الأربعاء 2010-03-03 12:53:42 استثمار
كلمة الشيخ صالح كامل ودعوته لتصحيح جديد " تحرك " أجواء المؤتمر وسيريانديز ترصد ردود الأفعال في تصريحات خاصة.. عطري يعتبرها لتحريك الأجواء والدردري برنامج عمل بدأ به منذ وقت ورامي مخلوف يصفها بـ " الجميلة - القاسية "
كلمة الشيخ صالح كامل ودعوته لتصحيح جديد " تحرك " أجواء المؤتمر وسيريانديز ترصد ردود الأفعال في تصريحات خاصة.. عطري يعتبرها لتحريك الأجواء والدردري برنامج عمل بدأ به منذ وقت ورامي مخلوف يصفها بـ " الجميلة - القاسية "
كتب أيمن قحف
تركت كلمة الشيخ صالح كامل بصمة مؤثرة في مؤتمر المستثمرين العرب وأحدثت حراكاً وردود أفعال بدأ بالتصفيق ولم ينته عند تصريحات المسؤولين ورجال الأعمال السوريين ..
 
فعلى الرغم من وضعه الصحي أصر الشيخ صالح كامل رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس مجموعة دلة البركة ورئيس الغرفة الاسلامية للتجارة والصناعة، على حضوره حفل الافتتاح الرسمي للمؤتمر الثالث عشر للمستثمرين ورجال الأعمال العرب بدمشق ملقياً على المؤتمرين خطاباً حبياً على اساس النصح بشكل رسالة موجهة للسيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد موصياً رئيس مجلس الوزراء ناجي العطري ايصالها لفخامة الرئيس.
 
و حملت هذه الرسالة "الخطابية" دعوة صريحة للسيد الرئيس بشار الأسد ليتولى القيام بحركة تصحيحية جديدة اقتصادية تنهض بالاقتصاد السوري في كافة جنباته.. تدك البيروقراطية.. وتفتك تعقيداته... الأمر الذي لا يحدث (والكلام للشيخ كامل) فقط بإصدار القوانين الصارمة أو سن اللوائح الحازمة... وإنما لابد أن يحدث هذا مقروناً بالارادة والرغبة العارمة التي يجب أن تنتقل من سدة الرئاسة مروراً بأعضاء القيادة وصولاً إلى القاعدة. ليعيد تأكيده ومطابته المحبة الصريحة بحركة تصحيحية تماماً كما فعل القائد الخالد حافظ الأسد عندما قضى على البيروقراطية والفساد وجعل سورية واحدة من أكثر الدول أماناً واستقراراً وهو ما يشكل بنية صلبة للقيام بحركة تصحيحية تدفع بالاقتصاد إلى الأمام.
 
وهكذا نقل الشيخ كامل رؤيته بأن مشروع الرئيس الأسد الإصلاحي يجب أن ينتقل إلى القاعدة ويرسخ فيه...لأنه لا يمكن السير بالعربة إذا كان هناك عجلة لا تدور وقاعدة الاقتصاد يجب أن لاتقوم على استسهال السهل واستصعاب الصعب، مستشهداً ومشيداً بالمزايا التي تتمتع بها سورية على كافة المستويات والتي يمكن أن تجعلها مركزاً رئيساً لاستقطاب الاستثمارات والأعمال.
 
وأستناداً لمحبته الكبيرة لسورية اتكاءه على عصا ليس له فيها مأرب إلا الإشارة بها إلى المظاهر المسيئة التي قد لا تصل للسيد الرئيس اختار الشيخ صالح كامل أن يتحدث بمنتهى الحرية والصراحة والوضوح، لينتقل إلى خانة النقد الحاد والصريح محدداً دائرة موضوع حديثه هذه المرة وهي قطاعنا السياحي حيث قال "في لبنان تظهر الوفود السياحية بشكل لافت للنظر الامر الذي لايبدو في سورية رغم أنها ولبنان امتداد واحد لنسمة الهواء".. وهنا أصبح الشيخ أكثر تركيزاً على ما يريد الإشارة إليه وهو تخليص العاملين في السياحة من الروتين إلى صناع يجيدون الابتسام في وجه القادمين والسائحين من المطار لحظة القدوم إلى المطار لحظة المغادرة وما بينهما".
 
وتابع "إن بعض المسؤولين لا يحسنون استقبال السياح ولا يرحبون بهم كما يريد الرئيس الأسد أن يكرم الضيف".
 
 
بعد هذه المقدمة التي الخطابية بامتياز التي أتقنها الشيخ كامل..
أدار الشيخ كامل بوصلة الحديث هذه المرة باتجاه قطاع الاستثمار في البلد ليشيد ويؤكد بأن قانون الاستثمار السوري هو من أفضل القوانين على الإطلاق ولكن العبرة في التطبيق...حيث يرى أن قانون الاستثمار مُعرقل من قبل البيروقراطية ولابد من العمل على تسهيل الأمور أمام المستثمر العادي.. مشيراً "أن يتبنى المستثمر العادي ولا يقصد نفسه فهو أي الشيخ صالح كامل إن أغلقت الأُبواب في وجهه تنفتح له النوافذ".
لافتاً النظر بقوله : "ورب الكعبة لو أن أجهزة الدولة تمكنت من مواكبة رؤى الرئيس الأسد لدخلت سورية التاريخ كما رأها التاريخ...قوية قادرة".
 
