الأربعاء 2010-06-30 23:11:36 بورصة دمشق
تأكيد حاسم لتحليلات وتوقعات "بورصات وأسواق" من واقع السوق
المؤشر يتراجع بتسارع مرتفع (7,67 نقطة)... حجوم التداول غير مسبوقة (7% من أسهم قطر الوطني و3.7% من أسهم بيبلوس)... فهل يستمر جني الأرباح ليحسم التصحيح ؟
علي نزار الأغا
  "متخصص في الأسواق المالية"  
صورة جديدة لسوق دمشق للأوراق المالية نقلتها لنا جلسات تداول الأسبوع الرابع من حزيران الحالي... أرقام من عيار تاريخية وغير مسبوقة كانت عنوان الحراك الاسبوعي في أروقة البورصة السورية، افتتحتها أسهم بنك قطر الوطني بعد طول اعتكاف وبتداول 7% من المتوسط المرجح لإسهم المصرف في جلسة التداول الافتتاحية لهذا الاسبوع والبالغة 179229 سهماً عبر 118 صفقة بلغت قيمتها الاجمالية 140,246,692 ليرة سورية، رفعت فيها قيمة التداول الاجمالية على كافة الأسهم المتداولة إلى 177,568,244 ليرة سورية بتداول 207316 سهماً في 309 صفقة منفذة.
ومثل بدايته المتألقة، كذلك كانت نهايته، حيث اختتمت تداولات الأسبوع جلسة الخميس الماضي بأولى الصفقات الضخمة في السوق، والتي جائت عبر أسهم بنك بيبلوس بتداول 3.7% من متوسط أسهم البنك والبالغة 228960 سهماً في صفقة واحدة بلغت قيمتها 179,962,560 ليرة سورية، ليقفزمعها حجم التداول الاجمالي خلال الجلسة إلى 247626سهماً وقيمة التداول الإجمالية إلى 203,879,902 ليرة سورية خلال 157 صفقة منفذة، وهكذا تنتهي تداولات الأسبوع بأرقام قياسية، من حيث الأدائ ببلوغ حجم التداول الاجمالي خلال جلسات التداول الثلاثة 473885 سهماً بقيمة إجمالية بلغت 411,024,494 ليرة سورية.
 
هذا الانتعاش في أداء سوق دمشق للأوراق المالية لم يكن حليف المؤش، بل على العكس تماماً، حيث فقد المؤشر 7.76% من قيمته خلال هذا الاسبوع، وبتسارع مرتفع، فبعد أن سجل أعلى مستوى له في جلسة تداول الاثنين عند القيمة 1432.90نقطة، هوى إلى 1427.98 نقطة في جلسة الثلاثاء ليخسر 4.92 نقطة، ثم تأتي جلسة الخميس لتودي به حتى مستوى 1421.78 نقطة بخسارة 6.20 نقطة.
هذا الأمر يؤكد التراجع في مستوى أسعار الأسهم في السوق، والتراجع في قوة الاتجاه الصاعد (Bullish Market Trend) أمام سطوة للبائعين على إيقاعات التداول تطيح بالمشترين وضغوطهم، إنها شهوة الأرباح وجنيها تعيد تركيب معادلة الاتجاه الصاعد "السابق" في السوق، ولو نسبياً.. ومرحلياً ؟ !
 
وبالعودة لتداولات الأسبوع الماضي فقد ضمت قائمة الرابحين أسهم لأربعة شركات متداولة فقط، تصدرها سهم بنك قطر الوطني- سورية الذي ارتفع سعره في السوق بنسبة 5.99% يليه سهم بنك عودة- سورية بنسبة 4.03% ثم يأتي سهم بنك بيبلوس بنسبة 1.97% وأخيراً يأتي سهم المجموعة المتحدة بنسبة 1.91%.
 
أما قائمة الخاسرين فقد ضمت أسهم لسبعة شركات متداولة تصدرها سهم بنك سورية والمهجر الذي انخفض سعره في السوق بنسبة 5.68% ثم يأتي سهم البنك العربي بنسة 4.33% يليه سهم بنك بيمو السعودي الفرنسي بنسبة 3.88% ليأتي بعده سهم الشركة المتحدة للتأمين بنسبة 0.80% يليه سهم بنك سورية الدولي الاسلامي بنسبة 0.37% ثم يأتي سهم الشركة الأهلية لصناعة الزيوت النباتية بنسبة 0.32% وأخيرا يأتي سهم المصرف الدولي للتجارة والتمويل بنسبة 0.08%.
 
أما من حيث النشاط فقد تقدم سهم بنك بيبلوس إلى الصدارة خلال تداولات الاسبوع الماضي بحجم تداوله البالغ 229166 سهماً يليه سهم بنك قطر الوطني- سورية بتداول 181550 سهماً، ليأتي سهم بنك سورية الدولي الاسلامي بتداول 31157 سهماً، و 17286 سهماً للمصرف الدولي للتجارة والتمويل.
 
