لم تنجُ الأسواق بعد مما بات يُسمى التراجيديا اليونانية . هي نجحت بالتحول الى دراما عالمية. الكل يهتم لها ويتاثر بها...

نتيجة ذلك القلق العام والذي يهدد بالتحول الى هلع عام مع كل حركة تراجعية للاسواق .

كان من الممكن ان تؤدي بيانات البطالة الاميركية نهاية الاسبوع الى استقرار نسبي في الاسواق لكن ذلك لم يحدث. المأساة التي يستوردها العالم من اليونان وترثها دولة عن أخرى حجزت لنفسها المقعد الاول من حيث الدور والتوجيه والتأثير. البورصات تتراجع وتخفق في كل محاولة ارتفاع. اليورو يتراجع ويتراجع ولا يوفق في كل محاولة استقرار.

البنوك المركزية كلها حاولت تهدئة الوضع. السياسيون مدوا يد المساعدة وحاولوا التخفيف من قسوة الازمة. ألأسواق لم تعر احدا آذانا صاغية. الهروب جزء من الشجاعة. افلاس الدول أشد وقعا على الجميع من افلاس الشركات والاحتراس واجب واجب.

الازمة لا تبدو انها قريبة الحل او قريبة النهاية. العام الحالي من الممكن جدا ان يكون عام الصعوبات الاوروبية والتوتر الاوروبي.

الوزير الاول اليوناني يكرر كل يوم نية الحكومة بتقليل العجز في الموازنة بنسبة 4% هذا العام ( من 12.7 الى 8.7% ) ألأسواق لا تصغي كثيرا . هي تقول : نريد وقائع وافعالا لا وعود. نكافئك عندما تبرهن.

هو في جولة اسيوية ، في ما يبدو انه محاولة كسب ود وثقة الاسيويين . هو من الهند يصرح بكون الازمة مضخمة واليونان ستنجح في بلوغ شط الأمان. الكلام لا يبدو انه يبلغ هدفه. اليونان تحت مراقبة الاتحاد الاوروبي. سيكون عليها التنازل عن جزء من استقلاليتها بتقديم تقارير كل ثلاثة اشهر عن المستجدات . وكيف يمكن ان يكون اليورو مرتاحا لهذا الوضع. ان قبلت الحكومة الحالية بالامر فهل لن تستغله المعارضة لصالحها. التململ بدأ يظهر في البلد بمواجهة اجراءات التقشف. المطالبة بترك اليورو ستنمو حتما في الاسابيع والاشهر القادمة...

جان كلود تريشه طمأن بدوره يوم الخميس . اعتبر ان المخطط اليوناني للانقاذ ذو مصداقية . لم يكن كلامه مؤثرا . بقي صرخة في واد.

اليوم الجمعة اعاد رئيس المركزي النمساوي التاكيد بانه لا معنى لتبرير تراجع اليورو ربطا له بازمة اليونان. هذه محاولة جديدة لتغيير الموضوع المعمول عليه في كواليس السوق . لا يبدو حتى الان ان كلامه كان ذات معنى، ولا محاولته ذات فائدة.

 

اليورو من جهته يعمل ما يراه. ال 1.3650 تم مقاسها. فرصة استراحة قد تحدث . انقلاب في الوجهة لا يبدو في الافق - حتى الان - .

افلاس الدول هو اذا موضوع الساعة . المزعج في الامر ان اسم البرتغال بات يتردد اكثر من اسم اليونان . في البرتغال واسبانيا اجراءات التقشف ليست بجدية الاجراءات اليونانية . هذا يعني ان الازمة مرشحة للاستمرار وان اعتادت الاسواق على اسم فهو يتغير باسم آخر...والسؤال هو ذاته : من هو التالي؟ دور من اليوم؟ وغدا؟؟؟؟

ناتي الى سوق التأمين على السندات الحكومية لنشهد العجب في ارتفاع اسعارها.

سندات البرتغال ارتفعت من 229 الى 338 نقطة . هذا مستوى قياسي غير مسبوق .

في اسبانيا الارتفاع من 170 الى 182 نقطة. ايضا هو مستوى قياسي .

في اليونان ارتفع من 427 الى 444 وهو ايضا قياسي . هذا يعني ان المستثمر سيكون عليه ان يدفع سنويا 444.000 يورو من اجل التأمين على 10 مليون يورو في السندات اليونانية لفئة الخمس سنوات.

اوروبيا ايضا تسجل ارتفاع عام بنسبة 7 نقاط . السوق يتغير بسرعة وهو شديد التوتر.

العدوى انتقلت الى سندات الشركات ايضا . الخبر السلبي ينتشر بسرعة ويتعمم. شركات الاتصالات والنفط والطاقة هي الاكثر اصابة بالعدوى هذه.

لعل الاسبوع القادم يكون أقل قسوة من الحالي. لا مؤشرات بعد على ذلك ...

 

 

بورصة انفو .