في خطوة مهمة للاستفادة من المخلفات الزراعية واستثمارها بطريقة اقتصادية توفر ملايين الليرات أجرى الدكتور محمود أحمد حميد الاستاذ في قسم الموارد الطبيعية المتجددة والبيئة في كلية الزراعة جامعة دمشق سلسلة من الابحاث تمكن خلالها من تصنيع الألواح الخشبية من المخلفات الزراعية كمنتجات صديقة للبيئة تحافظ على الموارد الطبيعية واستثمارها بالشكل الامثل وبما يسهم في التنمية الاقتصادية.

ونال حميد العديد من الجوائز المحلية والدولية على هذه الابحاث التي تندرج في اطار البرنامج الوطني للتخفيف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ما يحقق الأهداف الوطنية لاتفاقية تغير المناخ والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال تصنيع هذه من المخلفات الزراعية الألواح بدلاً من حرقها وكذلك إستخدام مادة لاصقة طبيعية تقوم بدور مادة قابضة للفورم ألدهيد كالتانين ما يحد من غاز الكربون المنبعث من حرق هذه المخلفات سنويا.

وأوضح حميد لنشرة سانا الاقتصادية انه نال جائزة المسابقة الوطنية للبيئة كافضل مخترع تطبيقي يحد من الاحتباس الحراري بالتعاون مع مرفق البيئة العالمي برنامج المنح الصغيرة جي أي بي لعام 2012 على بحث حول "امكانية صناعة الخشب الليفي المتوسط الكثافة ام دي اف من عيدان القطن ودراسة خصائصه الفيزيائية والميكانيكية" وجائزة الباسل للبحث العلمي من وزارة التعليم العالي عام 2006 عن البحث ذاته باعتبار ان محصول القطن من أهم المحاصيل في سورية وتبلغ المساحة المزروعة به حوالى 245 ألف هكتار وفقا لاحصاءات المكتب المركزي للاحصاء.

من جهة ثانية أوضح حميد انه توصل في عام 2005 إلى بحث بخصوص إمكانية صناعة ألواح الخشب المضغوط من مخلفات عصر الزيتون ودراسة خصائصه الفيزيائية والميكانيكية وتم نشره في مجلة جامعة دمشق للعلوم الزراعية حيث شهدت السنوات الأخيرة زيادة مطردة في انتاج الزيتون منها 80-85 بالمئة لصناعة عصر الزيتون التي تنتج عنها مخلفات هي ماء الجفت و العرجوم البيرين الأم والبيرين المسحوب والدقة وجميعها تعتبر ملوثات للتربة والمياه الجوفية وباعادة تصنيعها والاستفادة منها على شكل الواح خشبية مضغوطة تتكون من 90 بالمئة من مخلف البيرين المسحوب و10 بالمئة من نشارة الخشب نحصل على منتج صديق للبيئة.

وأضاف ان الجدوى الاقتصادية من هذا المنتج تشير الى تصنيع تسعة ملايين لوح من الخشب الـمضغوط تكلفتها الاجمالية تقارب 5ر4 مليارات ليرة وفي حال بيع اللوح الواحد منها بـ 1000 ليرة فان سعر الكمية الاجمالية يبلغ قرابة تسعة مليارات ليرة بربح سنوي يعادل 5ر4 مليارات ليرة.

كما تمكن حميد من إثبات إمكانية تصنيع هذا الخشب من النباتات الضارة كالباذنجان البري والقصب الشائع في تصنيع الخشب المضغوط كمنتج صديق للبيئة والحد من استخدام المبيدات وتكلفتها التي تبلغ 500 ليرة ثمن 10 ليترات من المبيدات لكل هكتار ما يوفر سنويا 5ر5 ملايين ليرة موضحا ان المنتج قيد البحث المخبري لدراسة خصائصه الميكانيكية والكيميائية.

ولفت حميد إلى ان هذه الأبحاث التي تعتبر الأولى من نوعها محليا تفتح الباب أمام المستثمرين المحليين و الاجانب للتوجه لاقامة مصانع حديثة للخشب المضغوط أو الليفي متوسط الكثافة ام دي اف في سورية ودول اخرى ما الذي يحد من كميات الألواح الخشبية المصنعة المستوردة من الخارج ويسهم في التنمية وتوفير فرص عمل جديدة للكوادر المحلية عمال ومهندسون كذلك في تحقيق سياسة الاكتفاء الذاتي بالاعتماد على مواد خام محلية مخلفات زراعية من جهة و تأمين دخل إضافي للمزارع من جهة أخرى.

كما تسهم هذه الأبحاث بشكل غير مباشر في حماية الغابات الوقائية ومنع استنزاف أخشابها وفي تعزيز المكافحة المتكاملة للأنواع النباتية من خلال التخلص من هذه المخلفات التي تعتبر عوائل للحشرات والأمراض ورفع القيمة الاقتصادية للمخلفات الزراعية إذ يمكن شراء الطن الواحد من المزارع بـ 1000 ليرة سورية وذلك لتصنيع 30 لوحا خشبيا يمكن تسويقها بـ 30 ليرة وبتكلفة إنتاج 15 ألف ليرة أي بنسبة ربح 100 بالمئة.