بخصوص قوة السوق.. ؟
يوضح المخطط البياني رقم (1) مسار المؤشر (المنقط باللون الأخض والأحمر) حيث رسمنا خط الاتجاه الرئيسي (trend line) وهو المستقيم المائل (باللون البنفسجي الفاتح) وخط الاتجاه الفرعي (باللون البنفسجي)، وكما هو مبين في الشكل يلامس خط الاتجاه الرئيسي قاع خط المؤشر في منقطة التصحيح (النقطة B)، حيث تتذبذب قيم المؤشر في انعكاس عن الاتجاه التصاعدي للسوق، ومع قياس زاوية انحدار لخط الاتجاه بلغت حوالي (45) درجة، وهذا مقياس لمدى قوة السوق في اتجاهها (الصاعد حالياً) وهذه الدرجة تعتبر نقطة مهمة، فعندما تكون زاوية الانحدار أكبر من 45 درجة تكون قوة السوق شديدة، أما أصغر من 45 فهذا دليل على تراجع قوة السوق في الاتجاه، هذا ويلاحظ درجة القوة البالغة الشدة في السوق بعد فترة التصحيح، ويشير خط الاتجاه الفرعي الذي يبدأ من النقطة (C) مدى الانحدار عن زاوية الـ45 درجة، ما يدل على أن السوق ماضية في اتجاهها الصاعد بقوة، طالما مسار السوق (المؤشر) خارج خط الاتجاه... وهنا مربط الفرس؟
حيث أخذ المؤشر بالتراجع التدريجي منذ النقطة (1) وذلك بضعف في مستوى الارتفاع، أو لنقل نسب ارتفاع قيم المؤشر، وصولاً إلى النقطة (2) حيث وصل إلى أعلى مستوى له عند (1432.90) نقطة ليرتد عندها عاكساً اتجاهه في جلستي التداول الأخيرتين، وليتقاطع منحنى المؤشر مع خط الاتجاه الفرعي، وكان المؤشر في جلية التداول الأخيرة تحت الخط، ملامساً بذلك المتوسك المتحرك لعشرة أيام (باللون الأزرق).
وهذا التراجع قد يعني أن المؤشر بدأ مرحلة التصحيح، والسوق جني الأرباح، إلا أن الموضوع بحاجة إلى تأكيد من أكثر من مؤشر ومقياس حالياً، وفي جلسات التداول القادمة لحسم الأمر بصورة كاملة ودقيقة.
زخم التداول
يعتبر مفهوم زخم التداول (Momentum) المفهوم الرئيسي الذي يعتمد عليه تحليل التذبذب، حيث يقيس سرعة تغير السعر، ويتم قياس زخم التداول عن طريق الحصول على تغيرات السعر باستمرار في فترة زمنية فاصلة، وتأتي أهمية مقياس الزخم من كون حركة خط زخم التداول تأتي كخطوة قبل حركة السعر، وذلك ناجم عن الطريقة التي يتكون منها هذا الخط، وبالتالي يكون خط زخم التداول قائداً لحركة السعر.
وهنا نعتمد على قيم مؤشر السوق لقياس زخم التداول، والذي بدوره يعتمد على أسعار إغلاق الأسهم المدرجة في السوق، وبالعودة إلى المخطط البياني رقم (1) يتوضح لنا خط زخم التداول لفترة (10) أيام في أسفل المخطط ، يعلوه خط زخم التداول لفترة (5) أيام ويعتبر هذا الخط أكثر حساسية لتغير السعر من الخط السابق.
وهذا واضح، حيث يشير خط الـ(5) أيام إلى بدئ زخم التداول بالتراجع عند النقطة (1) لتنخفض قيمته ملامساً المستوى الصفري في جلسة التداول الأخيرة، وهذه نقطة في غاية الأهمية، فإذا استمر المؤشر بالتراجع في جلسة التداول القادمة بحيث يتقاطع ممع المستوى الصفري نحو الأسفل، وتصبح قيم الزخم سالبة، فهذا دليل على مرحلة البيع في السوق ما يعطي إشارة قوية على بدئ التصحيح.
كذلك يوضح خط الزخم لـ (10) أيام بدئ تراجع مستوى الزخم من النقطة (1) ليتقاطع مع مستوى الـ(100) نحو الأسفل عند النقطة (2)، ومنها يتراجع الزخم بشدة دون مستوى الـ(50) مقترباً من المستوى الصفري، وهذه النقطة مهمة، حيث يمكن الانتظار حتى يلامس خط الزخم هذا المستوى الصفري ويقاطعه نحو الأسفل لتأكيد أكبر على التصحيح.
 
