سيريانديز – مجد عبيسي

رجاءاً أن لا يتكلم أحد بســوء عن وزارة النقل أو الاقتصاد أو السياحة..، فوزراؤنا أكبادنا أحبتنا ساهرين على راحتنا واختيار الأفضل لنا، بينما نحن ناكري المعروف "نتشطّر" عليهم في صحافتنا ونستغل إخلاصهم الصادق في خدمة المواطن لنسوّده بأقلامنا الرصاصية المتصيدة.. ماذا يحدث لو قلبنا الكأس وبيّضنا المنظار الأسود ولو لمرة.. لنر مدى سوداوية المواطن المرفه المتأفف المتعطش للمشاحنة؟!

الحق ليس دائماً على وزارة الاقتصاد إن ارتفعت –مثلاً- أسعار الخرفان.. بل الحق علينا نحن لأننا نتطلع دائماً لفوق رؤوسنا بكثير.. فليست المشكلة كبيرة إن ارتفع سعر سلعة ما ارتفاعاً فاحشاً فهذا قد يحدث في أكبر الدول، ولكن المشكلة هي ظننا السـيء بأن الوزارة تركتنا صفر اليدين وهي أحرص ما تكون على سعادتنا إذ أسعفتنا بالجاموس!!.. والله الجاموس لذيذ.. وهو كحيوان أقوى من الخروف ولا تقولوا: "أنترك ما كان يأكل آباؤنا؟!".. كونوا منفتحين.. فوفق قناعات القبائل القديمة (إن أكلت لحم حيوان ما اكتسبت شيئاً من صفاته).. فأبشروا واستمتعوا بالجواميس وصفاتها وكفى تذمراً..

كما لا تلوموا وزارة النقل في موضوع السماح باحتكار بعض الشركات الخاصة لأهم خطوط النقل الداخلي وتحكمهم بالعباد، فهي خطوة بناءة بغض النظر كيف!، وكل الحق على العباد الذين ظلوا يتأففون من ازدحام السير وضيق الطرقات حتى تحركت الوزارة المحبة وأسعفتهم بشركات نقل خاصة تتفاخر بأسوء الخدمات التي تحرق الأعصاب!!، ليس الذنب ذنب الوزارة في سوء خدمات الشركات المحتكرة، فهي كانت تريد حل مشكلة الازدحام وفي نفس الوقت لا تقوى على رفد الخطوط بباصات تابعة للدولة..!! فرجاءاً صفّوا النية ولا تظنوا ظن السوء.. أما حول تأملكم بالشوارع العريضة أو مترو الأحلام.. فرجاءاً فكروا بمنطقية وكفى تطلباً.

و/غلاء الأراضي والعقارات/ كان لمصلحتنا لنثبت للغرب أننا متفوقون عليهم في أحد المجالات.. و/غلاء السيارات والوقود/ لنثبت نفس الشيء لدول الجوار.. و/سوء تزفيت الشوارع/ كيلا ننام أثناء القيادة.. و/انعدام تزفيت الشوارع/ كيلا ننسى أنفسنا ونفقد شعور الاندماج بالطبيعة والتراب فنحن منه وإليه، و/قلة الدخل/ لدعم الجانب الإنساني لدينا لنعيش حياة الفقير المعذب.. /غلاء الأسعار/ لتعزيز وتدعيم نفس الجانب الإنساني السابق.. /غلاء فواتير الكهرباء والماء/ لنقنن بالإجبار "معروفة" و/غلاء فواتير الجوال/ كي نعمل أكثر مما نتكلم.. وكيلا تتضرر دماغنا بالإشعاعات الكونية.. (كله مدروس لمصلحتنا).. فهل تبتم أيها المواطنون المتذمرون الظالمون الناكرون؟! وفهمتم الآن وجهة النظر "الصحيحة"؟!.. دمتم.