الأحد 2010-05-23 21:38:04 اقتصاد محلي
عبء جديد وثقيل على المواطنين.. الصرافات الآلية في اللاذقية.. انتشار غير مدروس وعطالة شبه يومية.. وعدم تنسيق مع الدوائر الحكومية
عبء جديد وثقيل على المواطنين.. الصرافات الآلية في اللاذقية.. انتشار غير مدروس وعطالة شبه يومية.. وعدم تنسيق مع الدوائر الحكومية
سيريانديز - نبيل علي صالح   
 
يبدو أن التطور العلمي والتقني التي تعلن وتؤكد كثير من مؤسسات وإدارات الدولة بأنها انفتحت عليه وواكبته واشترت منتجاته وآلاته واستثمرتها في طريق البناء والتطوير، لم يحقق –في بعض تلك المؤسسات- أهدافه وغاياته المطلوبة حتى الآن من توفير الوقت والجهد وإراحة الناس من عناء الانتظار.. بل يبدو وأنه قد أصبح عبئاً على كاهل كثير من المواطنين، عليهم، ولعل موضوع الصرافات الآلية المنتشرة في بعض أحياء ومواقع مدينة اللاذقية النموذج الأبرز على ذلك..
حيث أنه يمكن –في كثير من الأحيان- رؤية أرتال طويلة من الأخوة المواطنين تقف أمام تلك الصرافات الآلية بصورة خاصة خلال الأيام العشرة الأولى من كل شهر وربما تطول المدة أو تقصر، والأمر مرهون بمدى وجود كل الصرافات في الخدمة أو تعطل بعضها.. وهذا ما يحدث بصورة مستمرة حيناً ومتقطعة أحياناً أخرى..
وقد وصل الأمر بالأخوة المواطنين –الذين تحدثت إلى بعضهم- أن بدؤوا يترحمون على أيام القبض الشهري اليدوي المباشر من خلال معتمدي الرواتب الذي كان يأخذ الواحد منهم خمس أو عشر ليرات أو أقل أو أكثر من صاحب الراتب بكل رضى وقناعة.. فالمهم أن يصل الراتب "للجيبة" في بداية كل شهر..
أما حكاية هذه الصرافات فإنها تقنية لا تناسبنا كثيراً -كما قال أحد الواقفين بانتظار دوره- وحكايتها تطول، فمن عطالة معظمها، إلى عدم وجود تنسيق بين الدوائر والمؤسسات التي حولت عمالها للقبض منها، حيث تجد أن غالبية موظفي تلك الإدارات تقبض من الصرافات العائدة لمصرف واحد فقط (مصرف واحد له أكثر من 7 صرافات بينما مصرف آخر ليس له سوى صراف واحد مثلاً).. الأمر الذي يتسبب فعلياً بأزمة حقيقية أمام تلك الصرافات في الأيام الأولى من كل شهر وخاصة خلال فصلي الشتاء والصيف، حيث البرد والحر، المطر وأشعة الشمس المحرقة.
يضاف إلى ذلك أن نسبة كبيرة من هؤلاء العمال والمتقاعدين (أعمارهم كبيرة) يأتون من أماكن بعيدة، وينتظرون دورهم للقبض أمام تلك الصرافات التي إن حدث وتعطل بعضها، وهذا ما يتكرر باستمرار كما ذكرنا، فالمصيبة تقع على كاهل هؤلاء المنتظرين على الدور هنا وهناك أمام الصرافات.. وغالباً ما تعود نسبة كبيرة منهم خالية الوفاض إلى بيوتها في القرى.. لتتكرر في اليوم التالي فصول الانتظار، وربما تطول القصة أياماً عديدة وفي كل مرة يخسر الواحد منهم أجور النقل من تلك الأماكن البعيدة..
من هنا فالمطلوب هو نشر ووضع صرافات جديدة كثيرة في أماكن متعددة جديدة من المدينة وعلى أطرافها أيضاً منعاً للازدحام الشديد داخل المدينة المزدحمة والمكتظة أصلاً، مع ضرورة وضع عامل أمام كل واحد منها بهدف إرشاد المواطنين لكيفية التعامل معها، حيث أن بعضهم لا يعرف التعامل مع تلك الصرافات وغالباً ما تدخل البطاقة الالكترونية إلى داخل الصراف وهنا تحدث مشكلة أخرى حيث يتأخر المواطن في قبض راتبه الذي يحتاجه في أول الشهر وليس في منتصف أو ما بعد منتصف الشهر.. كما ينبغي إيجاد تنسيق كامل بين المصارف وبين مختلف الإدارات والمؤسسات في المحافظة. حيث أن معظم تلك المؤسسات قامت بتحويل عمالها وموظفيها للقبض من مصرف واحد، مع إمكانية وجود أكثر من حل في هذا المجال.
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / finance © 2024