ارتفع الذهب الى مستوى قياسي جديد تجاوز 1070 دولارا للاونصة ، متأثرا بتراجع الدولار الى أدنى مستوياته خلال 14 شهرا أمام اليورو وبصعود أسعار النفط صوب مستوى 75 دولارا للبرميل الامر الذي عزز الاهتمام بالسلع الاولية.

ويرى المحلل المالي والخبير في شؤون الذهب حمد العوضي بان العامل الاساسي في ارتفاع الذهب وتقلبه في مستويات عالية هو التشكك من مستقبل الاقتصاد العالمي ، ومن ضعف الدولار الذي يرتبط الدولار بعلاقة عكسية مع الذهب حيث ينخفض احدهما عندما يصعد الأخر.

وقال العوضي للأسواق.نت " ان المؤشرات الاقتصادية في الولايات المتحدة اليوم لا تعطي اشارات ايجابية خصوصا في مايتعلق بالبطالة ، ومؤشرات الاستهلاك ، وقد نحتاج الى وقت حتى تتضح ما اذا كنا خرجنا من عنق الازمة الاقتصادية وان مرحلة الخطر قد انتهت ام اننا دخلنا في مرحلة التجمد .

وذكر العوضي" بان جرح الازمة العالمية لم يلتئم وبالتالي فاننا سنعيش اجواء توتر في سوق الذهب خصوصا اذا عرفنا بان الدين العام الامريكي المتضخم في طريقه للارتفاع مع قرار الرئيس الامريكي اوباما دعم خطة النمو بسيولة ضخمة ، مما سيؤدي الى معدلات تضخمية جديدة ، وبالتالي مزيد من ضعف الدولار ، ومن هنا يتوقع ان يجر ضعف العملة الامريكية الى ارتفاع الذهب لاعلى المستويات خلال المرحلة المقبلة .

وزاد العوضي في حديثه حول مستقبل سعر الذهب " بانه وفي ظل تداعيات الازمة الاقتصادية الراهنة فان الذهب سيبقى الملاذ الامن للمستثمرين في المحافظ المالية . وقال " ان الذهب سيحافظ على قوته مع تقلب الدولار ومع تمسك الصين بالذهب الاصفر في خزائنها والذي يمثل ثلث احتياطيها الاستراتيجي ".

وتوقع العوضي ان تتغير مجريات الطلب على الذهب مع بداية الربع الاول من العام المقبل ، فالأسعار قد تتجه الى الاستقرار ، في مستويات عالية مع ارتفاع الطلب وتراجع الدولار المتهاوي . وكانت أسعار الذهب قد ختمت تعاملاتها اول من أمس على سعر تاريخي جديد بعدما بلغ سعرا قياسيا في منتصف التعاملات.

وجاءت المكاسب في أعقاب تقرير اقترح فك ارتباط سعر الدولار بأسعار النفط فضلا عن رفع أستراليا لمعدلات الفائدة.

وتحركت أسعار الذهب لمستوى قياسي بعد انخفاض الدولار الأمريكي في أعقاب رفع استراليا أمس سعر الفائدة الرئيسي إلى 25ر3% لتكون بذلك أول دولة من مجموعة دول الـ20 التي تقوم بمثل هذه الخطوة ما ينبئ ببداية تعافي الإقتصاد العالمي.