السبت 2010-05-15 20:07:11 اقتصاد محلي
طرقاتنا المحفرة .."مزراب" لملياراتنا الداشرة بفعل فاعل!
طرقاتنا المحفرة .."مزراب" لملياراتنا الداشرة  بفعل فاعل!

سيريانديز – إبراهيم غيبور

 
لا يزال موسم هدر المال العام من المواسم الخيرة والتي لا تتوقف عند حد فصل من فصول السنة بل هي مستمرة مع استمرار التخبط في القررات الحكومية وغياب الإدارة والتنسيق بين جهة حكومية وأخواتها وموسم هدر المال العام لايقف عند حد الاختلاس والانفاق بصورة غير مبررة بل يتخذ اشكالا اخرى ربما تكون اخطر من السرقة المباشرة لأن عمليات الهدر في العديد من المشاريع التي تحمل صفة الشرعية القانونية تسلب خزينتا من الأموال ما نحتاج لسنوات من البكاء والمزيد من المنح الخارجية لاسترجاعه وخير مثال ما تشهده الكثير من شوارعنا في العديد من المحافظات السورية إن لم يكن بمجملها من تعبيد وإعادة حفر مراراً وتكراراً بحجة نسيان أو تناسي إضافة بعض الخدمات وكأن بلدياتنا ومجالس محافظاتنا مفرغة لتأهيل الحفر والمطبات حتى تجد نفس الشارع موضوعاَ ضمن خطتها السنوية المتتالية ضمن بند الحفر .


ما أن يتم الانتهاء من إنجاز مشروع في شارع قد يستغرق عدة سنوات لإنجازه حتى لا يلبث ان تعاد اعمال الحفر به من قبل بعض المؤسسات والشركات لتوفير الخدمات فيه، ليصب ذلك التخبط في محيط  هدر للمال العام كان من الممكن تفاديه لو كان هناك تنسيق مسبق في ايصال الخدمات اثناء العمل بأي مشروع، ومن ناحية أخرى قد يسبب ذلك التخبط إرباكات مرورية في الوقت الذي نعاني به من زحام الطرقات واصطناع منافذ لحل مشكلة الازدحام فتارة تجد حفراً لتوصيل شبكات الكهرباءعلى جانبي الطريق واحياناً تجدها في منتصف الشارع لأجل الهاتف وتوسيع الأرصفة ومرة بسبب تمديد شبكة المياه ولتحسين المظهر العام بهدف توطيد العلاقات الاخوية بين بلدان العالم وربما تعاطفاً مع مرض الإيدز والخنازيـر...


غريب امر المسؤولين وغريبة تلك المتعة التي يشعرون بها حين ينشرون آلاتهم بجانب كل طريق ويصدرون أوامرهم لها بالحفر إلى مالا نهاية وغريب أن المؤسسات الخدمية لاتلتقي ولاتتفق على موعد مشترك لإنهاء جميع أعمالهما بالتوازي لا أعلم قد يكون تفكيرنا هو الغريب لأن بعض المعنيين لاتنقصهم الحنكة وبعد النظر لذلك ليس علينا إلا أن نفهم الأسباب ونسلم بها كونها نوعاً انضم إلى العادات والتقاليد الخدمية.


حقيقة حل قضية اعمل الهدم والحفر في شوارعنا ليس بالأمر الصعب والمستحيل وهنا اريد ان أسال المسؤولين عما اذا كانوا يتابعون الافلام الاجنبية وفيما اذا حالفهم الحظ بمتابعة إحدى عمليات المطاردة في الأنفاق تحت الارض ولا اعلم ان لاحظ البعض منهم تلك الأنفاق ليست الا قنوات لمياه الصرف الصحي وممرات لشبكات الكهرباء والهاتف والماء ايضاً ولا أعلم إن كانوا يدركون أن هكذا أنفاق تحفر ولمرة واحدة  بالطبع أعلم أن المعنيين عن الأمر يعلمون بذلك بل وقد فكروا بها لكنني أجزم أنهم استصعبوا العملية كونهم اعتادوا على تنفيذ الأعمال السهلة أياً كانت الخسائر والمشاكل التي تخلفها.


وفي نهاية الأمر لن تكون خسارة المليارات سوى صفعات يتلقاها اقتصادنا الوطني مسببة تراجعه بين اقتصاديات بعض الدول كالصومال وموريتانية وغيرها جراء خسائر طائلة ومتكررة وكلها نتجية غياب التخطيط السليم والتخبط في اتخاذ القرارات من جهة وانعدام التنسيق بين الجهات ذات العلاقة سواء من القطاعين العام او الخاص من جهة اخرى . 

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / finance © 2024