حتى ولو ان الاسواق كانت مترددة وميالة الى السلبية في نهاية الاسبوع، فان عودة الحيوية الايجابية لا يصح استبعادها في الاسبوع الجديد. انه موقف يبرره اقتناع الكثيرين من المتشككين القدامى بنهاية الازمة، بعد اطلاعهم على النتائج التي حققتها كبريات الشركات والبنوك الاميركية في الفصل الثالث، ان الازمة انتهت الفصول المأساوية منها فعلا وقولا. إنها نتائج خلفت أثرا طيبا في النفوس.

 

ان بنوكا من وزن " جي بي موجان ، وجولدمان ساكس" ؛ وشركات من امثال "انتل وجوجل" تلعب كلها دورا مميزا في توجيه عجلة الاقتصاد الاميركي وتعطي الفكرة المرجحة لانتعاشه او ركوده. عندما نسمع عن تحقيقها لارباح عالية في وقت لا زالت ظلال اكبر ازمة اقتصادية تخيم على العالم، فاننا لا يمكن الا ان نتوقف عند هذا المستجد الايجابي، حتى ولو ان بنكا من وزن بنك اوف امريكا اعلن عن خسائر لم يستطع تعديها الى الربح.

 

مؤشر ال داو جونز نجح بتعدي ال 10.000 نقطة وهذه خطوة مبشرة حتى ولو انه عاد فتنازل عنها قبل العطلة الاسبوعية. ال داكس الالماني بات على مشارف ال 6.000 نقطة ولن يهدأ له بال قبل استردادها. الايام القادمة تحمل في طياتها بذور ايجابيات تبقى تأثيراتها طاغية على الاسواق ، قبل بلوغ مرحلة هدأة التفكير بجني ارباح في وقفة الاستراحة الاولى في ترند طويل الامد قد يستمر في العام 2010 ايضا، ما قد يعني ان الداو جونز قد يتوق الى ال 11.000 قبل نهاية العام الحالي.

 

هذا الاسبوع ستصدر نتائج شركات جديدة تتقدم بتأثيرها البيانات الاقتصادية التقليدية المعروفة . من هذه الشركات : كوكا كولا ، بوينج ، أمازون من الولايات المتحدة ؛ من اوروبا ننتظر نتائج كريديت سويس ، نوفارتيس، ونستله.

 

نتائج شركة بوينج ستكون على اهمية بالغة لان ما تحققه سيكون مؤشرا ثابتا ومؤكدا وذات انعكاس لما سيكون عليه مستوى الناتج القومي الاجمالي الاميركي.

 

ارتفاع اسواق الاسهم ترك اثره السلبي على سوق السندات الاميركية ( ايضا الاوروبية ) التي سجلت تراجعا ومن المنتظر ان تسجل تراجعا اضافيا في الاسبوع الجديد، لان الرهانات على موعد تخلي الفدرالي الاميركي عن السياسة النقدية المعتمدة حاليا ستبقى رهانات فحسب، ومن الصعب بروز النبأ الموعود حول موعد التحول الى فائدة مرتفعة في وقت قريب.

 

يوم الاربعاء يصدر بيان ال بيج بوك عن الفدرالي ومن الممكن ان تؤدي قراءة ما بين سطوره خدمة للباحثين عن معطيات تحدد ما يخطط له الفدرالي مستقبلا.

 

الدولار ثمة خلاف في التحليلات حول استكمال مسيرة التراجع او معاودة الارتفاع. الدعم يأتيه من بوابة السياسة حيث ان التأكيدات تتوالى باهتمام الادارة الاميركية بدولار قوي . الاسواق لا تعير هذه التأكيدات اهتماما. الاوروبيون يكررون دعوتهم لوضع الاقوال موضع الفعل والملفت كان تصريح رئيس مجموعة وزراء المالية الاوروبيين " جان كلود يونكر " يوم الجمعة بانه غير متضايق من المستوى الذي بلغه اليورو . هو سيكون متضايقا ان تابع الارتفاع الى مستوى غير مقبول. هذا المستوى الغير مقبول رفض طبعا تحديده لان ذلك كان سيشكل هدفا لليورو يبلغه خلال دقائق معدودات بعد صدور الكلام المشار اليه .

هل ان تصريحا من هذا النوع تصح قراءته بكونه تمهيدا لارتفاعات جديدة على برنامج العملة الموحدة ؟ هنا يجب التحسب، ولا يمكن الجزم .

تصريحات يابانية عن اوساط حكومية لا يمكن تجاهلها ايضا ، فقد تم الاعلان ان الحكومة اليابانية ستعمل على التنسيق مع الصين والولايات المتحدة للوصول بالدولار الى وضع الاستقرار الذي يريده الجميع. مصلحة البلدين تقضي بالعمل على عدم حدوث انزلاق جديد للدولار لانهما يمسكان باكبر كتلة احتياط عالمي به. انه كلام قديم جديد، ووقف تراجع الدولار هو بالدرجة الاولى بيد السلطات الصينية ان ارادت ذلك - ولكنها لن تريد - . لن يكون عليها سوى فك أسر اليوان والسماح للسوق بتحديد قيمته - وهي لن تفعل حتما - . وقف تراجعه هو بيد السلطات الاميركية ايضاان اقتنعت ان هناك وسيلة أخرى يمكن الاستفادة منها لتخفيف وطأة العجز الهائل من جهة، وان اقتنعت من ناحية أخرى ان الضغوط على الصين بهذه الوسيلة لم تعط النتيجة المرجوة في الماضي ولن تعطيَها في المستقبل.

 

محطات بيانية مهمة نتوقف عندها هذا الاسبوع :

 

الاثنين:

 كلام لرئيس الفدرالي برنانكي.

 

الثلاثاء:

 بروتوكول اجتماع المركزي الاسترالي

بيانات البناء الاميركية واسعار المنتجين .

قرار الفائدة من كندا.

كلام لرئيس المركزي البريطاني كينج.

 

الاربعاء:

 بروتوكول اجتماع المركزي البريطاني وهو موعد على اهمية.

ال بيج بوك عن الفدرالي الاميركي.

 

الخميس :

الناتج القومي الاجمالي من الصين اضافة الى الانتاج الصناعي واسعار المستهلكين وهي مواعيد مهمة.

مبيعات التجزئة من بريطانيا .

مبيعات التجزئة من كندا .

 

 

بورصة انفو.