الأحد 2010-02-07 11:44:30 صحافــة المــــــال
إلى متى يظل المستثمر بطل مسلسل إهماله؟
إلى متى يظل المستثمر بطل مسلسل إهماله؟
 
 
أحياناً كثيرة أجلس مع أشخاص يتحدثون عن استثماراتهم وكيف أن تلك الاستثمارات تبخرت وأصبحت هباءً منثورا، واضحت مجرد "قراطيس" لا تسمن ولا تغني، وعندما أسأل عن الأسباب التي أدت لذلك يكون الرد وبغضب "خدعونا"!! فهل صحيح انهم خدعوا؟
 
الآلاف في سوقنا يعتقدون أنهم ليسوا طرفاً في ما حدث لهم من خسائر، الجميع سواء مستثمرين أو مسؤولين لديهم مبررات تدعم وجهات نظرهم واعتقاداتهم، فالادارات التنفيذية ومجالس الادارات يلومون الأزمة المالية، والمستثمرون يلقون باللوم على المسؤولين في هذه الشركات وبأنهم ضحية لسوء ادارة هؤلاء المسؤولين أو تواطئهم مع الملاك الرئيسيين لهذه الشركة.
 
لن أتطرق في هذا المقال إلى الدور السلبي الذي لعبته إدارات الشركات خلال السنوات الماضية، حيث سنتناول ذلك في مقام آخر، ولكنني سأتطرق إلى الجانب المتعلق بالمستثمر وما قام به من إهمال ساهم بشكل كبير في تدهور استثماراته. وحتى نوضح ذلك دعونا نعود قليلاً إلى الوراء، فمسلسل إهمال المساهم يبدأ من مساهمته في شركات ليس لديها هدف واضح من وراء إنشائها، ولا فريق مؤهل لإدارتها، ولا معرفة كيف سيتم تحقيق التوقعات المالية المذكورة في النشرة التعريفية لتلك الشركة.
 
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فمسلسل الإهمال مستمر فلا حضور للجمعيات العمومية ولا مشاركة، فقد رأينا جمعيات عمومية عادية وغير عادية لشركات برؤوس أموال تزيد على الـ 40 مليون دينار كويتي تعقد بفترة زمنية لا تتجاوز مدتها 15 دقيقة فقط.. كما رأينا شركات حديثة النشأة تتجاوز التزاماتها المالية مئات الملايين ولا أحد يسأل لماذا وماذا ستفعلون بكل هذه الأموال.. وهل التوسعات التي تقومون بها مدروسة أم لا .. وهل هناك فريق داخل الشركة قادر على إدارة تلك التوسعات... للأسف لم تكن تلك التساؤلات مطروحة على الطاولة في ذلك الوقت، فالعلاقة وقتها كانت «سمنة على عسل» والمساهم خارج نطاق التغطية، بل كان البعض يتعذر بأن الشركة مملوكة لجهات بنسبة %70، نقول نعم هذا صحيح ولكن ماذا عن الـ %30 ماذا فعلوا؟ الإجابة بسيطة .. غائبون !!
 
أنا لا أهدف من وراء سرد هذه الوقائع الى اجترار الماضي ولا ممارسة الاستاذية على الآخرين، ولكنني أهدف إلى التنبيه إلى أن جزءا كبيرا من مسؤولية ما حدث لاستثمارات ومدخرات بعض المستثمرين يتحمله المستثمر نفسه وهي من صنع يديه، وبالتالي علينا أن نعترف بأن هناك تقصيرا من قبل بعض المساهمين، صحيح أن هناك جزءا كبيراً من المسؤولين في هذه الشركات قد تاجروا بنا وغامروا في استثماراتنا، ولكننا في المقابل قبلنا رشوتهم التي كانت إما من خلال التوزيعات أو الرفع المصطنع للسهم، والتي كانت ثمن سكوتنا عن التجاوزات وسوء الإدارة.
 
نحن الآن أمام مرحلة جديدة خصوصاً أن هناك من بدأ بالظهور مرة أخرى محاولاً إعادة الكرة لما قام به من غش وتضليل قام بممارسته على المستثمرين.. وبالتالي يجب أن يكون المساهم يقظا وحذرا لما يدور فإما أن يتغير ويتعامل مع الواقع بشكل مسؤول وإلا فسيحرق بيديه ما تبقى لديه من مدخرات..
 
على المساهم مهما كان حجمه أن يمارس دوره الأساسي والطبيعي سواء من خلال قراءة البيانات المالية أو حضور الجمعيات العمومية والتفاعل معها والسعي للحصول على إجابات لتساؤلات مهمة والتي من أبسطها كيف سيتم تعامل هؤلاء المسؤولين مع المرحلة المقبلة.
 
ما غفل عنه المستثمر
1ــ ساهم في شركات لا يعرف عنها شيئا كثيرا.
2ــ لم يدقق يوما في من يدير الشركات التي ساهم فيها.
3ــ لم يتابع كيفية تحقيق توقعات نشرات الاكتتاب ونشرات التعريف بالشركة.
4ـ غائب عن الجمعيات العمومية.. وإذا حضر فدوره هامشي جداً.
5ــ لم يسأل شركته يوما عن سر اقتراضها الكبير.. وماذا فعلت بالأموال.
6ــ لم يعبأ كثيرا بالتوسعات وجدواها.
7ــ يتناسى أن عليه قراءة البيانات المالية.
8ــ يلهث وراء الإشاعات وأقاويل الدواوين.
 
• "القبس" الكويتية.
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / finance © 2024