لينتقل الشيخ صالح كامل في حديثه إلى دعوة المستثمرين العرب في سورية وخارجها للقدوم إلى سورية والاستثمار فيها والاستفادة من الفرص الهائلة التي يوفرها الاقتصاد السوري معتبراً "أن الاستثمار في الدول العربية والإسلامية عبادة أمرنا الله بها وإن لم يتحقق الربح الوفير...فإن الله سيمنحنا الأجر الكبير".
 
وجاء الختام: "لقد خسر الكثير من المستثمرين جزء من أموالهم في الغربة بعد الأزمة دون ذنب سوى لاعتقادهم أن الاستثمار في الغرب أكثر أماناً" مناشداً المستثمرين الاستثمار في سورية وأخواتها بدلاً من أن تضيع أموالهم في كان وأخواتها".
وما أن أنهى الشيخ خطابه حتى خلى أعضاء الوفد السعودي و آخرون القاعة مع التصفيق الحاد والسبب كان اجتماعهم مع السيد رئيس الجمهورية ..
ردود هادئة
 
 سيريانديز رصدت ردود الأفعال من خلال جلسات المؤتمر وتصريحات خاصة  ..
رئيس مجلس الوزراء  المهندس محمد ناجي عطري وبهدوء ودماثة ورحابة صدر سورية معروفة توجه بالشكر والامتنان مع وضع النقاط على الحروف من باب الرد الدبلوماسي الذكي وخص الشيخ كامل بقوله:
 
"أشكر الشيخ صالح كامل حرصه وحبه وطموحاته التي تشكل هاجس لنا في الحكومة وأريد أن أشير إلى أن عملية التحول في سورية قائمة ومتواصلة وهناك أهداف كبيرة ولابد أن تعترضنا بعض المشاكل من هنا وهناك... إن الحكومة تدرك ولديها خطة ونية دائمة لبذل كل الجهود لإزالة الملاحظات والمشاكل"... وكأنه بذلك أراد أن يقول للشيخ صالح كامل "أن الحركة التصحيحية التي تدعو إليها قد بدأت فعلاً ولا يجوز نكران ما تقوم به سورية وما حققته".
 وقبيل مغادرته قال المهندس عطري لرئيس تحرير سيريانديز أن الشيخ صالح كامل ( غالي علينا ) ولا يدخل الأمر في باب الأخذ والرد " والشيخ التقى السيد الرئيس مراراً وأوصل وجهة نظره وهو أحب أن يبدي رأيه من على منبر المؤتمر ربما ليخلق حراكاً ما !" وأضاف رئيس مجلس الوزراء أن "الحقائق تؤكد أننا بدأنا بخطوات لا يمكن تجاهلها" ..
من جهته قال السيد الدردري أن كل كلمة قالها الشيخ صالح كامل هي صحيحة مائة بالمائة ونعمل عليها مضيفاً " كل كلمة قالها هي برنامج عمل بدأنا بالأصل بمعالجتها وتنفيذها وتجاوزها والتزامنا تجاه مواطننا والمستثمرين تحتم ذلك "
ووصف الدردري في تصريح لسيريانديز الكلمة بأنها كلمة صادقة لعلاقته الشخصية وإخلاصه لسورية، بحيث أن هناك اتفاق في أن هناك عقبات إدارية تنظيمية مازالت موجودة، والمناخ الاستثماري لم يكتمل بعد بل قطع الخطوط الأولى كي يكون مناخاً جاذباً لذلك التركيز خلال الخطة الحادية عشر القادمة سيكون على التطوير المؤسسات لما يشمل من موارد بشرية قادرة على التعامل بكفاءة مع الوضع الاقتصادي الجديد، والتنظيم الإداري السوري قد بني في مرحلة لم يكن التركيز على جدول استثمارات كأولوية تنموية، الآن الوضع اختلف ويتطلب نظام إداري ووظيفة عمومية وموارد بشرية تتعامل بكفاءة مع الموضوع، وبالتالي ما قاله الشيخ صالح سليم ونتفق معه ولكن نحن ملتزمون بالعمل على تطويره.
من جهته اعتبر المهندس رامي مخلوف كلمة الشيخ صالح " جميلة ولكنها قاسية نوعاً ما لأن هناك جهد كبير من الحكومة لإزالة معوقات كبيرة لا يمكن إزالتها بيوم أو شهر خصوصاً عند تغيير العقلية." واصفاً إياه "كشخص يحب سورية  وقادم من الخارج فهو يريد أن يكون لها مكانة أكبر في الاستثمارات".
متابعة :علي نزار آغا - فادي بيك الشريف
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / finance © 2024