"الماكد" تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة
أما مؤشر الماكد (MACD) ويقصد به تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة، الموضح في المخطط البياني رقم (2) بمنحنى أحمر وآخر أزرق، فيشير تباعدهما في القسم الأخير المرحلة قبل الدائرة المرسومة، إلى استمرار منطقة الشرائ في السوق، لكن يلاحظ بدئ تراجع الخط الأزرق واقترابه من الخط الأحمر بشكل واضح عند النقطة (1) الأمر الذي يدل على تراجع المؤشر بصورة ملحوظة، وفي جلستي التداول الأخيرتين قاطع الخط الأزرق الخط الأحمر وهبط دونه، كما هو واضح في الدائرة المرسومة ما يشير إلى بدئ مرحلة البيع وتغير اتجاه السوق ممثلة بالمؤشر.
تأكيد التراجع
في تجربة أخرى سنطبق مايسمى بالمنحنيات الغلافية (Percentage Envelops) وهما عبارة عن متوسطين متحركين بسيطين مع نسبة انزياح عن بعضهما بدرجة 3%، وهنا نوضح أن المتوسط لمتحرك البسيط هم عبارة عن محنى يعبر عن متوسط أسعار الاغلاق لمدة محددة (5) أيام أو (10)أيام أو (20)يوم...إلخ وتزداد حساسية المتوسط مع الفترة الزمنية الأقصر، وهنا أخذنا المتوسطات لـ(10) أيام مع نسبة انزياح 3% لنحصل على الغلاف الموضح بالمنحنيين ذو اللون الأحمر (الحد السفلي للغلاف) والأزرق (الحد العلوي للغلاف)، الذي يحدد لنا الوقت الذي يصل فيه اتجاه السعر(مسار المؤشر) إلى أقصاه، وهذا أهم ما تخبرنا به المنحنيات الغلافية، وكما هو ملاحظ من تحرك مسار المؤشر بين هذين المتوسطين (الغلاف) في المخطط البياني رقم (2) ملامسته للمنحنى العلوي واختراقه، بعد مرحلة التصحيح مايشير على أن المؤشر قد وصل إلى أقصاه ارتفاعاً، أما بالتركيز على الدائرة (باللون الأحمر) فنلاحظ انحراف مسار المؤشر نحو داخل الغلاف بعد ليتقاطع مع الحد العلوي عند النقطة (3) ويستمر اتجاهه نحو الداخل، مايدل هي التراجع في اتجاه المؤشر مع انحراف مساره داخل الغلاف ملامساً خط المتوسط البسيط لعشرة أيام الموضح باللون الأخضر وذلك عند النقطة (4) ويوضح ذلك المخطط البياني رقم (3) أيضاً ما يشير إلى احتمال أكبر لاقتراب فترة التصيحيح لو استمر ذلك الاتحراف بالولوج داخل الغلاف مقاطعاً لخط المتوسط المتحرك البسيط لعشرة أيام، ويحسم أمر التصحيح بولوج المؤشر نحو الداخل باتجاه الحد السفلي للغلاف، الأمر الذي تبينه الأيام القادمة.
ويمكننا هنا الاستفادة من مؤشر البولينجر باند (Bollinger Band) –المنحني البنفسجي والبنفسجي الفاتح في المخطط رقم 3- وهو شبيه بالمنحنيات الغلافية باستخدام حديه كأهداف للسعر، ولكن يختلف عن الأغلفة بقكرة الاتساع العرضي.
وبالنظر إلى القسم الأخير نلاحظ ابتعاد مسار المؤشر (باللون الأسود) عن حد البولينجر باند العلوي ليتقاطع مع المنحنى الغلافي العلوي أيضاً، وهذه إشارة يتم تأكيدها لو استمر مسار المؤشر بالتقدم ليتقاطع مع خط المتوسط المتحرك البسيط لعشرة أيام، حيث يكون هدف المؤشر هو الحد السفلي للبولينجر باند, ليتأكد بذلك أن المؤشر يصحح نفسه. 
أما الاتساع العرضي للمؤشر فيدل على استمرار المسار في اتجاهه في حين يدل تضيقه على تراجع المسار عن اتجاهه، وتبين لنا النقاط 1-2 كيف بدأ الحد السفلي والعلوي للبولينجر بالانعطاف نحو الداخل وتضيق لاتساع بعدهما بصورة ملحوظة، ما يشيرإلى تراجع حاد في اتجاه المؤشرواحتمال كبير للتصحيح، ويوضح ذلك أيضاص المخطط رقم (4).
