات والاقبال الملحوظ عليها من قبل المستهلكين معتبرا “أنه مهما بلغت وحشية الحرب الإرهابية والاقتصادية والاعلامية الكبيرة التي تشهدها سورية لن تضعف صمود الشعب وإرادة الحياة لديه”.

وفي جولة على أسواق بعض أحياء حمص القديمة يبين /محمد/ صاحب محل تجاري لبيع الادوات المنزلية في حي الخضر و/أبو معلا/ صاحب متجر كبير للخضراوات في حي الشماس و/أم خالد/ صاحبة محل لبيع الأزياء النسائية في شارع الغوطة// وجود حركة بيع وشراء جيدة في الأسواق مقارنة بالظروف التي مرت على المحافظة// معربين عن ثقتهم بانتهاء الازمة قريبا بفضل بطولات الجيش العربي السوري في تصديه للإرهاب وقدرة السوريين على الصمود ومواصلة حياتهم رغم مرارة الجراح.

وكانت مدينة حمص القديمة أعلنت في التاسع من أيار عام /2014/ امنة وخالية تماما من التنظيمات الارهابية بفضل تضحيات وبطولات بواسل الجيش العربي السوري لتباشر بعدها الجهات المعنية أعمال ازالة الانقاض واعادة تأهيل البنية التحتية حيث تتجاوز اليوم نسبة عودة المهجرين للمدينة القديمة /20/ بالمئة وانجاز الخدمات في مجال الكهرباء والمياه /60/ بالمئة حسب محافظ حمص طلال البرازي