سيريانديز – إبراهيم غيبور

قال الدكتور عبد الخالق العاني معاون وزيرة الاقتصاد والتجارة أن ربط الاختراع بالاستثمار يعتبر خطوة متممة لمعرض الباسل للاختراع بهدف خلق المناخ المناسب لتلاقي المخترعين ولاسيما وأن المرحلة الأساسية للبنية الإبداعية متوفرة في سورية وهي نقل الفكرة إلى اختراع من ثم عرض الاختراع على الاستثمار الأمر الذي يتم من خلال إقامة معرض الباسل للإبداع و الاختراع وجاء ذلك خلال الندوة الإقليمية لربط الاختراع بالاستثمار والتي بدأت فعالياتها صباح اليوم في فندق الشام تحت رعاية لمياء مرعي عاصي وزيرة الاقتصاد والتجارة وبالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية وهيئة الاستثمار السورية.

ولفت العاني الانتباه إلى أن مرحلتي تحويل الاختراع إلى منتج والانتقال من الإنتاج إلى التسويق لا يظهر لهما أية نتائج واضحة في ظل صعوبة الربط بين المخترع و المستثمر. و أضاف أن وزارة الاقتصاد و التجارة تعمل على تطوير البيئة اللازمة لدعم الاختراع كما أعدت مشروع قانون جديد للبراءات و هو في مراحله الأخيرة إضافة لتنفيذ برامج نشر ثقافة الملكية الفكرية الذي يتضمن التدريب على استخدام قواعد البيانات العالمية كما أصدرت رئاسة مجلس الوزراء تعميمياً إلى كافة الجهات المعنية للعمل على دراسة الاختراعات حسب اختصاصات تلك الجهات و العمل على الاستفادة منها لاستثمارها.

آلية ضعيفة لاستثمار الاختراعات

وفي تصريحه لسيريانديز قال العاني بأن هناك ضعف واضح في آلية استثمار الاختراعات السورية وتحويلها لمنتج تأتي ثماره على أرض الواقع ربما يعود ذلك لغياب المستثمر أو ضعف جهات التمويل أو لأسباب أخرى وبخصوص قانون البراءات فهو موجود منذ فترة طويلة إلا أن الوزارة تعمل على تطويره بشكل يتناسب مع كافة القوانين في الدول الأوروبية والعربية المجاورة والتي طورت قوانينها بحيث يكون القانون يصالح في كل مجال وكل مكان.

لا قيمة لاختراعات رأسمالها حبر على ورق

من جانبه اكد الدكتور محمد وردة رئيس جمعية المخترعين السوريين أن مبادرة وزارة الاقتصاد والتجارة وبالتعاون مع الجهات المنظمة تأتي استمرارا للجهود التي عودتنا عليها الوزارة لدعم المخترعين ورعايتهم وخصوصاً ان انطلاقة الجمعية الاولى كانت من خلال الوزارة حيث رعت الوزارة المخترعين وقدمت لهم من خلال اقامة معرض الباسل للإبداع والاختراع بدوراته الأربعة عشرة الماضية كما وتأتي أهمية الندوة انطلاقا من كونها تشكل حجر الاساس في جذب الانتباه للمستثمرين حول اهمية تبني الاختراعات واستثمارها، متسائلاً ما قيمة الاختراع اذا بقي حبراً على ورق .

                                          

تأمين حاضنات استثمارية للاختراعات

الدكتور أحمد عبد العزيز مدير عام هيئة الاستثمار السورية في حديثه لسيريانديز قال أن الهيئة هدفها الأساسي تأمين المناخ الاستثماري المناسب لتحويل تلك الاختراعات إلى منتجات تساهم بدور فعال في الاقتصاد الوطني وأضاف بأن استثمار الاختراعات قد يوفر الوقت والجهد والمال في العديد من المجالات ونحن في هذه الندوة نريد إلقاء الضور وتسليط الاهتمام على المخترعين ومخترعاتهم وطرق تحويلها إلى منتجات ومن ثم العمل على تسويقها عن طريق تاسيس مدن تكنولوجية تشكل حاضنة للمخترعين وجاذبة للمستثمرين وضررة الربط بين المخترع وبيئة الأعمال ومن جهة العقبات والصعوبات التي قد تعترض المخترعين أكد عبد العزيز أن الهيئة عملت وتعمل على تذليل تلك الصعوبات إذا وجدت مؤكداً خلوها من جانب الهيئة مع إمكانية تواجدها في قطاعات مختلفة.

5500 براءة أختراع بنسبة استثمار 3%

قال الدكتور ياسر حورية عضو القيادة القطرية أن عدد براءات الاختراع السورية بلغت 5500 براءة اختراع لا يستثمر منها سوى نسبة 3% على الرغم من أن واقع البحث العلمي حالياً في سورية يشهد نشاطاً واضحاً من قبل الحكومة السورية من خلال زيادة الإنفاق على الأبحاث العلمية في ظل وجود قاعدة معرفية وصناعية وخبرات هندسية تضاهي ما تقوم بعض الشركات الكبرى من أنتاجه واحتكاره لصالحها حيث لا ينقص تلك الخبرات سوى التشجيع والتحفيز على الإنتاج والعمل.

 ونوه الدكتور حورية إلى ضرورة مساهمة الجامعات في بناء وخلق الميزة التنافسية للدولة وخاصة وأنها تمر بمراحل تحول جذرية في الاقتصاد وتحويل خريجي الجامعات إلى مبدعين لفرص العمل بدلاً من البحث عنها كذلك العمل على تطوير المعرفة ومواكبة الحياة العملية والمهنية وتعزيز مبدأ تكافؤ الفرص إضافة لتركيزها الأساسي على الأبحاث التطبيقية مؤكداً على افتتاح نحو 16 مركزاً للتميز في الجامعات السورية وحدائق للمعرفة في الجامعات وفي المدن الصناعية.

وتهدف الندوة التي تستمر فعالياتها ليوم غد والتي شارك فيها عدد من المهتمين بشؤون التخطيط والبحث العلمي و الجامعات وغرف التجارة والصناعة العربية والإسلامية والمخترعون والمبدعون إلى التعريف بأهمية وطرق نقل الاختراع إلى واقع صناعي قائم والتعرف على التجارب العالمية في هذا المجال وتبادل الأفكار والخبرات بين المشاركين والتعريف بالاختراعات المهمة التي حازت على المراكز الأولى في معرض الباسل للإبداع والاختراع الرابع عشر الذي أقيم العام الماضي وعرضها أمام المستثمرين كذلك التعريف بأهمية رفع السوية العلمية للاختراعات من خلال تعليم المخترعين على استخدام قواعد البيانات العالمية التي تحتوي على الوثائق المتعلقة بأحدث البراءات والمعلومات التكنولوجية والعمل على إحداث قاعدة بيانات شاملة عن المخترعين والمستثمرين في الدول العربية والإسلامية مع التركيز على أهمية اعتماد الاختراع والإبداع بالنسبة للبحث العلمي.