الثلاثاء 2010-04-20 11:57:42 صحافــة المــــــال
خدمة البيانات بمليون دولار.. ؟!
خدمة البيانات بمليون دولار.. ؟!
 
 
من يتابع شاشات التداول أو شريط الأسعار على القنوات الفضائية يجدها متأخرة ما يقارب 15-20 دقيقة, أي كل سعر يعرض على شاشات التلفزيون هي متأخرة, وكان سابقا مجانا أي بدون أي رسوم تدفع, وحين فرضت تداول تسعيرة جديدة منذ أشهر قليلة لا تتجاوز الثلاثة تقريبا, فرضت مبلغ مليون دولار لكل محطة تلفزيونية تريد الأسعار الحالية بدون أي تأخير, والتسعير يختلف سواء تأخرت خمس دقائق أو عشر أو عشرين حتى تصبح مجانا.
 
الغريب أن تداول فرضت هذه الأسعار بدون أي تدرج في فرض الأسعار أو مهلة زمنية, رغم أن القنوات الفضائية لم تقبل الأسعار التي أقرت, فتداول لم تبدأ بتدرج وهذا يوضح فقدان حساسية التاجر حقيقة باعتبارها شركة تهدف للربح, فلم تبدأ بالسنة الأولى بسعر خمسين ألف دولار والسنة التالية مائة ألف وهكذا, بل بدأت من صفر إلى مليون دولار, وهذا يوضح أي فكر مستقبلي ستقوده تداول في تسعير خدماتها الذي يضع أكثر من سؤال الآن, فهل هي تحفيز لعودة من هجروا صالات التداول؟ أو شركات الاستثمار التي أصبحت خالية تماما من أي عملاء كما كان سابقا؟ إصرار على تسعير بهذه الطريقة غير المتبعة وسابقة تضع استفهامات أنها تخدم من؟ لا منطقية لهذه الأسعار في ظل أن يمكن الحصول كل الأسواق الدولية وبورصاتها من رويتر وبلومبرج بأسعار زهيدة جدا لا تتجاوز 5000 دولار إلى 10000 دولار لكل الأسواق وليس سوقا واحدة.
 
ليت تداول مارست أسلوب الجداول والمقارنة والشرح لكي تقنع الجميع, وتقول لنا كما تسعيرة السوق الأمريكي والبريطاني والياباني للأفراد والشركات والمحطات, عندها سنكون أكثر قناعة أنها تواكب تسعيرة عالمية مقبولة ولها الحق بذلك, البنوك الآن تقدم خدمات التسعير لعملائها أي تقدم لهم خدمة شاشة الأسعار من خلال المحافظ أو منفصلا مجانا وطبعا تعتمد على محفظتك ولكن الغالبية الآن تقدم مجانا؟ حين يحجم الجمهور عن الشاشة التلفزيونية ومتابعة الأسعار وهذا ليس مؤشرا إيجابيا, وحين يجبر الجمهور لمن يريد أن يتابع خاصة أن هناك شريحة تحب تتابع من خلال شاشات تلفزيونية وبنسب كبيرة, لا يجدها الآن ويجبر على الذهاب لشركات الاستثمار والوساطة, ولكن هذا لم يحدث وظلت الصالات لديهم خاوية, لأن البنوك تقدمها مجانا والسوق لا يحفز.
 
أقدر صعوبة شركات الوساطة والاستثمار وتبحث عن العملاء لمن تركز على هذه الشريحة, ويصعب على تداول أن تقنع أحدا أن مليون دولار لتزويد المحطات بالأسعار اللحظية مقبولة, فتداول الآن خسرت أكثر فلا المحطات قبلت ولا هي خفضت أسعارها لكي يقبل بها, لابد من منطقة وسط بين هاتين التسعيرتين, فماذا كسبت تداول الآن؟ أم تراهن على الزمن, الذي أشك أن يقبل بهذه الأسعار لظروف السوق وأيضا توفر البدائل التي تقارب المجانية, فمن يضع أسعار تداول؟ ولماذا الإصرار عليها؟ ومن المستفيد؟ يمكن لتداول إيجاد بدائل كثيرة لكسب الإعلام المرئي وأن ننسى مسألة أنهم "بحاجة" لنا أي المحطات, فهل تتصور تداول ماذا سيحل بها إعلاميا في حال وقف كل عرض الأسعار؟ لابد من صيغة تضمن استمرار الخدمة وأن تخدم الجميع, وهذا ما يجب أن تعمله تداول.
 
"الرياض" السعودية / راشد محمد الفوزان
 
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / finance © 2024