الخميس 2010-01-28 09:43:34 صحافــة المــــــال
صناعة البترول عام 2030
صناعة البترول عام 2030
 
 
 
تأكيدا لما كتبته في مقال «أوبك والمستقبل الزاهر» والذي نشر بتاريخ 14 يناير 2010م ، اطلعت مؤخراً على محاضرة علمية ألقاها المدير التنفيذي للوكالة العالمية للطاقة السيد نوبو تناكا تتحدث عن مستقبل صناعة الطاقة العالمية، حيث ذكر فيها أن الطاقة الأحفورية وفي مقدمتها البترول سوف تستمر في السيطرة على خريطة الطاقة العالمية على المدى البعيد.
 
ذكر السيد تناكا أن الدراسات والتوقعات التي قامت بها الوكالة الدولية للطاقة تشير إلى أن الطاقة الأحفورية (البترول والغاز الطبيعي والفحم الحجري) سوف تمثل أكثر من 77% من مصادر الطاقة بحلول عام 2030م وأن الطلب على البترول سوف يرتفع من 85 مليون برميل في اليوم إلى أكثر من 88 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2015م والى أكثر من 105ملايين برميل في اليوم بحلول عام 2030م. هذه التوقعات والدراسات تعتمد على أن النسبة الكبيرة من هذا البترول الذي سوف يكون بحاجته الاقتصاد العالمي للمحافظة على نموه سوف يكون من إنتاج حقول بترول جديدة لم تكتشف بعد، مما يجعل عملية الاستثمار المستقبلي في أعمال التنقيب عن النفط ضرورة قصوى. كما ذكرت في المقال السابق أن احتياطات البترول في الدول المنتجة من خارج منظمة أوبك سوف تنقص بمعدل 50% مقارنة باحتياطاتها الحالية اعتمادا على استمرار معدلات إنتاجها الحالية التي تقدر بـ 51 مليون برميل في اليوم. هذا يعني أن الجزء الأكبر من هذه الزيادة (إن لم تتمكن هذه الدول من خارج المنظمة من اكتشاف حقول جديدة) سوف تكون من دول منظمة الأوبك.
 
لذلك, يجب على دول منظمة أوبك العمل على تطوير استيراتيجية بعيدة المدى للتعامل مع هذه الظروف المستقبلية الصعبة، حيث إنه من بالغ الصعوبة على دول المنظمة سد هذا النقص الكبير في إمدادات البترول، وذلك ليس لعدم توافر احتياطيات بترول لديها، ولكن إما لأسباب اقتصادية بحتة لعدم توفر السيولة اللازمة لتطوير حقولها الجديدة أو لأسباب سياسية أمنية قومية تطالب بعدم زيادة الإنتاج للحد من الإسراع من نضوب حقولها.
 
أتوقع أن يكتشف دول العالم (سواءً خارج أو داخل المنظمة) حقولا جديدة تعوض هذا النقص على شرط استمرار أو زيادة الاستثمار العالمي في صناعة الطاقة الأحفورية خاصة في مجال التنقيب والأبحاث والتطوير. أهمية الاستثمار في الأبحاث والتطوير تتمثل في زيادة نسبة اكتشاف حقول جديدة وزيادة نسبة استخلاص البترول من الحقول المطورة وتخفيض تكاليف عملية انتاج البترول غير التقليدي أو ما يسمى بالبترول الرملي. المعروف أن كندا تحتوي على احتياطي بترول رملي يقدر بأكثر من 150بليون برميل بترول يمكن انتاجه بكميات تجارية إذا كان سعر البترول عاليا جدا أو إذا طورت تقنيات جديدة باستطاعتها إنتاج هذا النوع من البترول غير التقليدي بأسعار منخفضة. وأخيرا، لا أحد يستطيع التنبؤ بأسعار البترول عام 2030م تحت هذه الظروف وذلك لصعوبة تقدير العوامل الكثيرة التي قد تؤثر عليه سواء سياسية أو اقتصادية أو بيئية.
 
"اليوم" السعودية/ د. سامي النعيم
 
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / finance © 2024