هذا وقد رسمنا عدة متوسطات متحركة أخرى، هي المتوسط المتحر البسيط لأربعة أيام (باللون البرتقالي) والمتوسط المتحرك البسيط لـ 18 يوم باللون (البنفسجي الغامق) بالاضافة إلى المتوسط المتحرك البسيط لفترة تسعة ايام باللون الأخضر وكما هو واضح بالمخططات السابقة والمخطط رقم (5) بشكل خاص، حيث تترتب المتوسطات المتحركة السابقة من الأعلى إلى الأسفل بداية مع المتوسط لأربعة أيام ثم المتوسط لعشرة أيام ثم لـ18 يوم، وعند اقتراب هذه المتوسطات من بعضها البعض وتقاطعها بحيث ينعكس ترتيبها السابق، يتأكد تصحيح المسار وربما انعكاس الاتجاه نحو الهبوط لو استمر ذلك.
وكما هوواضح انعطف المتوسط لأربعة أيام ملامساً المتوسط لتسعة أيام، بانتظار الأيام القادمة لتبين هل يستمر ذلك الأمر ليقاطع المتوسط لتسعة أيام ثم 18 يوم..؟؟
إشارات سابقة
في إشارة سابقة، أوضحنا أنه بالنسبة للتصحيح، فقد بدأ المؤشر بالانعكاس عن اتجاهه الصاعد عند النقطة (A)وفق المخطط البياني رقم (1) وتسمى هذه المرحلة (موجة تصحيح) وقد تذبذبت قيم المؤشر في هذه الموجة الممتدة حتى النقطة (C) على شكل مثلث، وعملياً من النقطة (B) وهي أخفض مستوى (قاع) وصل إليه المؤشر، بدأ الاتجاه التصاعدي بالتشكل تدريجياً، من جديد، أما نسبة التصحيح وكما هي موضحة، بالكاد لامست مستوى الـ(25%) لذا فهو تصحيح بسيط، في حين يمكن أن يستمر بالانخفاض حتى مستوى الـ(50%) وهومستوى نظامي، دون قلق من انعكاس الاتجاه كلياً وتغير اتجاه السوق نحو الهبوط، وحتى مستوى الـ(75%-100%) نكون في مرحلة التصحيح، ولكن تكون السوق محفوفة بالمخاطر وتزداد احتمالية انعكاس الاتجاه وهبوط السوق، وفي العادة، تشكل المسافة بين المستويين (38%-50%) منطقة مهمة للتجار الراغبين بالشراء.
ويشار إلى أن موجة التصحيح لمؤشر السوق قد بدأت بتاريخ 8 شباط 2010 حيث بلغت قيمة المؤشر عندها 1123.82 نقطة، ليستمر التصحيح شهران حيث استعاد المؤشر اتجاهه الصاعد منذ 8 نيسان 2010 عند القيمة 1146.93 نقطة.
فالمؤشر كان قد اكتسب 123.82 نقطة قبل أن يبدأ بموجة التصحيح وذلك بتاريخ 8 شباط 2010 حيث بلغت قيمة المؤشر عندها 1123.82 نقطة ليرتفع بنسبة 12.38% ليستمر التصحيح شهران حيث استعاد المؤشر اتجاهه الصاعد منذ 8 نيسان 2010 عند القيمة 1146.93 نقطة وتكون نسبة تغير المؤشر عند انتهائ للتصحيح +5.945 بعد أن هبط بنسبة تصيحيح قاربت الـ25%، وهنا حسب العرف في التحليل الفني فإن السوق في هذه المرحلة يتابع مسيره في الموجة الفرعية الثالثة ضعف الموجة الفرعية الأولى حتى يبدأ بالارتداد والدخول في موجة التصحيح الثانية، وبشكل أوضح يشكل المستوى هذا منطقة مقاومة للمؤشر (أعلى مستوى متوقع) ويتم حسابه بمضاعفة ارتفاع الموجة الأولى أي (2* 123.82=247.64 نقطة) ما يعني أن مستوى المقاومة المفترض يبعد 247.64 نقطة عن النقطة (B) التي عاود فيها المؤشر اتجاهه الصاعد.
وهكذا كان من المفترض أن يكون هدف المؤشر القادم (1146.93+247.64=1394.57 نقطة) وهي منطقة مقاومة في غاية الأهمية (من المفترض) مع التشديد على هذه العبارة، أن تشير إلى ارتداد المؤشر عندها ليدخل في التصحيح، وبعد اختراق هذه المستوى لعدة جلسات متتالية، أتت تداولات الاسبوع الماضي لتخبرنا بانتهائ هذا الاختراق وارتداد المؤشر، فهل يتأكد ذلك ويحسم أمر التصحيح، أم أنها استراحة بسيطة لمؤشرنا، يعاود بعدها الارتفاع مجدداً.
 
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / finance © 2024