اليورو لم يقوَ على تحقيق المزيد من الارتفاع، فاضطر للتراجع في ساعات التعامل الاخيرة لهذا الاسبوع، على امل ان يكتسب معطيات مقوية جديدة مطلع الاسبوع المقبل . التراجع كان انكفاء لا غير، وهو - حتى الان - لا يمكن اعتباره معرقلا لمسيرة السوق التصاعدية المستمرة.

ان التصريحات التي اطلقها رئيس الفدرالي الاميركي صبيحة الجمعة اعطاها السوق الاهمية التي قد لا تستحقها من حيث انها غير قابلة لان تكون مؤشرا لبداية عهد جديد لرفع الفائدة الاميركية، بل هي رد طبيعي على تساؤلات بكون الفائدة سترتفع اذ تسمح الظروف الاقتصادية بذلك، ولا ننسى ان سيد الفدرالي اعقب هذا الكلام بقول آخر : لا أظن أن ذلك سيكون في المستقبل القريب.

الدولار كان قد عانى بقوة في المدة الاخيرة نتيجة رهانات على طول المدة التي ستبقى فيها الفائدة منخفضة فتم اعتماده كعملة رديفة لعملات ال كاري ترايد الى جانب الين الياباني والفرنك السويسري - ولعله تقدم عليهما في الاسابيع الاخيرة - . تصريحات برنانكي اليوم ساهمت الى حد كبير بتخلي البعض عن هذه المراكز الخطرة تحسبا لحدوث طارئ ما ، ولو ان بوادره لم تظهر بعد...

تراجع عجز ميزان التجارة الاميركي جاء ايضا ليغذي هذه الاجواء، فهو اثبت ان قطاع الصادرات الاميركي قد عمل بنشاط اوسع في الشهر الماضي نتيجة اسعار الدولار المنخفضة التي ساعدت على ذلك .

الى ذلك وجبت الاشارة الى تقديرات بان تكون البنوك المركزية الاسيوية لكل من ماليزيا وتايلاند وتايوان وهونجكونج قد نسقت عمل مشترك لشراء الدولار وبيع عملاتها منعا لارتفاع اضافي لها يعرقل القدرة على المنافسة في اقتصاديات تعتمد رئيسيا على الصادرات.

 

كل هذه العوامل تضافرت وتعاونت من اجل ان تنسي السوق التأثيرات السلبية لنتائج اجتماع السبعة الاسبوع الماضي، والتي كانت عامل ضرر اساسي على الدولار لاخفاقها في الخروج بقرار محدد يقضي بوقف تراجعه...

 

تراجع اسعار المستهلكين في المانيا صدرت اليوم لكي تهدئ من الضغوط التصاعدية على اليورو فتسمح له بفترة استراحة قد لا تكون طويلة المدى ولا عريضة المساحة.